عدلي صادق: عدلي صادق : الصحة ومفردات صومالية بتاريخ الأربعاء 18 أبريل 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 الصحة ومفردات صومالية عدلي صادق أسئلة عدة، يستحثها الحال المزري،
الصحة ومفردات صومالية عدلي صادق أسئلة عدة، يستحثها الحال المزري، الذي باتت عليه المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة في بلادنا. فلا طعام للمرضى في المشافي، ولا "سرنجات" ولا ورق لطباعة التقارير، بمعنى أن المستلزمات الأساسية غير متوافرة، وهذه حال تتعدى مسؤولية الوزارة المعنية ـ وإن كانت تشملها قطعاً ـ وتُلقي بالأسئلة الكبيرة على الحكومة برمتها. فقد بدا من خلال حال المستشفيات، أن لا خطة طوارىء معدة، ولا احتياطي صرف، لذا فإن من بركات رب العالمين علينا، أننا بعيدون عن مناطق الانفجارات البركانية والزلازل، وإلا تعرضنا للتصوير الذي يضاهي لقطات البؤس في الصومال (ولا نقول إندونيسيا) حيث لا مال ولا بُنية تحتية ولا خطط، ولا من يخططون ولا من يحزنون. في أي اختزال لمقاربات الحفاظ على الحد الأدنى من مقومات العمل، في جهاز الصحة الحكومي؛ يصح لواحدنا أن يتذكر بأن قليلاً من الزهد والرشد، في الصرف الحكومي، على سفريات ومهمات ووقود ومشتريات، من شأنه أن يوفر لمشافي بلادنا ومرضاها على أسرَّة الطبابة "سرنجات" ووجبات طعام. لكن هؤلاء الذين يصوملون فلسطين، ويعيدوننا الى القرن الثامن عشر، لا يستحقون مناصبهم، وكلما سألهم سائل، فإنهم يجيبون: إنها "الأزمة المالية". وكأن هذه الأزمة التي ننام ونصحو على ذكراها، قد تعمقت الى درجة شُح "السرنجات" من المشافي، علماً بأن ثمن "الكرتونة" منها لن يزيد عن ثمن بضع علب من السجائر، وأن وجبات الطعام، المجهزة للمرضى والمراقبة صحياً، بالإمكان توفيرها لعامين أو ثلاثة، لو أن أهل الصوملة، لم يتصرفوا كأهل الأوساط المصرفية في سويسرا، فيوزعوا أعطيات نقدية وإكراميات، لموظفي المالية، ولو أنهم لم يسجلوا قفزات فلكية في الترقيات وفي احداثيات الرواتب. وربما بسبب فقدان الحساسية الضرورية، حيال الشأن العام، والتركيز على الكيديات وعلى أوهام النفوذ، والافتقار الى مراعاة السيكولوجيا الجمعية للناس؛ تراهم يجهلون خطورة الدخول على خط وجع المرضى. ويأسف واحدنا لأن من يقفون على رأس العمل الحكومي، مطروحون كفلتات زمان، لا بدائل لهم، باعتبارهم ينتشلون الزير من البئر العميقة! والطريف أن وزارة الصحة تشكو وتقول إن "الأزمة المالية" تهدد بتضييع "انجازاتها" وكأن حال مستشفى رام الله، الذي كتبنا عنه في هذه المساحة، يمثل الوجه الناصع للمنجزات. فإن كان قياس الإنجاز، بهذه المسطرة العجيبة، فليس بنا إلا تكرار القول الفاجع "غطيني يا صفية وارقعي بالصوت"! الحال الفلسطيني يتردى على كل صعيد. والمرحلة تتطلب مناضلين مؤهلين، يحبون شعبهم ويغارون عليه، لأن شكل المعركة وجوهرها، في هذا الخضم العسير، هو المحافظة على الذات الكلية، وليس إنعاش أفراد وإتخامهم، وإطلاق العنان لهم لكي يفسروا تداعيات بؤس الإدارة، بمفردات صومالية، و.. نكتفي بذلك! www.adlisadek.netadlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|