عدلي صادق: عدلي صادق : حرب المعادلة الفاسدة بتاريخ الجمعة 16 نوفمبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
حرب المعادلة الفاسدة عدلي صادق تأبى عجرفة المحتلين، التسليم بحقائق تنشأ وتتفاقم،
حرب المعادلة الفاسدة عدلي صادق تأبى عجرفة المحتلين، التسليم بحقائق تنشأ وتتفاقم، عن تماديهم في العدوان والجريمة. فبعد الحرب التدميرية ضد غزة، التي بدأوها في الأسبوع الأخير من العام 2008 كان طبيعياً أن تتجه الفصائل الى رفع مستوى تسلحها وقدراتها النارية قدر المستطاع. لكن المعتدين يريدون الإبقاء على المعادلة الفاسدة، وهي أن يقابلوا أية قذيفة هاون، محدودة التأثير، تنطلق من غزة، رداً على عملية اغتيال وإزهاق أراوح؛ بالزج بسلاحهم الجوي وسواه، لإيقاع الحجم الأقصى من التدمير، ثم تُسمع من خلف الفظائع التي يقترفونها ويُقتل فيها أطفال ونساء ومسنون؛ بكائيات كاذبة، عن "محنة" سكان المناطق القريبة من قطاع غزة ومخاطر عظيمة يتعرضون لها. ربما هي حالة فريدة في تاريخ الصراعات، تنم عن منطق إجرامي وماكر، وهي أن تجتمع آلة الفتك العسكرية مع كوابيس القلق الوجودي الذي يرافق حياة الضعفاء، فتشكل منطق التبرير الحقير. إنه المزاج العنصري الأهوج المتطرف، الذي يقتات على الدم والدخان والدمار، ويعامل الفلسطيني الضحية، مستلب الأرض والحقوق والحرية، باعتباره الآدمي اللامرئي، وإذا رأوه، فهو ليس إلا الإرهابي إن أراد أن يقاوم، أو المتآمر وغير الشريك، إذا أراد أن يسالم على الأسس التي تضمن السلام وتُشبهُه! فالفلسطيني، في منظارهم الأسود، هو أحد اثنين، إما المتطرف ـ حمساوياً كان أو من أي فصيل ـ أو هو غير ذي الصلة المنحرف عن مسار السلام، الذي يؤذيهم، إن مضى على خط السياسة والتسوية، ويفتش عن فضاءات بديلة، إن أغلقوا في وجهه الآفاق! لعبتهم المفضلة، هي أن يرسلوا طائراتهم، بلا معنى وبلا أخلاق جندية أو شجاعة عسكرية، لكي تقصف أرضاً فاقدة للقدرة على القيام بأي فعل مضاد. وكان طبيعياً بعد الحرب التدميرية على غزة، قبل نحو أربع سنوات؛ أن تلجأ الفصائل الى محاولة امتلاك بعض القدرة على الفعل المضاد. وعندما امتلكت شيئاً من هذه القدرة، فيما بدا خلال الأيام الثلاثة الماضية ـ وإن كانت الخسائر في جانبهم محدودة ـ أصبحت استطاعة الفلسطيني إيصال نيرانه الى تل أبيب أو القدس، جرحاً لمشاعر استكبارهم وعنجهيتهم، وذات مضامين مغايرة أو مضادة، لما أراده الثلاثي نتنياهو وباراك وليبرمان، على صعيد تحسين أوضاعهم الشخصية السياسية، وتعزيز توقعاتهم الانتخابية! هنا تكمن الخطورة التي ربما تظهر علائمها مع ظهور نتائج اجتماعهم "الوزاري المصغر" الذي ما زال منعقداً أثناء كتابة هذه السطور. لقد وضعوا أنفسهم ووضعونا معهم، في موقف اللا عودة. فلا هم من النوع الإنساني السوي، الذي يعتبر ويستفظع الجريمة وسفك الدماء؛ لكي يعودوا عن حماقتهم، ولا الفلسطيني مستعد لأن يرفع الراية البيضاء. أغلب الظن، أنهم يرون في وقف عاجل لإطلاق النار، هزيمة يمثلها فشلهم في تحقيق أهدافهم. فقد كان من بين أهم أهدافهم، أن تفقد الأرض التي في مقدورهم حرقها وحرق من فيها في أية لحظة يشاؤون، أية إمكانية للفعل المضاد. صواريخ الأسد وافرة المقادير على مقربة منهم. بل إن مخزون نيران النظام السوري، لم ينفد بعد عشرين شهراً من "استهلاك" النيران بكثافة إغراقية ضد الشعب السوري. لكنهم يرون في قذيفة صاروخية فلسطينية، حتى ولو كانت بدائية، لا يُقاس تأثيرها بالتأثير المفترض لصاروخ "سكود" وأخواته الكيميائيات والتقليديات؛ خطراً أكبر وأعظم مما يمتلكه مدججون بالسلاح. ذلك لسبب بسيط، يكمن في الاختلاف بين زناد وزناد، وبين روح وروح. فهم مطمئنون الى أن الأسد يعرف عواقب الإطلاق ويتحاشاها، إذ هم سيبدأون بقصره وبرأسه، وهو غير ذي قضية حقيقية، سوى قضية البقاء في الحكم. أما الفلسطينيون، فهم خليط من فصائل وشباب، ذوو قضية وذوو مظلمة وطنية، ومعرضون للقصف والاغتيال في كل يوم. لذا هم يتطيرون من نيران الفلسطيني الذي يريدونه أن يظل بلا أية قدرة على الفعل العسكري المضاد، وحتى بلا أية قدرة على الفعل السياسي. إنها حرب المعادلة الفاسدة التي يريدون إدامتها! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|