مقالات مميزة: بلال الشخشير : حوارات القاهرة مخيبة لامال الشعب
بتاريخ الأحد 17 فبراير 2013
الموضوع: قضايا وآراء
|
حوارات القاهرة مخيبة لامال الشعب
بلال الشخشير - نابلس
انتهت جولة الحوار والذي لم يعد احد يعرف رقمها لانها بحاجة لجهاز حاسوب مبرمج هذه الجولة التي استمر التحضير
حوارات القاهرة مخيبة لامال الشعب
بلال الشخشير - نابلس
انتهت جولة الحوار والذي لم يعد احد يعرف رقمها لانها بحاجة لجهاز حاسوب مبرمج هذه الجولة التي استمر التحضير لها منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر وراهن الكثير على ان تكون نهاية المطاف بعد الخطابات الرنانة والتفاؤلية الذي سمعناها من السيد خالد مشعل في مهرجان انطلاقة حماس 25 في ساحة الكتيبة وكذلك ما سمعناه من خطابات قادة فتح يوم 412013 بمليونية فتح في في ساحة السرايا والجميع هلل وكبر على انه تم د فن الانقسام لكن وبكل أسف الانقسام لا زال حي يرزق.
تباينت الاجتهادات وأصبح الجميع الفلسطيني من سياسيين وكتاب وصحفيين يتحدثون بحذر ويشيعون التفاؤل عن جولة الحوار للإطار القيادي المؤقت الذي طال انتظاره كما ان العديد من المهتمين راهنوا على نتائج مشجعه استنادا الى الحالة الوطنية والمعنوية لشعب الفلسطيني بعد الانجاز السياسي التاريخي بالحصول على دولة مراقب من الأمم المتحده وحالة الصمود لشعبنا في التصدي للعدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة.
سافر قادة وممثلي الفصائل وشخصيات من المستقلين وكل يعتقد انه في هذه المرة سيتم دفن الانقسام وللأبد وإنهم سيحتفلون بإعادة توحيد جناحي الوطن وسيسجلون لأنفسهم انجازا تاريخيا الا ان الرياح ليس كما تشتهي السفن.
ان أي متتبع للوضع الاقليمي وخاصة ما يجري في مصر وتونس وسوريا والمعادلة الحزبية بعد الانتخابات في اسرائيل وإعلان اوباما الرئيس الامريكي انه سيقوم بزيارة المنطقة فلسطين الاردن اسرائيل ولمستوى التحضيرات والملفات بين حماس وفتح يدرك مسبقا ان الحوار لن يفضي لنتائج تنهي الانقسام لان تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية ومؤتمراتها وكذلك جميع الؤتمرات لها وظيفة واحدة وهو الاقرار لما اتفق علية من قبل لجان الاختصا ص واللجان التحضيرية ان عقد اجتماع ضم هذا العدد من الفصائل والاشخاص لمناقشة كل الملفات مؤشر قطعي ان الاجتماع سينتهي على راي المثل القائل (يا ابو زيد ريتك ما غزيت).
نقاط الخلاف التي اعلن عنها لو أجابت عليها حركة حماس قبل الذهاب كانوا اعفوا شعبنا من انتكاسة جديدة سامحهم الله لان الشعب بالنسبة للبعض لا مكانه له في حساباتهم الحزبية الضيقة عند التوقف أمام نقاط الخلاف يستخلص أ نها في مضمونها خلاف بين برنامجين وان حركة حماس لديها اكثر من راي حول الدولة الفلسطينية وحدود 1967 وشكل العلاقة مع منظمة التحرير لذا يلاحظ ان المتحاورين انقسموا لقسمين الجميع تقاطعوا وحماس وقفت في الجال الاخر د فاعا عن وجهة نظرها وبرنامجها والتي تعتبره من منظورها يمكنها السيطرة على النظام السياسي الفلسطيني هيئات ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وابرز نقاط الخلاف هي.
1-ألية انتخابات المجلس الوطني والتشريعي الجميع يريدون اعتماد نفس النظام الانتخابي التمثيل النسبي الكامل لكن حماس تريد نظامين تمثيل قوائم.
نسبية كاملة للمجلس الوطني ونظام خاص بالمجلس التشريعي على ان يكن 75% قوائم و25% دوائر مستندين للورقة المصرية التي كانت قد طرحت في عهد الرئيس المصري حسني مبارك متجاهلين ان التشريعي ونظامة هو نتاج اتفاقية اوسلو والمرفوضة من قبلهم جملة وتفصيلا.
2- رفضت حماس ان يكون اعضاء التشريعي المنتخبين اعضاء طبيعيين في المجلس الوطني. وهي الصيغة المعمول فيها حاليا ومنذ ان انشىء المجلس التشريعي عام 1996 وهي الالية التي نجحت في وحدة وتعاون وتكامل المؤسسة البرلمانية الفلسطينية وأفشلت العديد من المحاولات التي كانت تعمل على اعتماد المجلس التشريعي ممثلا لداخل الفلسطيني والمجلس الوطني ممثلا للخارج وقد ادى ذلك لخوض رئيس المجلس السيد سليم الزعنون لصراعات على كافة الاصعده البرلمانية الدولية والعربية وداخل المؤسسة الفلسطينية باعتبار ان الفصل في العلاقة والاداء يضرب وحدانية التمثيل والشرعية الفلسطينية الذي لم تحقق لولا التضحيات الجسام لشعبنا .
3- أجمعت الفصائل اعتماد الوطن دائرة انتخابية واحدة والخارج دائرة ثانية واعتماد لجنة الانتخابات المركزية القائمة وتشكيل لجنة فرعية تابعة لها في الخارج للاشراف على انتخابات المجلس الوطني الا ان حركة حماس تريد اعتماد ستة دوائر للخارج وتشكيل لجنة انتخابات خاصة بالخارج.
4- اجمعت الفصائل على برنامج وطني مشترك وثيقة الوفاق الوطني التي تعتبر وثيقة الاسرى اساسا لها لكن السيد مشعل رئيس وفد حماس اعتبر ان برنامج التوافق جيد لكن لحركته حماس برنامج خاص بها.
5- فصائل منظمة التحرير يعتبرون ان المقاومة الشعبية في هذه المرحلة هي السبيل لتحقيق الحرية والاستقلال للشعب على حدود 1967 وحماس توافقت على ذلك وتعتبر ان ذلك لا يلغي كافة اشكال المقاومة الاخرى وان دولة فلسطين هي على جميع الاراضي الفلسطينية وهذا يعني تراجع حركة حماس عما صرح به الشهيد احمد ياسين والسيد خالد مشعل حول القبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 وتتجاهل حماس انها وقعت اتفاقية مع اسرائيل برعاية مصرية امريكية بعدم القيام باي( اعمال عدوانية بينهم).
واضح ان نقاط الخلاف كبيرة وكم تمنى كل فلسطيني لو انصب الاهتمام على كيف يمكن التصدي للاستيطان والمستوطنين في الضفة الغربية والتصدي لعمليات التهويد التي تتعرض لها القدس وكيفية معالجة القضايا الحياتية للمواطنين لتمكينهم من الصمود ومضاعفة الجهد في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
خروج العديد من المتحاورين والتحدث لوسائل الاعلام حول نتائج الحوار بخطب غير متجانسة وكل يغني على ليلاه البعض اعتبر الحوار ناجحا والبعض اعتبره فاشلا السيد موسى ابو مرزوق باول تصريح له حمل الرئيس ابو مازن (مسؤولية فشل المصالحة) وصرح عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس (ان هذه الجولة أفضل جولة حوار) وبعض الفصائل لتبرر عجزها حملت فتح وحماس المسؤولية وكان الاشجع السيد نايف حواتمه امين عام الجبهة الديمقراطية بإعلانه الصريح (ان قوى نافذة داخل فتح وحماس تتحمل مسؤولية تعطيل الاتفاق).
الشعب الفلسطيني الذي انتظر النتائج خابت اماله واعيد لمربع الانتظار والتمنيات لانهاء هذا الانقسام الاسود الذي يلحق الاذى بقضيتنا الوطنية وبمصالح شعبنا.
يا حبذا لو يتم التوقف حول الحديث عن حوارات المصالحة لحين ان تنضج الظروف وتتوفر الاستعدادات حتى لا تضيفوا ايها المتحاورين ضغوطات أخرى على المواطن الغلبان.
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
|
|
| |
| تقييم المقال |  | المعدل: 0
تصويتات: 0
|
|
|
