عدلي صادق: عدلي صادق : عروس النيل الجديدة بتاريخ الثلاثاء 19 يونيو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 عروس النيل الجديدة عدلي صادق يتقبل المتعطشون للديموقراطية،
عروس النيل الجديدة عدلي صادق يتقبل المتعطشون للديموقراطية، نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر. وهؤلاء الذين يتقبلون النتيجة، لم يتخذوا من المسار الانتخابي الشفاف أو من الديموقراطية، وسيلة لمحاولة إيصال المرشح الذي يريدونه، الى سدة الرئاسة؛ بقدر ما أرادوا أن يتسم نظام الحكم بالديموقراطية الضامنة للانتخابات النزيهة، وللتداول السلس على الحكم، وللتسامح في إطار الجماعة الوطنية. د. محمد مرسي لم يفز على مرشح للثورة، وإنما فاز في معركة انتخابية شرسة، على مرشح قيل فيه من الذم ومن القدح ومن التأثيم، ما يجعل الفوز عليه أسهل مما أظهرته النتائج بكثير. فلو كان أحد الاثنين، حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، هو المرشح المنافس، لكانت جماعة "الإخوان" واجهت كل ما بات يختزنه المجتمع، من انطباعات سلبية عنها، تراكمت سريعاً في وعيه. فقد استفاد محمد مرسي من عدد من الاعتبارات المهمة، في مقدمها أن المصريين الذين صوتوا لمرسي، أحسوا بخطر ضياع الثورة منهم، وساءهم أن ينتقل الحكم لرئيس جرى تصنيفه، باعتباره أحد أفراد الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس مبارك. وكان ذلك الاعتبار أهم بكثير، في حسابات الصناديق، من الاعتبار الذي اعتمدته النخبة الليبرالية وهي نفورها من جماعة "الإخوان" وتحسبها من أساليب عملها. فمن أعطى مرسي، كان يراهن على آليات عمل جديدة لبُنية الحكم، من شأنها جعل الاعتراض على أي أمر، أسهل بكثير، وبالتالي يضمن الناخب الذي صوّت لمرسي، استبعاد من يعتبره "ممثل" نظام مبارك، على أن يستكمل مهمة الانتصار الكامل للثورة، بالتمكين لرموزها الذين لم يساوموا، ولم يعقدوا الصفقات، ولا يرتهنون لـ "جماعة" من الشعب! * * * د. محمد مرسي، بدوره، بات على عتبة اختبار حاسم، لن يفلح فيه إلا إن تصرف على نحو مماثل لما فعله رجب طيب أردوغان وعبد الله غُل، في تركيا، مع استاذهما ومرجعهما المبجل، المرحوم نجم الدين أربكان. فعندما شعر أردوغان وغُل، أن المشروع النهضوي الوطني، ذي المرجعية الإسلامية، يقتضي الخروج من عباءة أربكان الضيقة، انطلقا بمعزل عنه، منفتحين على المجتمع وعلى العالم، بمنطق أرحب وأوسع وأذكى من منطق "الجماعة". وكانت المحاذير هي ذاتها. الجيش قوي، والخارطة السياسية تزدحم وتتنوع. معنى ذلك أن فرصة محمد مرسي الوحيدة، لكي ينجح، تكمن في التطلع والعمل على تقوية مؤسسة الرئاسة بوسائل مقنعة، والانفتاح على الشعب بتعدديته، وتوفير المصداقية لكل الوعود التي صدرت عنه قبل الانتخابات، وبخاصة تلك المتصلة بقيم التسامح الوطني والعدالة والنزاهة في معاملة القوى السياسية في بلاده! ربما يكون بعض الذين صوّتوا لمرسي، ممن أرعبتهم تهديداته غير الديموقراطية، عندما لوّح بإشعالها حرباً في حال خسارته، متهماً الدولة جزافاً ومسبقاً، بالتهيؤ للتزوير. وهذه نقطة سُجلت عليه، ويحتاج الى الكثير من العمل، لخلق انطباعات عن تقبله للّعبة الديموقراطية، ومحاسبة نفسه على اتهامات لم يثبت صحتها. أما الفريق أحمد شفيق، الذي خرج خاسراً وليس معزولاً، بحصوله على أكثر من عشرة ملايين صوت، دون أن يكون من ورائه حزب متمرس، يقوم على مبدأ السمع والطاعة؛ فقد خاض المعركة بشرف وحاز على ثقة جزء معتبر من جمهور الناخبين. كانت خسارة بطعم الفوز. فقد رشقوه بكل الاتهامات، وارتجلوا الإشاعات وافتعلوا الحيثيات، لإلصاق اسمه بكل آثام حكم الرئيس مبارك. وبخفة دم المصريين، كانت حتى النكات تسري كالنار في الهشيم لإضعاف فرصته. منها ما قيل عن الصعيدي الذي أراد أن يتزوج من امرأة أخرى غير أم الأولاد، ففوجيء يوم الدُخلة بأن الجديدة "طلعت هيَّ القديمة" التي آوت الى منزل آخر، ثُم وصفت للعريس غيابياً. مبروك لإخوتنا المصريين العروس الجديدة فعلاً. ولكن يتعين على عروس النيل هذه، أن تأخذ بأسباب الفلاح وأن تثبت خصوبتها! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|