عدلي صادق: عدلي صادق : رسالة مرسي الى بيرس: ما هو قولكم ( دام فضلكم ) ؟! بتاريخ الخميس 18 أكتوبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
رسالة مرسي الى بيرس:
ما هو قولكم "دام فضلكم"؟! عدلي صادق
من حيث المبدأ، لا يصح أن نعترض على
رسالة مرسي الى بيرس: ما هو قولكم "دام فضلكم"؟! ـــــــــــــ عدلي صادق ـــــــــــــ من حيث المبدأ، لا يصح أن نعترض على استمرار الدولة المصرية في اتصالاتها مع إسرائيل، وبخاصة عندما تكون مثل هذه الاتصالات محض بروتوكولية توجبها مسوّغات تعاقدية، وتتسم بالمجاملة. ففي أبسط الحسابات، تكون الرسالة البروتوكولية واردة، حفاظاً على شعرة معاوية، لا على أواصر متينة، مع كيان ذي حكومة لا أخلاق تتمتع بها، ولا التزام عندها بعهد، ولا ذرة من العدالة، ولا خفقة ود للعرب، ولا لحظة تثاؤب في ممارستها للعداء للشعب الفلسطيني، بالمفاعيل اليومية على الأرض! على الرغم من ذلك، لا أكتم عتبي على ديوان الإنشاء في مؤسسة الرئاسة المصرية، الذي أنتج رسالة للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، بهذا الشكل، من حيث اللغة والمضمون والكتابة الفرمانية، تجاوزت في شكلها ومضمون نصّها القصير، دواعي المجاملة والحفاظ على شعرة معاوية! وبالمناسبة، ليس أبلغ في هذا المقام من حكاية معاوية رمز السياسة والدهاء في صدر الإسلام، وشعرته المبجلة. فقد قيل إن إعرابياً حاذقاً، سأل معاوية: "كيف حَكَمْتَ أربعين سنة، ولم تحدث فتنة في الشام والدنيا تغلي؟" أجاب "أبو عبد الرحمن" بما كان يتوجب على الطاغية الذي حكم الشام وابنه الذي يريد أن يحكمها الى الأبد:"إن بيني وبين الناس شعرة، إذا أرخوا شددت، وإذا شددت أرخوا"! لم تظفر حكاية الشعرة، بالخلود وبالحضور على الألسن العربية، إلا لكونها تُرسي ميزاناً لإعطاء كل شيء حجمه بالقدر المعقول توخياً للحكمة. ولم يكن من المعقول، أن يتفنن خطاط عربي، بريشته، وبنوع "الديواني" المُفخّم، المتلّوي دلالاً؛ في كتابة نص رسالة للذئب العجوز شمعون بيرس، تضفي عليه، كعزيز، صفات العظمة، وتتمنى لكيانه السعادة والرغد، دون جملة اشتراط واحدة، تتعلق بالسلام العادل، أو بالسعادة للراضخين تحت احتلال دولته. فما هو قولكم أيها "الإخوان" دام فضلكم؟ * * * لكننا، مع عدم الاعتراض على الرسالة من حيث المبدأ، بصرف النظر عن الشكل والمضمون، نُذكّر إخواننا الذين طفح وما يزال يطفح علينا تسونامي خطاباتهم ذات المطلقات والوعود والرؤى القصوى؛ أن جماعة "الإخوان" في الحكم لم تأت بالخارق ولا بالجديد. ربما مبارك نفسه، الذي وصفه المحتلون بأنه كان كنزاً استراتيجيا، لم يكن بسبب ضَجَرِه وتأففه من تسويفات ساسة الاحتلال؛ سيأمر بكتابة رسالة من ذات الطراز شكلاً ومضموناً. وهنا نسأل: ما هو تعليق معسكر الطنين الذين يبيعنا الأوهام؟! وهل كنا نكذب، عندما جزمنا مبكراً، أن شيئاً لن يتغير على هذا الصعيد، طالما أن الوقائع الثقيلة ما تزال ماثلة، بحسابات موازين القوى والتعاقدات وضرورات السياسة التي تركب دراجة هوائية، إن لم يدس راكبها على الدواستين لكي يمشي، فإنه يسقط؟! وعلى الرغم من ذلك، فإن دواخل الرئيس مرسي، عند تطيير هكذا رسالة، لا تختلف عن دواخل الشهيد الرمز الشهيد ياسر عرفات، ودواخل خلفه الرئيس عباس، وهما يصافحان للمقتضى السياسي نفسه، ومراعاة للوقائع الثقيلة نفسها، وركوباً للدراجة الهوائية من الطراز نفسه. وهنا أيضاً نسأل: هل تقع "الجماعة" في الذميمة الأمريكية التي نسميها عن حق "الكيل بمكيالين" فتكيل رسالة مرسي لبيرس، بغير كيْلها لاتصالات آخرين، مع بيرس وسواه؟! أما سجالات جماعة التخوين، ومطولاتهم العقيمة التي يرفضون تعريضها لاختبار الجدارة والصدقية، من خلال صناديق الاقتراع؛ فإن الرئيس مرسي، تكفّل تلقائياً بإحالتها الى رف مصنّفات الأعمال السينمائية الرديئة، لتصبح غير جديرة بالعرض، وهذا هو أقل ما يُقال! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com