عدلي صادق: عدلي صادق : مخيم اليرموك: الغبراء مع داعش بتاريخ الخميس 16 يناير 2014
الموضوع: قضايا وآراء
|
 مخيم اليرموك: الغبراء مع داعش بقلم عدلي صادق
في خِضَم الكارثة التي يتعرض لها أبناء شعبنا في مخيم اليرموك؛ كانت
التدخلات الفلسطينية تتعاطى بحذر مع الجانب الإنساني، وتتحاشى التسييس.
وبينما طرفا التقاتل الذين في المخيم والذين في خارجه، يتكاذبون؛ ظل الطرف
الفلسطيني راغباً في الإبقاء على ما تبقى، ويركز على حق الفلسطيني في
الحياة،
مخيم اليرموك: الغبراء مع داعش بقلم عدلي صادق
في خِضَم الكارثة التي يتعرض لها أبناء شعبنا في مخيم اليرموك؛ كانت
التدخلات الفلسطينية تتعاطى بحذر مع الجانب الإنساني، وتتحاشى التسييس.
وبينما طرفا التقاتل الذين في المخيم والذين في خارجه، يتكاذبون؛ ظل الطرف
الفلسطيني راغباً في الإبقاء على ما تبقى، ويركز على حق الفلسطيني في
الحياة، وعلى الواجب الإنساني الذي ينبغي أن يؤديه كل مستطيع، لكي لا
يتواصل شُح أجساد المحاصرين، حتى يدركهم الأجل. رغم تقبلنا لمنطق
التركيز على الجانب الإنساني في مأساة مخيم اليرموك، كان ـ للأسف ـ الداعين
بحماسة الى عدم التسييس والى "النأي بالنفس" هم الذين كسروا القاعدة ليصبح
الاختزال في وصف المشهد في المخيم، قائماً على منطق انحياز سياسي يعتمد
رواية النظام، وهي أن جوهر المشكلة يكمن في وجود "جماعات إرهابية" هي السبب
في منع وصول الغذاء ووسائل الطبابة. أما الحصار الذي تفرضه قوات النظام،
وتجعله وسيلة للضغط الميداني؛ فإنه يغدو مجرد تفصيل لا علاقة له بأصل
الموضوع. ولا تُسمع إشارة في هذا السياق، الى حجم الجريمة في منع وصول الحد
الأدنى من مقومات الحياة للناس المحاصرين، أو في رد الجرحى على أعقابهم،
عند المداخل، وإطلاق النار من بعيد، على كل من يتحرك من البشر لإسعاف مريض
أو إغاثة جائع! العبد لله، منذ اليوم الأول، لم يتفاءل ولم يرَ جدوى من
الحديث عن تحييد المخيمات أو النأي بالنفس. فالنفس الفلسطينية، في
غالبيتها العظمى، تنأى حُكماً، لأن قضية الحرية في سوريا ليست قضيتها. أما
التحييد أو الحياد، فإنه السمة الموضوعية حتى وإن تمكن الطرفان من اجتذاب
بعض الشباب. ومثلما لا ينبغي أن يكون انخراط شبان فلسطينيين مع قوات
المعارضة المسلحة، سبباً للنظام لكي يقتل الناس في المخيم؛ لا ينبغي أن
يصبح انخراط فلسطينيين مع النظام سبباً في انتقام التكفيريين من
الفلسطينيين في "اليرموك". نحن هنا، بصدد طرفين يمارسان التكاذب ويقتلان.
وهذا لا ينتقص من حقيقة كون النظام السوري ـ في الرأي الشخصي لكاتب هذه
السطور ـ هو أصل البلاء وسبب الكارثة! ولعل من المفارقات، أن القائلين
جميعاً بتحييد المخيمات؛ كانوا يلمحون ضمناً الى رمزية مخيم اللاجئين والى
مظلومية الفلسطينيين المديدة التي ينبغي أن يتذكرها كل من يتهدد مخيماً أو
يمس أمن الفلسطينيين في أماكن لجوئهم. بعض هؤلاء نسوا، ومعظمهم تناسوا وسط
ضجيج رواية "الممانعة" أن رمزية هذه المخيمات الفلسطينة حصراً، لم تشهد
انتهاكاً في تاريخها، مثلما شهدت على أيدي النظام السوري. ولا يحرجنا هنا،
التذكير بأن مخيم "تل الزعتر" حوصر بتغطية من القوات النظامية السورية في
كانون الثاني (يناير) 1976 ومات ألفان من أهله من الجوع وبالنيران. ولا
ننسى حرباً شنتها حركة "أمل" الشيعية على مخيمات بيروت، بإيعاز ومساندة
النظام السوري، على امتداد ثلاث سنين (من آيار 1985 حتى تموز 1988) وسُميت
"حرب المخيمات" التي مات فيها الناس جوعاً وبالنيران، وصدرت الفتاوى بجواز
أكل الكلاب والقطط، ووقت نتلك المأساة بذريعة اجتثاث "العرفاتيين" بينما
الحقيقة هو أن هيمنة النظام السوري على لبنان، مع إلحاق الهزيمة بـ
"المرابطين" وهي الفصيل السُني الوحيد المسلح، اقتضيا التخلص من سلاح
المقاومة الفلسطيني، وكان أحمد جبريل خائناً كالعادة، إذ شارك في حصار
مخيماتنا وتجويع أهلها بحجة وجود "عرفاتيين"! اليوم يحاصر النظام مخيم
اليرموك، ويعتبر أن المزيد من الخنق، سوف يحقق له أهدافه الميدانية في
المخيم وفي جنوبي دمشق. هنا يكمن 80% من المشكلة، ويتكفل التكفيريون
المعتوهون بالباقي. لذا لا يستقيم منطق تسييس الكارثة، دون وضع كل النقاط
على كل الحروف، لا أن يُقال "داعش" و"النصرة" دون اية إشارة الى غبراء
النظام! adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|