عدلي صادق: عدلي صادق : الرثاء ومنطق الاستباحة بتاريخ الجمعة 14 سبتمبر 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 الرثاء ومنطق الاستباحة عدلي صادق الجمعة 14/9/2012
خطأ المنطق في رثاء هيلاري كلنتون،
الرثاء ومنطق الاستباحة عدلي صادق الجمعة 14/9/2012 خطأ المنطق في رثاء هيلاري كلنتون، للسفير الأمريكي المغدور في بنغازي؛ يُضاهي في شططه واختلاله، بشاعة الجريمة التي طالت الديبلوماسي الأمريكي، الذي لم ينتج فيلماً مسيئاً للرسول عليه الصلاة والسلام. ذلك على الرغم من أن هيلاري، حرصت على تغليف إدانتها للجريمة ورثائها للقتيل، بعبارات تُبريء الشعب الليبي وحكومته من تداعيات الفعل الشائن! ربما يذهب المرء الى أبعد من ذلك، ليقول إن بعض عبارات الرثاء؛ تشكل مادة لمن اقترفوا الجريمة، تساعدهم على تبريرها وتعليلها، إذ لا يستوي القول بأن الديبلوماسي الأمريكي "خاطر بحياته لوقف طاغية، وهو يحاول بناء ليبيا أفضل" وأن أمريكا "تتعهد بمحاكمة من كانوا وراء الهجوم". فمن حيث المبدأ، ليست مهمة الديبلوماسي الذي يمثل بلاده لدى بلد آخر؛ أن يخاطر بحياته لإسقاط طاغية عند الآخرين، ولا أن "يبني" البلد الذي يستضيفه كديبلوماسي، على نحو أفضل. هنا، يتراجع الاعتبار الواجب، لإرادة الشعب الليبي، إن كان على صعيد إسقاط الطاغية أو على صعيد بناء الغد الأفضل. ثم تفقد معانيها، كل الكلمات المعبرة عن صداقة وشراكة، بين الولايات المتحدة وحكام ليبيا الجدد؛ بمجرد القول إن أمريكا تتعهد بمحاكمة من كانوا وراء الهجوم". فإن وقع المهاجمون في قبضة الحاكمين، يصبح مثولهم أمام العدالة، مسؤولية القضاء الليببي لا قضاء الأمريكيين، اللهم إلا إن كانت واشنطن ترى أن ليبيا قاصرة، أو كانت لا تعترف بسيادتها، وبالتالي فإن مشاة البحرية، التي أعلن مسؤولون أمريكيون عن إرسالها على وجه السرعة، هي التي ستتولى إلقاء القبض على المهاجمين! منطق الاستباحة هذا، هو الذي كلف الولايات المتحدة ثمناً فادحاً، في العراق وفي أفغانستان. وهو عامل مساعد على الاضطراب الناجم عن إضعاف واشنطن للدولة في اليمن، من خلال القصف وقتما وأينما شاءت، وبصرف النظر عن سقوط أبرياء. فالإدارات الأمريكية، بهذا المنحى، تؤكد على أنها مسكونة بنـزعات الهيمنة والوصاية على الأمم، وعلى أنها تعالج المشكلة بمصيبة، وتستبيح سيادات الدول. وبدل أن تتأمل أمريكا بموضوعية، كل ما يجري من أحداث، وأن تتدارك أخطاءها التي جعلتها مكروهة بامتياز؛ نراها تتمسك بهذا المنطق العقيم، حتى بات يشعر بالحرج، كل من يحفزّه الضمير، على إدانة عمل من شاكلة الذي حدث في بنغازي! إن كان الديبلوماسي الأمريكي، مكلفاً ببناء ليبيا أفضل؛ فلماذا تستنكف كل الديبلوماسة الأمريكية عن بناء شرق أوسط أفضل، وعن إسقاء هذا الشرق الأوسط، ترياق النجاة من السم الإسرائيلي الذي يقتل التسوية، لكي تضمن الكرامة لكل الشعوب، وتنعم هي بحلاوة النجاح والليالي الملاح؟! مهما قال الأمريكيون، وقال كثيرون، في ذم ظاهرة التطرف في العالم العربي؛ فإن عيون وأفئدة الناس في منطقتنا، تعرف وليس بالضرورة أن تصرّح، أن متطرفي الصهيونية، أشد ظلامية وعداءً للحياة الإنسانية الطبيعية، وأكثر فقداناً للعقل وأقل إحساساً بالعدالة وانعداماً للضمير. بل إنهم سبب تفشي التطرف في المنطقة، وسبب كراهية الشعوب للولايات المتحدة، وأحياناً سبب وجود بعض التأييد والشعبية لـ "القاعدة" في مجتمعات عربية وإسلامية. فالمتطرفون اليهود الصهاينة، هم الذين سمموا المناخ بجنونهم وخلقوا الجنون المضاد. وعندما تحميهم أمريكا، ولا ترى سوءاتهم ولا تسعى الى غدٍ أفضل لضحاياهم؛ يصبح العقلاء في موضع الحرج، كلما اقتضاهم المنطق الحضاري والإنساني، أن يشجبوا عملاً عنفياً مجنوناً، أو استهدافاً لسفارة أمريكية! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|