عدلي صادق: عدلي صادق : تحدٍ كبير في انتظارنا بتاريخ الخميس 29 نوفمبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 تحدٍ كبير في انتظارنا عدلي صادق
بينما كان برلمان الأمم، يصوّت تأييداً لقرار الاعتراف بفلسطين كدولة،
تحدٍ كبير في انتظارنا عدلي صادق بينما كان برلمان الأمم، يصوّت تأييداً لقرار الاعتراف بفلسطين كدولة، جاءت التطورات الحزبية في كيان الاحتلال، التي سبقت هذه اللحظة؛ لتنذر باحتدام صراع مرير، مع القوى الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات المقبلة. فقد أعد "الليكود" الذي يقود الحكومة، قائمته للانتخابات سعياً للاستمرار في الحكم. وضمت القائمة عُتاة العنصريين المعتوهين، الذين لا يدارون رفضهم التام لكل مفردات التسوية، ومنهم من لا يعترف بنا كشعب، ولا يُقبل بمجرد التفكير في حل الدولتين، ولا في الجلاء عن الأراضي المحتلة. أما نحن، من جانبنا، فقد حسمنا أمر التأطير الجغرافي لهذه الأراضي المحتلة التي ستبسط الدولة الفلسطينية سيادتها عليها، من حيث هي تأطير سياسي وقانوني، للحركة الوطنية الفلسطينية، كدولة رازحة تحت نير الاحتلال! في الليلة الماضية، استعجل المستوطنون الطفيليون المهووسون، موعد بدء الصدام الجديد، ليقابلوا بهجة الفلسطينين بالمنجز الوطني على الصعيد الدولي، بمفاعيل عربدتهم وعنادهم لمنطق الأمم، وللأمر الذي فيه بعض العدالة، في استهتار فج، بإرادة شعوب العالم. وتشير الاستطلاعات حتى الآن، الى أن هؤلاء المهووسين، سيحظون بحكومة من شاكلتهم، الأمر الذي يزيد من المهام التي يتعين علينا الاضطلاع بها، لمحاصرة السياسة الإسرائيلية. وإن اقتضى الأمر وعجزت الإدارة الأمريكية عن النطق بكلمة حق تزجر بها حكومة المستوطنين؛ لا بد أن نعمل على فضح سياستها والدفع في اتجاه نفوذ أقل وكراهية أكبر لها، في العالم العربي، وعلى اتساع خارطة العالم، الذي ساند مسعانا الى الأمم المتحدة، لرفع مكانة تمثيلنا، والحصول على وضعية الدولة، في التعاطي مع المنظمات المعنية بالعدالة وبملاحقة الجريمة! * * * بالمنطق الفلسطيني، وبالمسار السياسي الوطني والواقعي، وبما نمتلكه من علاقات مع شعوب العالم وحكوماتها، سنكون أقوى في مواجهة هذا التحدي. فالقوى العنصرية المتطرفة، التي تطفو في هذه المرحلة، على سطح السياسة الإسرائيلية، تخوض معركتها الأخيرة معنا. فإن تماسكنا وصمدنا وعززنا عناصر قوتنا، سياسة وإدارة واجتماعاً ووئاماً وطنياً، وتحملنا مصاعب المواجهة باقتدار؛ ستلحق الهزيمة بالمحتلين، ويُمنى المعتوهون بالفشل والخزي، وسيذهب جمهور الطرف الآخر مضطراً، الى مناخ أكثر عقلانية، وهذا يتوقف على المساندة الفعلية والدائمة لنا، من العالم العربي ومن الدول الصديقة في العالم. ما نحن متأكدون منه، أن هؤلاء المحتلين، لو جمعوا كل أشباههم الظلاميين الحاقدين في هذا العالم؛ لن ينالوا من عزيمة شعبنا، ولن يقتلعوا جذوره، ولن يتأثر بممارساتهم، الانغراس العميق لهذا الشعب في أرضه. نحن باقون في وطننا، وبتنا الآن على هذه الأرض، ماكثين في دولة محتلة، ولا دوام للاحتلال! في معركة التحدي، وفي سياق المكاسرة بين إرادة الحق، وإرادة الباطل الاحتلالي؛ يفيدنا كثيراً، توافق والتزام كل ألوان الطيف الفلسطيني، باستراتيجية عمل وطني واحدة. ومثلما يزعم الليكوديون، بلسان موشي فايغلين، الذي وضعوا اسمه على قائمة مرشحي الحزب، أننا جمهور من الناطقين باللغة العربية جعلنا أنفسنا "فجأة" شعباً، وأننا طفيليون؛ يتعين أن نرد جميعاً وبلسان واحد، إن أمثال هؤلاء الأوباش الجهلة في التاريخ وفي الاجتماع، وحتى في نصوص التوراة القديمة نفسها، التي ذكرت الفلسطينيين بالإسم، عشرات المرات؛ لا يصلحون لقيادة أي جمهور، ولا يصلحون للسياسة. وليست الدولة التي يقودونها، جديرة بالانتساب الى العالم ولا الى المنطقة وإلى القرن الحادي والعشرين. فالعالم يعرف أن المتطفلين والمستحدثون هم. ولا بأس من أن يقول قائلون من بيننا، إنهم المتطفلون على حيفا ويافا وعكا، وعلى كل الأراضي المحتلة عام 48 وأن رحيلهم مطلب إنساني وبيئي، إن لم يكن بالتسوية، فليكن بسيرورة تاريخية، يقررها مسار الأمم وناموس التاريخ نفسه. إنهما مسار وناموس، لا يقاومهما مستوطنون، ولا قطاع طرق، ولا أشتات لمَمْ، اجتمعوا على مقاصد مجنونة! اليوم، نحن حصلنا على وضعية الدولة. هدفنا هو التسوية المتوازنة التي تعني السلام. لن نندثر، وسننتزع هذه التسوية رغماً عن أنوفهم، فإن عاندوا واستمروا في العربدة، ستنطبق عليهم مقولة حايم وايزمن في مقدمة كتابه عن "التجربة والخطأ": هناك حمقى، يظهرون في كل جيل يهودي، لكي يهدموا ما بناه الأسبقون! ذاهبون الى الاستقلال والحرية. وهذه خطوة على الطريق الى إنجاز أكبر، يمثل أقصى ما يستطيعه جيلنا، في مرحلة من التاريخ، نامت فيه الأمة واضطربت أحوالها. إن التحدي على هذا الطريق كبير! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|