عدلي صادق: عدلي صادق : مُرسي يُرسي ويرسو بتاريخ الخميس 30 أغسطس 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 مُرسي يُرسي ويرسو عدلي صادق التقطها الرئيس المصري فرصة سانحة،
مُرسي يُرسي ويرسو عدلي صادق التقطها الرئيس المصري فرصة سانحة، لكي يُعلّم العائمين على شبر دولارات إيرانية؛ أو أولئك القومييين، العائمين على شبرٍ من الكلام "الممانع"؛ كيف يمتلكون الشجاعة، وكيف تكون المصارحة بالحق، والمصادقة فيه أو المخاصمة عليه، هي الأنبل والأبقى والأربح! ذلك حدث على خط السياسة الخارجية. ليته يستكمل بهاءه، على خطوط السياسة الداخلية، ليؤكد مُرسي، على أنه رئيس الجميع لا ابن "الجماعة" وحسب. فمصر حجماً ودوراً ومسؤولية ومقدرات، أقامت خطاً سالكاً بين الإرادة الشعبية، التي ستحسم كل بضع سنين، وموقع الرئاسة التي ينبغي أن يليق بالمحروسة ويُعبّر عن أعماقها وعن وجدان شعبها. فمن لا يفعل، من الرؤساء، لن يمكث في القصر الجمهوري. والناس، باتت تقيس الحركات والألفاظ ونبضات القلوب ومظاهر السلوك، بميزان الذهب، ولا يُعمّر في موقع المسؤولية فاسد ولا مستبد أو أحادي النظرة. كان الرجل ـ للإنصاف ـ موفقاً في طهران. وأتحدى أن يكون هناك متزعماً قبله، سواء كان "جهادياً" أو تقليدياً ينشد وداد الملالي؛ قد تجرأ في حضرة المرجعيات الإيرانية، على أن يفتتح الكلام بالصلاة على سيدنا محمد، عليه السلام، ومعه عمر وعثمان وعلي، حسب الترتيب الواقعي لخلافاء النبي المصطفى. وأتحدى أن يكون هناك أي "إخواني" قبله، تجاوز الاختزال القاصر لتجربة الزعيم القومي الزاهد المناضل جمال عبد الناصر، في سطرين قاصريْن؛ ونطق باستذكار الرجل، كمعبّر عن إرادة شعبه وأمته، مثلما كان الحال في الواقع. وأتحدى أن يكون هناك أي ضيف، حلّ في طهران، قبله، أفلت من خداع مظاهر الاستضافة الكريمة الباذخة، لينطق بالحق الذي لا يقرّ به الحاكمون الإيرانيون، فيستذكر آلام ودماء الشعب السوري الشقيق، الذي يشارك المضيفون في قتله، وفي تحمية رؤوس قاتليه، وكانوا يساندونه ويشدون من أزره، وهو يستبد ويتجبر ويوزع المتفجرات، قبل أن يبدأ القتل بالجملة! * * * مُرسي يُرسي منطق الثقة بالنفس، التي كان ينبغي أن تُسمتد من حجم مصر وثقلها وتاريخها الزاخر. هو يجاهر بحق بلده وشعبه، في دور رائد، لا يدع الأحكام والتقييمات، أن تقتصر على عمائم لها مواويلها، وتجافي الحق والحقيقة، فتخلط الأوراق وتدس السم في الدسم. الأجدر بمصر، في ريادتها، أن تُلهم الآخرين الصواب، لا أن تردد أحكامهم، كالببغاء. أما فئران الخمارات، الحاكمون في سوريا، الذين لم يتبق لديهم سوى دك بيوت الناس بطائرات الميغ، فلا قيمة لثرثراتهم ولا لتصنيفاتهم، وبخاصة تلك التي جعلت أصدقاءهم بالأمس، ضالعين في مؤامرة عليهم، فباتوا ينامون ويقومون، على اختصار المشهد السوري المريع، بكلمة مؤامرة و"جماعات إرهابية" وبغير ذلك من الترهات السخيفة الفاقدة للدلالة. مُؤسي يُرسي تقليداً جديداً لحلقة "الإخوان" الفلسطينية المتخلفة، التي تحاول أن تتشاطر بالصمت، مثلما تتشاطر في النطق، فلا تفلح لا في نُطق ولا في صمت. فالنظام السوري فاقد للشرعية، ظالم وديكتاتوري، بينما الشعب السوري ينشد الانعتاق والحرية والعدالة! الشعب السوري صاحب فضل على الشعب الفلسطيني. نحن الأجدر بأن نكون سباقين الى الوقوف معه ولو بالموقف وبالتعاطف، لا أن نصمت وأن يصمت ممثلونا بحجة خوفنا من بطش السلطة بالفلسطينيين، علماً بأن البطش حاصل منذ أن بدأت حقبة الأسديين، وكان الأطفال الفلسطينيون يُسجنون لسنوات، بـ "جريمة" كتابة شعار على حائط، يُحيي الشهيد ياسر عرفات. أما اليوم فهم يستبيحون مخيماتنا وبخاصة في اليرموك ودرعا والرمل. ثم إن السلطة السورية، لم تستدرج "حماس" الى خيمتها تحت عنوان دعم المقاومة، إلا لتجميل استبدادها، ولتستحوذ على الورقة الفلسطينية وتشقها، ولتخدع أغلبية الشعب المضطهدة طائفياً، ولتدق إسفيناً بين الحلقتين السورية والفلسطينية من "الإخوان" ولغير ذلك من الأسباب الانتهازية التي لا علاقة لها بالمبدأ. فلو تحدث ساذج، عن تحرير القدس، أمام حسن جميل أو غيره من وحوش القتل الكاسرة، لفقع من الضحك وسقط مغشياً عليه. فهؤلاء لم يفكروا في إقامة موقع لحركة "حماس" أو غير على خط تماس، في الجولان أو جنوبي لبنان. مرسي أرسى الحقيقة الثقيلة في قاع وعي الحلقات والقوى القاصرة، ورسا هو نفسه، على سويّة الأداء المحمود، في السياسة العربية، الأمر الذي يجعلنا نتمنى له رسوّاً على الدرجة نفسها من الوضوح والشفافية، في الداخل. ننتظر منه أن يفعل الشيء نفسه، في واشنطن، بحيث لا يمنحهم صداقة مجانية، وأن يقايض العلاقة الطبيعية، بموقف طبيعي ونظيف من قبلهم، وأن يُظهر لهم احتمالات الجفاء والمعارضة والانسداد، إن ظلوا على مواقفهم الملوثة والمجافية للعدالة. فالاحترام المتبادل، والمراعاة المتبادلة للمصالح والقضايا، هي أساس العلاقة الطبيعية، ثم نقطة على السطر! لقد كان في موقفه في طهران، موفقاً يرسو به في مياه دافئة، الأمر الذي يُسجل له ويفتح الأفق، على مواقف على الجانب الآخر من المعادلة! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|