عدلي صادق: عدلي صادق : ليبيا على طريق الديموقراطية بتاريخ الأحد 08 يوليو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 ليبيا على طريق الديموقراطية عدلي صادق
هنيئاً للشعب الليبي الشقيق، عرسه الانتخابي الأول.
ليبيا على طريق الديموقراطية ــــــــــــ عدلي صادق ــــــــــــ هنيئاً للشعب الليبي الشقيق، عرسه الانتخابي الأول. ولتنكفىء كل التخرصات التي جعلت مصاعب ليبيا واضطرابها، بعد سقوط نظام القذافي، براهين على خطأ الثورة، أو الثورات كلها، وصواب الاستبداد. فقد استرسلت التحليلات القاصرة التي حاولت أن تجعل من الثورة نكبة، ومن تدخل الأجنبي لأسبابه الأخرى، دليلاً على أن وضع شخص وأسرته وحاشيته أيديهم على مقدرات البلاد، للبطش بالناس وإفقارهم وإهانتهم واستلاب كرامتهم، وتعليق أبنائهم على أعواد المشانق؛ هو الحال المثالي أو الخيار الأفضل، وكأن النظام المستبد، ليس هو سبب الانفجار، أو ليس هو جلاب الغزاة الذي أحدث التصحر السياسي، ولا الذي حرم الليبيين من المراس الديموقراطي، وكرّس العشائرية البغيضة والتمييز، حتى بات الناس لا يمانعون لو أن الشيطان نفسه جاء لمساعدتهم على الخلاص من كابوس الطُغيان، لا سيما وأن القذافي نفسه، لم يدخر جهداً في نُشدان ود الغرب والأمريكيين تحديداً! انتخابات المؤتمر الوطني الليبي العام، نجحت ولم تتأثر بمحاولات هامشية للعرقلة. وفي العموم، كانت خطوات بناء الدولة أسرع وأكثر نجاحاً من كل التوقعات، قياساً على الخراب والجدب، الذي أحدثته أربعون سنة من جنون الحكم وغرائبه وغرائزه. كنا نتوقع أن تحتاج ليبيا الى عشر سنوات على الأقل، لكي تستقيم أحوالها وتخطو بنجاح نحو بناء مؤسسات الدولة الدستورية. ذلك لأن التهميش المديد، والتباغض الجهوي، والحسد والظلم، الذي أوقعه الحكم البائد في المجتمع؛ من شأنه أن يتطلب فلاسفة ورُسل وئام وطني، لكي يعيدوا اللحمة الى الشعب الليبي الشقيق. لكن الأمور بدأت تنفرج، ولم يمض وقت طويل، حتى أخذت الدولة تدحرج الصخرة من فوق قبرها، لتخرج الى الحياة! * * * الليبيون على طريق استعادة ذاتهم. هم مصممون على مغادرة وضعية العجز الدستوري. ونقول إنهم يستعيدون ولا يؤسسون. فمن يعرف تاريخ ليبيا، يعلم أن هذا البلد دون غيره، هو من أوائل الدول العربية المستقلة، التي أصدرت قواعد بيانات للتشريع. فالليبيون جمعوا في نشرياتهم القانونية، كل القوانين والأحكام والتجارب التشريعية في أربعين مجلداً، أي في موسوعة تغطي تاريخ البلاد منذ الاحتلال الإيطالي، ويعلم قارئو تاريخ ليبيا القانوني والدستوري، أن بلدان عدة في العالم العربي والعالم الثالث، استفادت من تجربة الليبيين، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة ـ مثلاً ـ استفادت من التجربة الفيدرالية الليبية في الفترة من 1951 ـ 1963 وحذت حذوها ونجحت بامتياز، واحبطت محاولات انقلاب واضطراب (1972 و1987). وللأسف، كان التغيير في ليبيا، في الفاتح من أيلول (سبتمبر) 1969 الذي بدأ مبشراً، قد تحوّل الى كابوس بانفراد القذافي بالحكم، وبارتهان البلاد لمغامراته وغرابة أطواره، واختلاقه لنفسه في كل عرس قرص، في الداخل والخارج. اليوم، يسترجع الليبيون منطق الحكم الديموقراطي القائم على الانتخاب الحر ومبدأ التداول. ولا شيء يمكن أن يوقف عجلة الزمن في الاتجاه الصحيح. ثم إن ثورة الليبيين تنتمي لوجدان الشعب الليبي وليس لأية مرجعية سواه. ووجدانات الشعوب لا تخطىء، وإن أخطأت فإنها تصحح، طالما أن العودة الى الصناديق مصونة ومتفق عليها. وحتى التنظيرات القائمة على فرضية المؤامرة، مع تنسيب الإسلاميين الى دائرتها وأطرافها، ثبت خطؤها بالنسبة لليبيا، إذ تقدم الليبراليون مؤيدو الدولة المدنية المستندة الى دستور عصري مُرتجى. ونقول باختصار، أنه لم يعد ثمة مجال للدفاع عن سفك الدم في سورية، بذريعة التجربة المريرة الدامية التي حدثت في ليبيا. فهنيئاً لإخوتنا الليبيين عرسهم الانتخابي الديموقراطي. ففي نجاحه، بعض التعويض عن الأرواح التي بذلها هذا الشعب الأبي، على طريق الحرية! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com

|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|