عدلي صادق: عدلي صادق : مقاربة لتخفيف الهجاء بتاريخ الأربعاء 27 نوفمبر 2013
الموضوع: قضايا وآراء
|
مقاربة لتخفيف الهجاءبقلم : عدلي صادق يشعر
محسوبكم بثقل المهمة، كلما اقتضاه الحدث أن يهجو "حماس". فالخطب جَلل،
والوضع عسير ومعقد، وسوى الروم خلف ظهرنا رومُ، ويتعين علينا جميعاً أن
نحاذر وأن نتبين جيداً وقع أقدامنا. ونحن ضد اتهام طرف فلسطيني،
مقاربة لتخفيف الهجاء بقلم : عدلي صادق يشعر محسوبكم بثقل المهمة، كلما اقتضاه الحدث أن يهجو "حماس". فالخطب جَلل، والوضع عسير ومعقد، وسوى الروم خلف ظهرنا رومُ، ويتعين علينا جميعاً أن نحاذر وأن نتبين جيداً وقع أقدامنا. ونحن ضد اتهام طرف فلسطيني، بأنه سبب سفك دماء أشقاء، أو تعكير استقرار بلد، بالقدر نفسه الذي نربأ بأي طرف فلسطيني أن يفعل ذلك، لأنه عندما يفعل، يؤذي نفسه وقضيته والأمن الاجتماعي لشعبه، فما بالنا بحركة كبيرة، لها محازبوها وجمهورها، وتراها السلطات الرسمية في الإقليم وفي العالم، قوة تعكس ـ بوجهتها العامة ـ مزاج قطاع لا بأس به من الشعب الفلسطيني! لدينا الكثير من القضايا والإحباطات والتعقيدات، ولا ينقصنا التورط في قضايا الأشقاء الداخلية وتعقيدات حياتهم السياسية وإحباطات أي طرف فيها، مهما كانت رؤيته قريبة من رؤيتنا، لطبائع الحكم وشروطه وثقافته. فلا يختلف اثنان، على كون موقفنا من التغيير الذي حدث في مصر، بإقصاء الرئيس محمد مرسي، في يوم 3 تموز (يوليو) 2013 اتسم بـ "حياد إيجابي". أي عدم التدخل مع تأييد الخطوة ضمنياً. وكان موقف "حماس" حيال ذلك الحدث، عُرضة للاختبار والمعاينة، من قبل القوى التي غيرت الأوضاع ومعها مؤيدوها بعشرات الملايين. لكن هذه الحركة لم تتخذ الموقف السياسي الذي يراعي الوضع الفلسطيني ويتحسس نقاط ضعفه. وكأن "الجزيرة" بالصور المهزوزة التي تعرضها ويرافقها دفق من الكلام "الإخواني"؛ تنقل الحقيقة عندما تقول إن "الإنقلاب" يترنح، وأن "الثورة" متأججة. غير أن الوقائع الموضوعية ترشدنا الى مسألة مهمة، وهي أن أصحاب "الجزيرة" قادرون متى شاؤوا، على إبرام مصالحة عاجلة مع الحكم في مصر، قبل أو بعد أن تأخذ سياقات "خارطة الطريق" مداها. ولكن من يصالح "حماس" إن تورطت في خصومة مع مصر الجارة والشقيقة الكبرى؟! ولنأخذ العبرة من مثال يتعلق بنا، ونسأل أنفسنا: هل أدى الوداد الذي أظهرناه بصدق، للقوى التي تحكم الآن، الى تخفيف القيود على شعبنا، حتى ونحن نردد بأننا الممثلون الشرعيون للحركة الوطنية المعاصرة، وللشعب الفلسطيني وللمجتمع في غزة، الذي خرج 80% منه للتعبير عن اعتزازه بذكرى انطلاقة حركة "فتح"؟! أما المثال الذي يتعلق بحركة "حماس" فإنه يكمن في الجواب الواقعي عن سؤال: هل كانت غزة، في سنة مرسي، تشهد انفراجاً، وتضييقاً على المحتلين، وإعلاناً مصرياً للنفير ضد إسرائيل، اللهم إلا إذا اعتبرنا سهولة خروج ودخول قيادات "حماس" من المعبر الى الفنادق، انفراجاً على غزة ونفيراً ضد إسرائيل؟! يعلم الجميع، أن هدم الأنفاق، بدأ منذ عهد مرسي. أما حفرها فقد بدأ وانتهى واستمر في عهد مبارك. ولما تذمر المحتلون قبل جلائهم عن غزة، من تستر مصر على الأنفاق، ومساعدتها على ضخ المحمولات عبرها، رد الرئيس الأسبق بما يشبه الدعابة: لكل نفق فتحتان، فليهدموا الفتحة التي عندهم! ولما ضغط الأمريكيون على مصر، وطالبوا برقابة إلكترونية كان رفضها من قبل مصر سيؤكد على تسترها، واختارت القوات المسلحة المصرية التظاهر بقبولها وإحباطها ميدانيا؛ حدث للأسف أمر في غاية اللؤم، إذ انبرى القرضاوي ومعه "الإخوان" وبتأليب منهم كل خطباء المنابر الأصوليين، يتحدثون عن جدار حديدي، ويدينون ويفتون بعظائم الأمور، بينما هم يعرفون الحقيقة على الأرض، ويعرفون أن مصر لا تستطيع دحض الاتهامات "الإخوانية" علناً. وعلى الرغم من ذلك، لم تتأثر علاقة "حماس" بالقوات المسلحة المصرية، وبالمرحوم عمر سليمان، الذي ساعدها كثيراً، ولكن دون جدوى طالما الأمر يتعلق بشؤون "الجماعة" في كل مكان! لم تفكر "حماس" سياسياً، من موقعها المفترض كجزء من حركة تحرر فلسطينية حصراً، مثلما فكر "إخوان" مصر سياسياً كطلاب حكم حصراً، وبعث رئيسهم برسالة غرامية الى بيرس. لذلك كانت ردة فعل الحمساويين على تغيير 3/7/2013 حمقاء أوقعت الأذى بمصالح الشعب الفلسطيني، إذ توهموا أنهم يمتلكون ترف التمظهر والتفاصح في قضية الشأن الداخلي المصري، وأطلقوا فضائيتين تتبعان أثر "الجزيرة" البعيدة، التي تملك مثل هذا الترف. الآن، نأمل أن تراجع "حماس" موقفها، وأن تكف فضائياتها عن الثرثرة، وأن يتوخى خطباء منابرها مصلحة شعبنا وأن يتقوا الله فيه. وستكون هذه، إحدى البراهين على نية المراجعة العقلانية، لكل موقف على كل صعيد، فربما يشجع ذلك، على تخفيف الهجاء أو التهاجي الفلسطيني الداخلي! adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|