عدلي صادق: عدلي صادق : عندما يفقد الحاكم عقله بتاريخ الأربعاء 18 يوليو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 عندما يفقد الحاكم عقله عدلي صادق تتكاثر الدلائل، في كل يوم، على اقتراب موعد انهيار النظام السوري،
عندما يفقد الحاكم عقله عدلي صادق تتكاثر الدلائل، في كل يوم، على اقتراب موعد انهيار النظام السوري، تحت ضربات الشعب المسلح. وتؤخذ الإشارات من عدة فضاءات وتنبثق عبر العديد من الخطوط. وقد أدلت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بدلوها، لتؤكد في مضمون قراءتها للمشهد السوري، أن الطرف الإسرئيلي هو الوحيد المأمون جانبه من قبل الأسديين في هذا الخضم، وأن "جبهة" الجولان باتت خالية ممن "يجابهون ويمانعون" دون أن يتوقع هؤلاء غدراً أو استغلالاً إسرائيلياً للموقف الميداني على الحدود! وفيما يُستدل على اقتراب لحظة انهيار القتلة الطغاة المستبدين، من خلال الوقائع الميدانية، كانشقاقات الضباط الذين يغسلون أيديهم من النظام، والانتشار الشامل للجيش السوري الحر، والعصبية الظاهرة التي يفصح عنها جنون القصف العشوائي على الأحياء السكنية؛ هناك ما هو أبلغ في التأكيد على أن النظام لم تعد لديه أدنى فرصة في النجاة، مثلما كان الحال في الأيام الأولى للثورة، عندما كان متاحاً لبشار الأسد أن يتصرف بحكمة وأن يحقن دماء السوريين لكي يحقن دمه ودم شبيحته! إنه التمسك بلغة "جرذنة" الشعب، والتأكيد على الاستمرار في السيطرة، التي ظل القذافي يتمسك بها حتى قبل لحظات من إخراجه من جُحره، وإعدامه بطريقة تجرح مشاعر البشر الأسوياء. الأسديون ما زالوا يراوحون في مربع تعبيراتهم العقيمة، وينكرون وجود الشعب، بل إنهم يتخيلون شعباً آخر موجوداً، يحبهم ويتمسك بهم، ويتوهمون أن مشكلتهم تنحصر في وجود "عصابات إرهابية". وفي سياق هذه اللغة الكاريكاتورية، ينتفي وجود العقل القادر على رسم التقديرات والافتراضات وصياغة الأسئلة البسيطة، لكي يدرك أصحاب هذا العقل الغائب، أن قصفهم المُصور والمشهود، للمدن وللقرى والأرياف، لا يُبقي في ناظر العالم إرهاباً عند أي طرف، لكي يُقال بأن من يقاتلون الاستبداد والمجرمين، هم مجرد "عصابات إرهابية"! في لغة "الجرذنة" هذه، ليس ثمة توصيفاً للضباط من الرتب العالية الذين ينشقون، ولا كلاماً يفسر لنا ما إذا كان هؤلاء الذين انحازوا لوطنهم وتمسكوا بشرف الجندية، تحولوا الى "عصابات إرهابية" أم تحولوا الى خونة. ويخونون مَن، بينما الخائن لا يخون إلا معنى كينونته؟! ومن هو الطرف الذي يتوغل في خيانة كل معاني المواطنة والوجود الإنساني للناس ولكينونة سوريا؟! فطالما أن التظاهرات الليلية والنهارية، في كل أرجاء سوريا، ليس لها معنى ولا دلالة عند من فقدوا عقولهم، وطالما أن الذين ينشقون من كبار الضباط وصغارهم مع الجنود، ليس لهم وصف ولا معنى، وطالما أن جنائز الضحايا تُقصف بدون هوادة، وطالما أن الحاكمين ما زالوا يرون في كل لقطة احتجاج ومقاومة لاستبدادهم، تعبيراً عن مفاعيل عصابة؛ فإن أي شكل من النجاة، لن يُكتب لهم حتى وإن نجحوا في الهرب. فمن يفقد عقله، يفقد الحاضر والمستقبل، وينسج بنفسه ولنفسه، خيوط حبل المشنقة التي ستطوّق رقبته، ويدير بوصلته نحو المصير الذي يستحق! www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|