عدلي صادق: عدلي صادق : استقالة فياض: حماقة وأذى الأمريكيين بتاريخ الأثنين 15 أبريل 2013
الموضوع: قضايا وآراء
|
استقالة فياض: حماقة وأذى الأمريكيين عدلي صادق التدخل الأمريكي الصفيق، في الشأن الداخلي الفلسطيني؛
استقالة فياض: حماقة وأذى الأمريكيين عدلي صادق التدخل الأمريكي الصفيق، في الشأن الداخلي الفلسطيني؛ أوقع د. سلام فياض في حرج غير مسبوق، سواءٌ كان ذلك الحرج هو سبب الإعلان الحاسم عن استقالته، ومن ثم قبول الرئيس عباس لها، أو كانت المسببات والحيثيات الأخرى، الأسبق، هي السبب الذي لا مزيد بعده! الأمريكيون يتصرفون بطريقة، وكأن لا رأي عام فلسطينياً يُخشى تقييمه السلبي، للشخصية العامة التي يتحدثون عنها سلباً أو إيجاباً. أو كأن صفيحة أعمالهم ومواقفهم، جعلتهم في قائمة الأصدقاء الأوفياء للشعب الفلسطيني، أو كأن وساطتهم لتحقيق التسوية، برهنت على أنهم يتمتعون بالصدقية والعدالة والحيدة، وبالتالي هم يتصرفون وكأن إعرابهم عن التمسك بشخص ما، سيُعلي من شأنه وسيعزز صدقيته على المستوى الوطني. بدا واضحاً في سياق التطورات الفلسطينية الداخلية الأخيرة، أن هؤلاء الأمريكيين، لا يستمزجون رأي خبرائهم، كلما تعلق الأمر بمواقف وتصريحات حول الشأن الفلسطيني، ربما لاعتقادهم أن التعاطي مع هذا الشأن، لا يستحق التدقيق، وبالتالي لا قيمة عندهم لردود أفعال المجتمع الفلسطيني على أي موقف. وفي الحقيقة، يقودنا الإمعان في هذا التصرف الأمريكي الفج، حيال استقالة فياض؛ الى قناعة بأن الرجل لم يكن في موضع حرص الأمريكيين عليه. فلا يجهل السذج منهم، أن الطريقة التي تحدثوا بها، من شأنها إضعاف الرجل والإساءة اليه، ووضعه في موقف وكأنه عنوان ومبرر الضغط الأمريكي على القيادة السياسية الفلسطينية، وأنه رجل الأمريكيين، وضمانة الأمن، وبرهان استقامة خط السلطة، وهذا كله لا يرضاه فياض ولا غيره، لأن خيار التسوية العادلة والمتوازنة، هو الذي اعتمدته القوى الوطنية كافة، لا سيما في بدايات العملية السلمية، وقبل الانقلاب الإسرائيلي عليها، من قبل قوى اليمين العنصري الصاعد الى الحكم. كانت حماقة الموقف الأمريكي، بممارسة الضغوط العلنية، على السلطة الفلسطينية بخصوص استقالة فياض؛ تؤثر عميقاً ليس على الرجل المعني بالأمر وحسب، وإنما تؤثر على الكيان الفلسطيني برمته. ولم يكن ثمة ما يجعل قيادة السلطة، ترضخ سريعاً وعلناً لهكذا ضغوط. فقبل الإعلان عن قبول استقالة فياض، كانت هناك مقاربات لحلول التفافية، كأن يُعاد تشكيل الحكومة برئاسة الرجل نفسه، لكي يُصار الى طي موضوع وزير المالية ضمن عملية تغيير أوسع. لكن الأمريكيين صعّدوا، وبدل اعتماد القنوات الديبلوماسية، أرسلوا ضغوطهم عبر مؤتمر صحفي علني، فأوقعوا رئيس الحكومة الفلسطينية في مأزق، لا خروج منه إلا بالخروج من النظام السياسي كله. وعلى الرغم من مساوىء إدارة فياض للجهاز الحكومي، وبصرف النظر عن معارضة قطاعات فصائلية واجتماعية لدوره، وتحسسهم من طموحاته؛ فإنه كان ماضياً في طريقه لا يلوي على شىء. لذا كان أصدقاؤه وخلصاؤه، ينتقدون تبرمه من العوائق، وتعجله في تقديم الاستقالة. وعندما جاء أسبوع تركيز الأمريكيين سلباً، على "جبهة النصرة" في سوريا، وتركيزهم إيجاباً على د. سلام فياض في فلسطين؛ فقد جاءت النتائج معكوسة، إذ انبرى كل المحزونين على ضحايا الشعب السوري، للدفاع عن "النصرة" وارتفع رصيدها، وبات كل المتأففين من السياسة الأمريكية التي لا تعرف العدالة، يرغبون في فشل المسعى الأمريكي لإبقاء فياض في فلسطين. ومن هنا جاءت الإساءة للرجل بتخفيض رصيده الشعبي، بينما ليس في وسع أي كان، أن ينتقص من وطنيته إن اجتهد وأخطأ، أو اجتهد وأصاب! www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|