سلطة البغي والطغيان !!
إعتقال الصحفيين منهج ثابت لمصادرة الحريات
بقلم /داليا العفيفي
يعيش الشارع الفلسطينى عامة والغزى خاصة منذ أسابيع حالة من الهدوء والسكون الغريب العجيب الذى تلا عاصفة الإنطلاقة ، منذ أن وافقت أخيرا حركة حماس على إحياء ذكرى إنطلاقة
سلطة البغي والطغيان !!
إعتقال الصحفيين منهج ثابت لمصادرة الحريات
بقلم /داليا العفيفي
يعيش الشارع الفلسطينى عامة والغزى خاصة منذ أسابيع حالة من الهدوء والسكون الغريب العجيب الذى تلا عاصفة الإنطلاقة ، منذ أن وافقت أخيرا حركة حماس على إحياء ذكرى إنطلاقة حركة فتح على أرض ساحة الشهيد ياسر عرفات (السرايا )، حيث كانت وقتها فرحة لم يتسع لها القطاع بأكمله ، بل خرجت وكسرت كل الحدود ، وإستكمالا لهذه السعادة التى لم نصدقها حتى اللحظة جاء فتح ملف المصالحة لإعادة بث الروح فى جنينها اللقيط ، ولكن كما قالوا / " يافرحة ماتمت خدها الغراب وطار" فبعد سياحة الساسة الفلسطينيين المتعددة التى تتالت جولاتها على أرض مصر خرج علينا قادتنا بإتفاق لا مثيل ولا بديل له ، فهو من أعظم أولويات الوطن والمواطن الغزى الفلسطينى ../ وكأنه المهدي المنتظر منذ سنوات !!!! لفتح صفحة جديدة تطوى مهرجان تبادل الشتائم والقذف بين القيادات من الطرفين ووقف التصريحات المتناقضة !!! نعم من أهم طموحات شعبنا كان التوصل إلى هذا الهدف الوطنى بعد سنوات طوال من الفرقة والإنقسام والإنقلاب على الشرعية..!!!
// وفى فاجعة وصدمة لازم تلحقها شخرة غزاوية // بعدما هدأ الغضب الإعلامى وسُكنت التصريحات بكل ما فيها من مزاودات وبدأت الأفواه القيادية تشيد بالإتفاق وتسعى للترويج له ، إنكسرت عين الحسد !!! وثار الحقد الدفين من أعداء المصالحة والإتفاق يوم الأحد الموافق 21-1-2013 حيث عادت "ريما إلى عادتها القديمة " من هجمة إعتقالات تعسفية وإستدعاءات أمنية وملاحقة شرسة بحق صحفيى قطاع غزة ، بعد أن شعر المواطنون بأن أجواء المصالحة باتت هى الأقرب بالأمن والأمان ..فأمنوا ...وإنقض عليهم الذئب الأمنى دون أدنى سبب أو إستئذان أو إحترام لحرمة البيوت والحريات العامة والخاصة ، وصولا لمصادرة المعدات الالكترونية الشخصية كما وصل بهذه العصابات الفاشية الأمر إلى درجة إحتجاز بعض أهالي الصحفيين تحت وطأة السلاح والإرهاب لإجبارهم على تسليم أنفسهم لجهاز الأمن الحمساوى..إلخ .
إن هؤلاء الصحفيين المعتقلين حتى هذه اللحظة من قبل الأمن الداخلى " حماس " الذى لايحترم لاقواعد ولاقوانين ولاحقوق ويضرب بعرض الحائط كل القيم الإنسانية لتكميم الأفواه بتهم شتى ومصادرة حرية الرأي والتعبير عنوة بهدف طمس الحقائق وتزوير الواقع !! إن هؤلاء الزملاء هم فى الأساس أعضاء في نقابة الصحفيين الفلسطينيين وبعضهم عضو فى الاتحاد العام للصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين .
لم يدفع هؤلاء الصحفيين وحدهم ضريبة عملهم إنما مر الكثير منهم بالعديد من الإعتقالات التعسفية والاستدعاءات الأمنية والملاحقات البوليسية ومصادرة الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم ، وهنا فإن مؤسسات حقوق الإنسان والهيئات المعنية بالدفاع عن حرية العمل الصحفي وغيرها من النقابات الصحفية المحلية والدولية مدعوة للقيام بواجبها نحو هؤلاء الزملاء المختطفين في سجون حماس والدفاع عنهم والوقوف معهم بل والضغط بقوة من أجل الإفراج الفوري عنهم بإعتبارهم سجناء رأي وضمير ، كما أن القوى السياسية والفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المدنى والأهلي يجب أن تأخذ دورها في التصدى لهذه المهزلة التى لابد وأن تتوقف حماس عن تنفيذ فصولها وأذرعها الأمنية لما لذلك من إنعكاسات مدمرة على صعيد العلاقات الوطنية وإفساد أجواء المصالحة المنشودة .
ألم يكون الصحفيين الغزيين هم أكثر الناس عرضة للاستشهاد والموت إبان الحروب والعدوان الإسرائيلى على القطاع !!! ألم تسهر أعينهم ليلا نهارا من أجل فضح الجرائم الإحتلالية على أرضهم !! أليس هم الأرواح الطائرة والمحلقة فى سماء الحرية للدفاع عن كل حق فلسطينى ؟!!!!
ألا يمثل الإعلام ورجاله " سلطة رابعة " وعين رقيب على كافة السلطات الأخرى!!!!
إن ما تقوم به حماس وأذرعها الأمنية والبوليسية من إرهاب موجه في حق الصحفيين الفلسطينيين يتنافى مع القوانين الفلسطينية والدولية التي تحمى الصحفيين وحرية الرأى والتعبير ، حيث يعتبر من الناحية القانونية من أشد الخروقات التي تستوجب العقاب وإتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يتورط في إرتكابها .
أما حماس فهى بهذا الفعل اللااخلاقي واللاقانوني قد قامت بخرق الشرائع القانونية المعمول بها دوليا وليس فلسطينيا فقط مما يجعلها في نفس خانة الممارسات الإحتلالية الإسرائيلية وما يتخللها من إنتهاكات ممنهجة وقمعية ضد الإعلام الفلسطينى.
فلا يعذر بجهل القانون أى أنه لايجوز لمرتكب الجرم أن يحتج بأنه ارتكب الجرم وانه لم يكن يعلم أن هذا الفعل معاقب على ارتكابه .
فالأصل أن يكون الكل مطلع على القانون حيث تقوم الدولة بنشر القانون عند سنه.