عدلي صادق: عدلي صادق : سلامة كيلة: الحقيقة عندما تصفع منكريها بتاريخ الأحد 20 مايو 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 سلامة كيلة: الحقيقة عندما تصفع منكريها عدلي صادق يُهدي سلامة كيلة، الفلسطيني المسيحي
سلامة كيلة: الحقيقة عندما تصفع منكريها عدلي صادق يُهدي سلامة كيلة، الفلسطيني المسيحي ابن بير زيت، جرعة من المعرفة والتثقيف، للمتفوهين بسخيف الكلام القومجي والمتلطي باليسار، عن ممانعة النظام السوري و"مظلوميته" ومواجهته لـ "مؤامرة مدعومة من الإمبرالية". فالرجل باحث في شؤون التعبيرات الراهنة عن الايديولوجيا الماركسية وفي قضايا الثورة والتنظيم والأمة والإمبريالية، وقد عايش أحوال سورية. ظل يغمس قلمه في معاناة الناس ويكتب، وهو يعرف كيمياء المجتمع وخواطر البسطاء وهواجس شباب سورية وكوابيسهم! في لقائه أمس مع "الجزيرة" كانت الحقيقة تصفع منكريها. فلم ينقل سلامة الصورة والحكاية عن آخرين. هو يروي بنفسه ماذا حدث له، وماذا رأى بأم عينه، وماذا سمعت أذناه، ومن لا يصدق فليتفحص جسده وجراحه. وربما يكون حديث سلامة، نذيراً وناقوساً ينبه الأنفار التافهين الأرزقيين من الفلسطينيين، ومن الأتباع المارقين الممسوكين بـ "مماسك" شائنة، الذين يخشون النظام، فيُظهرون التعاطف معه، دونما أدنى اعتبار لدم الناس، ولا لوقائع القتل الإجرامي المروّع. فالرجل يروي من عمق الحياة اليومية الراهنة للسوريين، ماذا يفعل النظام الوراثي الفاسد، الذي يُهين الدولة والشعب ويزهق أرواح الأطفال. ولكي يعلم أزلامه الفلسطينيون، حقيقة فلسطين وشعبها في وعي النظام العفن؛ فليستمعوا الى سلامة كيلة، وهو يروي ماذا أسمعه الشبيحة من رجال الأمن: "أنتم الفلسطينيون خونة، بعتم أرضكم، وتطعنون السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في ظهره، وهو صاحب الفضل عليكم"! هذه الجزئية السفيهة، المستدعاة من قاموس الدسائس الصهيونية، أنزلها الجلاوزة على رأس سلامة كيلة، بينما الفلسطينيون يلتزمون الحياد على الأغلب، وهناك قلة منهم تقف مع النظام الفاجر. وفي التحليل النفسي البسيط، لسبب مثل هذا التجني المُرسل، على شعب فلسطين المناضل، يتبدى لنا كيف أن هذا النظام يتحسب من الفلسطينيين ويراهم خطراً عليه بما يمثلون، حتى وإن لم يتعرضوا له بأي أذى وإن لم يشاركوا مع إخوتهم السوريين في أية فعاليات، على طريق الحرية! لا فائدة إذن، من مجاملة النظام السوري الآيل للسقوط، لأن المجامل الفلسطيني عنده ليس إلا صنو المُخاصم. وهذا أمر متوقع، من نظام يأخذ الناس بالجملة، الى جحيم ما زال يصنعه. ولو كان بمقدوره أن يُطيل ذيله، وأن يوسع جحيمه المتضائل، الذي يقع الآن تحت حصار الشعب؛ لأحرق الناس في الإقليم، مثلما جاء في التهديد الصريح، الذي أطلقه الفتية الحاكمون، في بداية الثورة، وقالوا إن بمقدورهم إحراق المنطقة! رأى سلامة بأم عينه، وسمع بأذنيه، كيف تتحول المشافي الى مسالخ لأجساد الناس. نقل صوراً ولقطات، يخجل منها الظلاميون العتاة القساة، في العصور الوسطى، لأن أولئك الظلاميين، على قسوتهم وجنونهم، احترموا الحد الأدنى من إنسانيتهم، فلم يقيدوا المريض على سرير الاستشفاء، من يديه وقدميه، لكي يثخنوا جسده بجراح جديدة، بدلاً من معالجته، ثم ولم يتركوه يتغوط في سرير، في غرفة تزدحم بأسرّة متلاصقة، وتضج بالأنين المتعالي، وتختنق بروائح الغائط! قيل لسلامة كيلة، إن هناك يساريين وقوميين، يؤيدون النظام. يجيب بلغة باحث: هؤلاء ذوو وعي سطحي وشكلي، يقتاتون على أوهام الماضي. هم يرون الشعب ولا يعرفونه، ولا ينغمسون في المجتمع. هؤلا عزلوا أنفسهم عن الواقع، ولا علم لديهم بالتحولات في بُنية النظام! كان سلامه كيله في حديثه، مهذباً، إذ لم يُعزي أسباب انحياز القلة من ناشطي التلفزة السورية والإيرانية، الماكثين في دمشق وعمّان، الى حقائقها الوضيعة. قال إن السبب هو مجرد الجهل بالواقع وبالتحولات، ويشرح قائلاً ما معناه، إن الوسيلة الوحيدة، لأن يحافظ النظام المستبد على نفسه، كانت تكمن في عملية تشكيل لبُنيته، لكي يظل مرتبطاً بالإمبريالية، مع الحصول على تصريح، بممارسة لفظية، لخلافات هامشية أو شكلية معها. ولم يكن حديث الأمريكيين عن وجود "القاعدة" وعن الطابع الإسلامي المتشدد للثورة، إلا لتثبيت موقف الروس والصينيين المجافي للثورة، وموقف الإدارة الأمريكية التي تعترض على القتل اليومي لفظياً، وتدفع الأمور الى يأس الشعب السوري بالممارسة، وتخويفه من الحرب الأهلية. سلامة كيلة يؤكد بمنطق المحلل الماركسي، على أن الثورة السورية، هي ثورة شعبية ذات طابع ديموقراطي طبقي، وقد عقدت العزم على إسقاط نظام فاسد يلتهم مقدرات المجتمع، ويتدخل بفظاظة في الشؤون الخاصة للمواطنين، ويبطش بهم، ويسد الأفق في وجه الأجيال، ويتمادى في إفقار المواطنين! من أجل تحرير فلسطين، يجب إسقاط النظام. هكذا قال سلامة كيلة وتلك كانت تهمته. هو يشرح ويقول: تحرير فلسطين يرتبط بكُلية الوضع العربي، وإسرائيل مرتكز عسكري للسيطرة على المنطقة، لذا فإن مقاومتها لن تتاح للأمة قبل أن تتحرر هذه الأمة وتنعتق من قيود الاستبداد والمهانة. وهذا النمط من الأنظمة الكذوبة المتورطة مع كل الآثام، يعزز قوة إسرائيل ويضمن استقرارها، حتى حين تضربه بين فترة وأخرى. وفعلاً، أصاب الرجل فيما يقول، لأن هؤلاء "المؤدبين" مع إسرائيل، والذين لا يزيد جوابهم كلما صفعتهم، عن أنهم يحتفظون بـ "حق الرد في الزمان والمكان المناسبيْن"؛ ليسوا إلا العائق الموضوعي في وجه إرادة الأمة! إن ما يطرحه سلامة كيلة من آراء في الموضوع السوري، والحقائق التي يضعها أمام القلة السخيفة الممالئة للنظام، هي بمثابة إعلان عن عفونة ولا صلاحية القشرة التي ما زالت تسعى لتغطية وقائع الحدث السوري، بثرثرات فارغة، أو تحاول رتق الفتق الكبير الفاضح، في نسيج رواية النظام. إنها قلة لا ترى ولا تقتنع بأن الفتق قد اتسع على الراتق! www.adlisadek.netadlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|