نشرة دورية تعني بالترجمة عن الصحف والمجلات العالمية

نشرة مترجمة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر التوجيه السياسي

تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني

أن تكون في المركز هنا

 أصعب من أي مكان آخر في العالم

 

  ناتالي افيزاد

عن الجيروساليم بوست

21ـ 27/2/2006

ترجمة: هالة الشريف

 

إنها زيارته السابعة إلى إسرائيل على الأقل، والثانية إلى الأراضي الفلسطينية، وحين مر من هنا في 13/2/2006 كان على رأس وفد فرنسي إيطالي من البرلمانيين.

وصل "فرنسوا بايروا" إلى منطقة ليست بغريبة عليه، يرافقه النائب عن منطقة الألب، "رودي سال" وهو أيضا رئيس جمعية الصداقة الفرنسية "الإسرائيلية" في الجمعية الوطنية.

لا يخفي الرقم واحد في الاتحاد للديمقراطية الفرنسية (UDF) مشاعره الرقيقة والخاصة تجاه "إسرائيل" والمنطقة من حولها.

هكذا التقى فرنسوا بايرو رئيس الوزراء بالوكالة إيهود أولمرت الذي كان يقوم بدور "الدليل" السياحي له في القدس حين كان رئيساً للبلدية، وأثناء جولة في حي كان عرضة للتفجيرات.

كما التقى أيضا مع "شاؤول موفاز" و "عامي ايلون" و "شمعون بيرس"، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

في حديث خاص للجيروساليم بوست وقبل أربعة عشر شهرا من الانتخابات الرئاسية ثلاثية الألوان "اسرًّ لنا المرشح " بايرو" الذي قطع لتوه علاقته مع UMP ــ وهو شريكٌ في إدارة الحزب الديمقراطي الأوروبي الذي أُسس قبل سنة ــ باهتمامه بالتشكيلة المركزية الجديدة الإسرائيلية "كاديما" وبقلقه أمام ارتفاع الأصولية الإسلامية"

* تأتي زيارتكم إلى المنطقة غداة انتصار حماس وعشية الانتخابات الإسرائيلية ما هو تحليلكم للوضع؟

ـ هي بالفعل لحظة كبيرة جدا في تاريخ الشرق الأوسط بسبب تداخل ثلاثة أحداث رئيسية .

بالنسبة لإسرائيل، هناك استحقاق انتخابي كبير يأتي بعد مرض "ارئيل شارون" "وتشكيل كاديما" وظهور مركز قوي وسيناريو ذي مصداقية للسلام.

أما في الجانب الفلسطيني فهو النصر ـ بعدد المقاعد وليس بالأصوات ــ لِحماس مع كل عدم الاستقرار الذي سينتج على مستوى الهيئات المحلية، وكل ذلك على خلفية صعود الأصولية، وتوقع انتشار الأسلحة النووية في إيران.

هذه الأحداث الثلاثة تخلق بانوراما مختلفة تماما، من المهم أن يكون لدينا في مواجهتها  أفكار واضحة على الرغم من أنه من حقنا أن نقلق.

* انت في جانب القلقين أكثر من كونك مع المتشائمين حول الشرق الأوسط ـ ما هي حسب رأيكم أسباب الأمل لديكم؟

ـ إن النقطة الإيجابية الأولى التي أود الإشارة لها هي استقرار الشعب الإسرائيلي، وإذا أخذنا نتائج الاستطلاعات بعين الاعتبار، لم يغير مرض شارون من إرادة الشعب لإيجاد مشروع سياسي يتجاوز العداء القديم بين اليسار واليمين. يتجه هذا المشروع باتجاه السلام وتقديم التنازلات، دون التفريط بشيء  في الأساسيات، أي الضمانات لأمن ومستقبل إسرائيل.

والعنصر الثاني الذي أراه مهما هو شرعية محمود عباس الذي انتخب بالاقتراع العام المباشر بنسبة 63% من الناخبين الفلسطينيين، وبقي مرتبطاً بشكل واضح بخارطة الطريق وبالاعتراف بإسرائيل.

* هل تؤمنون بسيناريو اعتدال حماس؟

ـ هناك أمر لا يمكن إنكاره: إن حماس أمام مأزق ستضطر إلى الخروج منه، عندما كانت الحركة في المعارضة، كان بإمكانها أن تمارس التطرف. لكن من غير الممكن أن تكون في السلطة وفي الأراضي الفلسطينية وبرنامجك هو تدمير إسرائيل.

أما على الصعيد الاقتصادي فالأمر أيضا مستحيل على قدر اعتماد هذه المناطق على الدولة العبرية.

* هل بإمكان المجتمع الدولي أن يبقى متلاحماً أمام حماس ؟

ـ عليه أن يتبنى استراتيجية مبادىء طويلة المدى، ويجب أن يكون موقفه حازماً، وان يوضح لحماس أن لا وجود لطريق سياسي خارج الالتزام بالشروط الأساسية الثلاثة للاعتراف المتبادل.

لهذا كان القرار الروسي لدعوة قادة حماس إلى موسكو محرجاً وملتبساً لأنه فتح الباب ولو قليلاً لترديد عدد من الشروط، ويُوحي بأن المجتمع الدولي قابل للانحناء.

نحن متفقون اليوم على ان قطع المساعدات الدولية سيكون بمثابة إضعاف لمحمود عباس وتقديم مبررات لحماس، يجب أن تتضح المسألة ويَكمن السؤال هنا في متى ستأخذ حماس قرارا نهائيا.

* ما هي النظرة التي تحملونها حول صعود التيار الإسلامي الأصولي؟

ـ ما يجب إدراكه هو أن الأصولية تقوم بفرض سلطة دينية أمام حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية, إنه صدام بين نظامين.

* هل ترون بأن حماس أقرب إلى التيار الأصولي؟

ـ حسب مُحاوري ليس الأمر هكذا بالضبط، يحتوي برنامج حماس على الشريعة الإسلامية، والعنف واستئصال من إسرائيل.

وفي الوقت ذاته وضعت هذه الحركة نسيجا من المنظمات الاجتماعية لتتكفل باحتياجات أولئك الأشد حاجة.

* حتى نعود إلى كديما، التي لها مع UDF (الاتحاد للديمقراطية الفرنسية) بعض التشابه والصلة، من المُلاحظ بأن الأحزاب المركزية لا تعمر كثيرا في إسرائيل....؟

ـ إذا تمكنت التشكيلات المركزية من الحصول على "قيادة" قوية سوف تثبت, بالنسبة لشخص مثلي بنى كل ارتباطه حول فكرة مركز قوي وجامع، فإن ولادة كديما شيء له معنى ورمز، لكن يعتبر الارتباط والعمل بفكرة المركز أصعب هنا في إسرائيل من أي مكان آخر في العالم.

لكل بلد تاريخه الخاص

* هل بإمكان موضوعي الشرق الأوسط والأصولية أن يكونا جزءا من مواضيع الحملة الانتخابية الرئاسية لسنة 2007؟

ـ من المبكر ذكر هذه القضايا، وفي فرنسا يُعتبر الوضع في حالة تطور دائم, حيث تتناقص وتيرة الأحداث المعادية للسامية، مثلاً وحسب رأيي ليس للأصولية علاقة بالمظاهرات التي شاهدناها والتي تعكس على الأرجح مؤشرا لتحلل المجتمع الفرنسي، وهي بالأحرى مشكلة هوية، وتضاءُل أمل.

لكن بالنسبة للمرشح فإن عرض تسلسل الأحداث حسب خطورتها هو جزء من مصداقيته، والذي يدور حاليا في الشرق الأوسط هو بشكل لا يقبل الجدل موضوع القرن الحالي.