عدلي صادق: عدلي صادق : رسالة المهرجان بتاريخ الأحد 30 ديسمبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 رسالة المهرجان عدلي صادق
الآن، وقد رَجَحَتْ كفة الاعتبارات التي تجعل منع المهرجان
رسالة المهرجان عدلي صادق الآن، وقد رَجَحَتْ كفة الاعتبارات التي تجعل منع المهرجان الفتحاوي في غزة، محرجاً وكاشفاً لحقيقة مقاصد الراغبين في المنع؛ سيذهب الوطنيون جميعاً في القطاع، للاحتفال بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. نطوي صفحة السجال مع الذين كانوا يرغبون في المنع، ونركز على كيفية أداء المحتفلين في المهرجان، وننبه الى أن أية تعبيرات أو إشارات أو هتافات، تعكس خلافاً داخلياً، سيكون من شأنها الإساءة لسمعة الحركة الوطنية الفلسطينية والانتقاص من جدارتها في حمل مشروع الحرية والاستقلال الوطني. فالرسالة التي نطمح الى تطييرها من خلال المهرجان، ينبغي أن تعبر عن ثقة الفتحاويين والوطنيين جميعاً، بثورتهم المعاصرة، وعن تمسكهم بالأهداف الوطنية العليا لشعبنا، وعن قناعتهم بوحدة الكيانية الفلسطينية الحاضنة لنضالات المجتمع والوفية لعهد الشهداء، على قاعدة الاحترام المتبادل. إنها رسالة تعبر عن رغبة الفتحاويين في طيْ صفحة الانقسام والإقصاء والاستحواذ بالإكراه، على الحق في تمثيل آمال وطموحات الفلسطينيين، بتغييب الإرادة الشعبية وتزوير خياراتها! ينبغي الحذر من الوقوع في أي خطأ من شأنه إفقاد رسالة المهرجان، أي معنى من معانيه. فما تزال إشكالية المرجعية التنظيمية المباشرة، قائمة وإن كان المجلس الثوري لحركة "فتح" اتخذ قراره بحلها في الأيام التالية على المهرجان، وفق الأسس التنظيمية الصحيحة، وبموجب الحقائق المتعلقة بهذه الإشكالية على الأرض. هدف المهرجان الأول هو إعادة الاعتبار لحركة وطنية رائدة، سلخت نحو نصف القرن من عمرها، وقدمت عشرات الألوف من الشهداء، لكن اللحظات التاريخية الحرجة في مسيرة نضالها، ظلمتها ووضعتها في مرمى السهام المسمومة، التي شاركت فيها فضائيات ومرجعيات دينية وأنظمة دول إقليمية ومزاودون وذوو دسائس. وسيقول المهرجان لمن تسلموا الرسائل الخطأ، في أوقات عسيرة، إن الجماهير المحتشدة، لم تكن ستحتشد، لولا معرفة الناس بحيثيات هذه الحركة الوطنية وطهارة فحواها ووطنية مقاصدها وإحساسها العميق بالمسؤولية. ليست هناك أهداف للمهرجان، سوى تجديد الثقة بمسيرة النضال الفلسطيني، وبالسياسات التي خاضت معترك التسوية بروح التمسك بالثوابت والمصالح والحقوق الفلسطينية. ويأتي مهرجان العام 2012 في ظروف صعبة، لا تفسير لمصاعبها سوى أن الوطنيين الفلسطينيين لم ينكسروا ولم يخضعوا لضغوطات المحتلين ومحاولاتهم أخذنا الى مربع التسليم والهوان والتماشي مع أهدافهم. ويُقام مهرجان الانطلاقة في غزة، بعد غياب سنوات، كمحصلة لما أظهرته "فتح" من أريحية على صعيد المصالحة وإعادة اللحمة للكيانية الفلسطينية، على الرغم من تهديدات المحتلين. وبهذا المعنى، سيسهم المهرجان في توسيع فضاء المصالحة والمشاركة، وفي تضييق الهوامش المتاحة لذوي الحسابات الحزبية الصغيرة، وفي محاصرة ذيول ورؤوس الفتنة المديدة، التي لم يرعوي أصحابها الذين تمسكوا بخطاب التخوين ومحاولات المساس بالشرف الوطني للسباقين الى النضال! لا بد من مشاركة واسعة في المهرجان، لكي تُسمع رسالته كقرع الطبول، ولكي يعرف كل الذين التبست عليهم المسائل، لمجرد أن الحركة الوطنية اعتمدت هدنة أو شاركت في مسار سياسي أو تعاطت مع الأمر الواقع على الأرض بمسؤولية ودون تفريط؛ ما تزال هي نفسها الحركة الوطنية التي أطلقت الرصاصة الأولى، وخاضت معارك الأربعين سنة الماضية، وظلت رائدة الانتفاضات ولم تبرح دائرة الصراع، ولم تتخل عن أهدافها! هناك، في معنى الإنطلاقة، ما يفيد في هذه اللحظة من التاريخ. ففي يوم 1/1/1965 لم يكون حالنا أفضل من الحال الذي نحن فيه اليوم. لم يكن جَمْعُنا، أكبر من جَمعِنا اليوم، ولم نكن على خارطة السياسة الدولية، ولم نكن أعز شأناً بمعايير الاستقلال وحرية الحركة ومشروعيتها. وعلى الرغم من كل ذلك انطلق الفتحاويون متفائلين واثقين من النصر. وعليه سيكون من بين مضامين رسالة الانطلاقة، أننا لن نيأس، وسنستمر في التحدي، وأن الشعوب لا تموت، والحقائق لا تتبدل، والعزائم تتجدد، والمحتلون لا مستقبل لهم. فمهما كانت الصعاب، سنظل واثقين من النصر! www.adlisadek.netadlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|