عدلي صادق: عن حدث اليرموك : نطالب بالتحقيق والحسم بتاريخ الأثنين 16 يوليو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 عن حدث "اليرموك": نطالب بالتحقيق والحسم عدلي صادق
ما حدث في مخيم "اليرموك" من اعتداء على جماهير شعبنا .
عن حدث "اليرموك": نطالب بالتحقيق والحسم عدلي صادق ما حدث في مخيم "اليرموك" من اعتداء على جماهير شعبنا؛ يتطلب تحقيقاً فلسطينياً، تتشكل له لجنة وطنية عليا، تكلفها منظمة التحرير الفلسطينية، فتتولى جمع أقوال الشهود، ومراجعة كل الحيثيات، لكي تعرف ما إذا كانت أية جهة فصائلية فلسطينية، يُفترض أنها منضوية تحت مظلة "المنظمة" شاركت في الهجوم بالنيران، على المتظاهرين سلماً في المخيم. وفي الحقيقة، يجب أن نطوي الى غير رجعة، الزمن الذي كنا نتجاوز فيه عن خطايا أذناب الأنظمة وبخاصة تلك التي استباحت الدم الفلسطيني في كل محطات التاريخ المعاصر. فما كان يحدث، أن الأذناب كانوا يقاتلوننا مع النظام السوري مثلاً، لكننا ـ للأسف ـ كنا نفرح بالصلح معهم وتنفرج أساريرنا، وكأن "المنظمة" بوجودهم باتت عملاقة وأن قيادتنا تعززت بالإجماع الفلسطيني. إن مثل هذا التصرف البائس الضعيف، يختزل مجموعة مغالطات جارحة، إذ فيه افتراض ضمني، بأننا نحن الذين كنا على خطأ، بدليل أن الصلح أسعدنا بينما هم ما زالوا يتبرمون ويقابلوننا على مضض، مستأنسين بقوة بطش النظام السوري. وفيه مغالطة قوامها أن هؤلاء لهم جماهير، بينما الواقع يقول إن جيرانهم حتى في السكن، يحتقرونهم ويرثون لحالنا عندما نرحب بعودتهم الى صفوف "المنظمة". وكان من بين المغالطات، الافتراض بأن هؤلاء المرتبطين بأجهزة القمع السورية، وأتباع "الضابطة" يمكن أن ينسجموا معنا في أي خط سياسي أو حتى نضالي أو عسكري. فالتجربة التاريخية أثبتت العكس، وأقنعتنا بأن هؤلاء لا يخرجون عن أجندة الأجهزة السورية، ولن يكونوا معنا، لأنهم في السياسة، وفي ميادين القتال، وفي الاستقرار الاجتماعي، وفي وضعية الإعاشة والحسابات الشخصية، يحسمون أمرهم في اتجاه آخر، وعندما يتعاملون معنا فإن عينهم تكون على "الصندوق القومي" دون سواه، لعلهم يستزيدون من المقدرات المتاحة، بذريعة أنهم يناضلون، وأنهم جزء من منظمة التحرير الفلسطينية! أحمد جبريل هذا، لم يكن له الحق في الدخول على الخط الفلسطيني، منذ اليوم التالي لتفجير بناية الفكهاني السكنية، بوضع سيارة محشوة بنصف طن متفجرات، في المرآب، لتتحول غرف نوم الآمنين، من الأسر الفلسطينية واللبنانية، الى ركام فوقه فوق بعض. كان يقصد تفجير اجتماع لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" التي انشقت عنه. ولماذا انشق عنه الوطنيون بقيادة الشهيد "أبو العباس"؟ لأنه قاتل الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، لصالح القوى الإنعزالية المتحالفة مع إسرائيل آنذاك. ربما كان الأصوب أن نستأصل جبريل من منظمة التحرير الفلسطينية عندما قاتل ضدنا في الحرب اللبنانية، وأن نعتبره جهة غير فلسطينية. وعندما لم نفعل، لم يتردد في تفجير بناية الفكهاني، ولما ظللنا ننتظر إعادة اللحمة في منظمة التحرير بوجود جبريل؛ لم يتورع عن مهاجمة الشهيد الرمز الزعيم ياسر عرفات في طرابلس، ومعه الشهيد الرمز خليل الوزير والشباب الذين دافعوا عن كرامة الثورة الفلسطينية وحقها في التواجد إينما كان شعبنا وعن حقها في دورها! تلاحظون أن الرموز من أعداء جبريل الذين استهدفهم بالنيران، سقطوا شهداء: أبو عمار وأبو جهاد وأبو العباس. ومع هؤلاء الأخيار الراحلين، سقط كثيرون بنيران العدو، بعد أن أخطأهم رصاص جبريل وأسياده الحاكمين في دمشق. ويوم استشهاد أبي جهاد، اتصل جبريل بالسيدة حرمه لكي يقدم لها العزاء. قالت له "أم جهاد": نحمد الله أنه سقط برصاص العدو ولم يسقط برصاصكم! * * * في يوم توقيع أحد الاتفاقات المجمدة مع "حماس" في كنف المخابرات المصرية، شوهد جبريل مع الحاضرين، وكأنه ممن يرعون المصالحة ويريدونها. إن هذا الوضع بائس وينبغي أن يتغير، ولتكن البداية، بإجراء تحقيق وطني فلسطيني في أحداث اليرموك سواء تلك التي جرت يوم 10/6/2011 وجرى فيها قتل بعض الفلسطينيين، أو التي وقعت قبل ثلاثة أيام. وحين تتجمع الأدلة والبراهين، على أن جماعة جبريل فتحت النيران على جماهير شعبنا في مخيم "اليرموك" لا بد من تقديم جبريل الى محاكمة فلسطينية ولو غيابياً، والحكم عليه، ومطالبة الجهات التي تستضيفه اليوم، والتي سوف يهرب اليها بعد إسقاط النظام السوري، بتسليمه للعدالة، وذلك فضلاً ـ بالطبع ـ عن شطب عنوان الفصيل الذي يمثله، من إطار منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس كل الجنايات المقترفة ونظراً لطبيعة الدور والوجهة والسلوك. فمن يقتل الناس ليس منهم، ومن يفتح النيران على شعبه، يؤكد على أنه ليس من هذا الشعب ولا يستحق أن يمتشق أمنياته ويزعم أنه يناضل من أجل تحقيقها! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|