نشرة دورية تعني بالترجمة عن الصحف والمجلات العالمية

نشرة مترجمة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر التوجيه السياسي

تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني

مؤتمر هيرتسليا السادس

خريطة الطرق

ترجمة: عليان الهندي

 إيلان بيران[1] 

تقف دولة إسرائيل اليوم أمام مفترق طرق في المجالات السياسية والاجتماعية والديمقراطية والقانونية. مما يتطلب منها اتخاذ قرارات مصيرية. وفيما يتعلق بالحل السياسي فإن الأطراف تعتمد في الحل على خريطة الطرق الموضوعة وفق جدول زمني. وكان متوقعا بدء االعمل بها عام 2005. واعتقد أن الأطراف تتعامل مع خريطة الطرق اعتمادا على الموقف الأمريكي وعلى مواقف اللجنة الرباعية.

وحول قناعة الجمهور الإسرائيلي بالحل فقد حدث التحول الجوهري في صفوفه بعد اقتناعه بضرورة القيام بخطوة ما. وسبق ان عارض الجميع القرار الذي اتخذه اسحاق رابين في عام 1995 ببناء جدار فاصل بين طولكرم وقلقيلية وبين إسرائيل. أما اليوم وبعد عشرة أعوام فإن المعارضين له هم الذين يقومون ببنائه بعد فشل اتفاقات أوسلو ومحادثات كامب ديفيد والحرب ضد الارهاب وتطبيق خطة الفصل التي دخلت في وعي معظم مواطني دولة إسرائيل. وعلى أية حال، فإن الانتخابات التي ستجري في إسرائيل في بداية الربيع من هذا العام والانتخابات التي ستجري في السلطة الفلسطينية هذا الشهر تتطلب من الطرفين اتخاذ قرارات مصيرية .

أما العناصر الأساسية للإجماع في إسرائيل فهي:

·                    دولتان لشعبين : دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

·               حدود عام 1967 من دون تنفيذ حق العودة. وعلى عكس ما قيل أمس يجب التوصل لحل وسط في موضوع القدس.

·        السعي لمفاوضات مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة على افتراض أن هذه الحكومة ستحارب الإرهاب. وإذا لم تكن الحكومة الفلسطينية القادمة شريكا فيجب الفصل الكامل والأحادي الجانب. لكن وفي جميع الأحوال يجب تنفيذ خطط الفصل هذه بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

الجنرال عاموس غلعاد[2]

بداية أرغب بعرض الاتجاه الذي سنتحرك فيه في الأيام القادمة. لأننا عشنا في الماضي أياماً كانت فيها الآمال كبيرة. وكان أبو مازن يمثل الأمل الكبير وأبدى شجاعة كبيرة، عندما هاجم المسببين للإرهاب والفوضى وأراد تمهيد الطريق أمام حالة من التعايش والسلام. لكن يبدو لي أننا سندخل بعد يومين في عصر جديد نكتشف فيه الفوارق بين الأحلام والواقع. ولا يدري أي شخص هل ستفوز حماس في الانتخابات أم لا أو أن الانتخابات ستجري بصورة ديمقراطية. لكن في حالة إجرائها فإننا سنشاهد بروز حماس كقوة كبيرة في الشارع الفلسطيني. وفي المقابل، لا توجد عند أبو مازن -الذي صرح أنه يخطط لسن قوانين هدفها تدمير البنية التحتية للإرهاب وإقامة سلطة موحدة- النية لسن هذه القوانين.

وحول حماس التي ستحتفل بنشوة النصر فإنها ستقيم سلطة منافسة تعمل على تدمير السلطة الفلسطينية وتقيد خطوات أبو مازن في إجراء إصلاحات والتقدم في المسيرة السلمية. ولا أعتقد أن أبو مازن الذي أقسم أنه سيعمل على سن قوانين يفكك فيها الإرهاب بطريقة ديمقراطية، أنه لا يملك القدرة على تحقيق ذلك. وقبل أيام قليلة صرح محمود الزهار أننا سنغير أجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية ونقيم جهازاً اقتصادياً بديلاً وجهازاً عسكرياً يمنع في كل الأحوال السلطة من تطبيق سيطرتها على الأرض. أما مروان البرغوثي فقد صرح أمس أن العنف يؤدي لتحقيق انجازات وهو الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من غزة. وأتوقع أن البرغوثي وفي حالة نجاحه سوف يتعاون مع حماس كجسم حكومي.  وتعمل حماس وفق سلم أولويات وضعته. وأخطأ من اعتقد أن دخول حزب الله إلى الحكومة سوف يجبره على التخلي عن طابعه كتنظيم إرهابي. واعتقد أن الحالة اللبنانية لحزب الله سوف تنسحب على الحالة الفلسطينية.

وفوز حماس في الانتخابات ستكون له انعكاسات إقليمية واسعة تؤدي في نهايتها إلى صعود قوى غير ديمقراطية (بأدوات ديمقراطية) تملك تنظيمات إرهابية في المنطقة، وسوف تكون نموذجا يحتذى به في كل المنطقة. على أية حال، من الواضح أن حماس ستشكل المستقبل في السلطة الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالانعكاسات الإقليمية، فإن حماس التابعة للإخوان المسلمين ستجعل بقية الأخوان يفكرون بنفس طريقتها في كل من مصر وسوريا والأردن. لكن السؤال المطروح هو:هل ستتعاطى السلطات الرسمية في هذه الدول مع اللاعب الجديد في ساحتهم، وتسمح له بطرح مشروعه. وفي نفس السياق اعتقد أن العلاقة ستزداد حدة بين القوى المشكلة للائتلاف المحافظ على السلام وبين القوى المتطرفة التي تسعى لإحداث تغييرات مؤيدة للإرهاب في دول الشرق الأوسط. حينه سيكون مطلوبا منا أن نلعب دورا لمنع القوى المتطرفة من التحكم. وفي مجال الإرهاب لا أعتقد بالضرورة أنه سيتجدد. وفي حال حدوث ذلك فنحن معتادون على مواجهته. لكننا نجد صعوبات في العمل ضد التطورات البطيئة التي تحدث في صفوفهم والتي تؤدي إلى نجاحهم.

وإلى جانب التحديات التي تواجه إسرائيل ومصر والأردن والقوات العاملة في العراق ضد الإرهاب ظهرت إيران التي تعلن عن القنبلة التي بحوزتها. وكما هو مفهوم يجب أن نأخذ بالحسبان عقد اجتماعات إستراتيجية عميقة مع الأردن ومصر اللتين تعتبران جزءاً من السلام والتعايش في المنطقة.

وفي المجال السياسي يبدو لي أن هناك قيادة إقليمية جديدة لا توافق على خريطة الطرق مطلقا.

وفي جميع الأحوال سنعرف خلال أسبوعين ما هي نتائج الانتخابات وهل ستحصل حماس على ثلث الأصوات أم أنها ستشكل الحكومة. وفي حال فوزها هل نستطيع الحديث مع قياداتها.

وحول ميثاق حماس فهو ميثاق خطير جدا، وقد طرحت حماس برنامجا يهدف إلى التغطية على هذا الميثاق. وتتمتع حماس بقدرة تنظيمية عجيبة فهي تملك قدرة مذهلة في السيطرة على المجالس البلدية، وعن طريقها سيعلمون الأطفال الكراهية ونقل الأموال لتمويل أعمال العنف. وذلك يتعارض مع الإجماع الذي يتطلع إلى السلام والتعايش. وعلى أية حال، سنعرف خلال أيام بسيطة إذا كان بالإمكان إقامة دولتين لشعبين. إننا اليوم أمام تحدٍ استراتيجي من الدرجة الأولى له انعكاسات على المستوى الإقليمي.

 

عادي مينتس[3]

أرغب في عرض خطة لحل المشاكل الكثيرة التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي، وهذه المشاكل هي :

1.      مشكلة المواجهة المتواصلة مع العرب.

2.      مشكلة الإرهاب.

3.      الوضع الديمغرافي بين اليهود والعرب في أرض إسرائيل .

4.      السيطرة على شعب من دون حقوق مدنية –أو احتلال إذا شئتم

وعرضت حتى هذا اليوم خططا مثل اتفاق أوسلو وتفاهمات كلينتون المعتمدة أصلا على تقسيم البلاد، واعتراف بعض الفلسطينيين بأرض إسرائيل. وإذا كان الوضع كذلك هل أوقف الفلسطينيون ولو لمرة واحدة التحريض في المدارس ؟. أما حماس فتتحدث اليوم علنا عن تدمير إسرائيل وهناك من يطالب بالحوار معها. واضح للجميع أن الفلسطينيين لن يحاربوا الإرهاب حتى لو ملكوا النوايا الصادقة بذلك.

وهناك سؤال آخر أود طرحه هو :هل تقسيم البلاد هو أمر وارد ؟. في حين أن هذه البلاد تكفي دولة واحدة بالكاد !. وهل الدولة الفلسطينية التي ستقوم هي دولة قابلة للحياة من ناحية سياسية واقتصادية ؟ . والرد على ذلك هو لا. وفي مجال الإرهاب، هل حقا حصل انخفاض في العمليات الإرهابية منذ تطبيق خطة الفصل ؟. وفيما يتعلق بالعامل الديمغرافي، يقولون لنا منذ سنوات طويلة أن عدد السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة يبلغ مليونين ونصف المليون، هل حقا ذلك؟ ألم يذكر سجل الناخبين الفلسطيني أن هناك مليوناً وربع المليون فقط؟

ومما يزيد أوضاع إسرائيل صعوبة هو أن مسألة خروج القوات الأمريكية من العراق تعتبر مسألة وقت فقط لأن الأمريكان لا يستطيعون تحمل حجم الإصابات الكبيرة هناك. الأمر الذي يتطلب منا السيطرة على غور الأردن كي نصمد في المستقبل.

وفيما يتعلق بالمستوطنات، هناك حديث يدور عن كتل المستوطنات، التي تقلصت في عهد شارون إلى مستوطنات أمنية وتحولت لكتل استيطانية. وهذا تهرب يحاول المجتمع الإسرائيلي شراءَه. وعلى إسرائيل أن تدرك أنها لا تستطيع المحافظة على الأمن من دون الاستيطان.

وفيما يتعلق بالجو العام في الشرق الأوسط فهو اليوم معاد وخلال أيام بسيطة ستسيطر حماس على السلطة ومخطىءٌ من يظن أنه يريد السيطرة على الشعب الفلسطيني. والرئيس الإيراني يتحدث ويسمعه الجميع عن ضرورة تدمير إسرائيل. ويشاركه في هذا الرأي مثقفون مصريون يتحدثون منذ سنوات طويلة عن تدمير دولة إسرائيل.

وفيما يتعلق بالانسحابات أحادية الجانب فهي تعبر عن قدرتنا والتزامنا اتجاه أرض إسرائيل.

أما خطة خريطة التواصل التي نقترحها فهي :

هزيمة الإرهاب: جمع كل الأسلحة في السلطة الفلسطينية ووقف التحريض. لأن السلطة الفلسطينية لن تحارب الإرهاب مطلقا. وإسرائيل هي الجهة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب. وفي المؤتمر صرح موشيه (بوغي) يعلون أن علينا أن نمحو من ذاكرة الفلسطينيين أن الإرهاب يمكن أن يحقق انجازات سياسية. وأضيف من عندي أن الإرهاب يؤدي لخسارة سياسية للفلسطينيين.

الخطط أحادية الجانب بعيدة المدى :لن أتحدث عن تهجير بل أتحدث عن الرغبة في العيش بسلام بين الجانبين. والحواجز الموضوعة في طرق السامرة تسبب لنا مشكلة. وعلينا ايجاد تواصل بين مناطقهم يسمح لهم بالسير في تواصل موحد من دون حواجز ومن دون إزعاج. ومن أجل ذلك مطلوب توفير مليار شيكل فقط. وعلينا الادراك أن شعب إسرائيل فقير بالأرض، وأن تقسيم قطعة الأرض الربانية أمر غير ممكن. وعليه، فإننا نقدم اقتراحا معقولا. وهو أن تقوم دولة إسرائيل بضم 60% من أراضي يهودا والسامرة إليها ومعها 300 ألف نسمة من الفلسطينيين. أما البقية فنسمح لهم بإدارة شئونهم بأنفسهم ونمكنهم من التطور الطبيعي في 40% من مساحة يهودا والسامرة.

الخطة السياسية: على الحل النهائي أن يضمن مشاركة مصر والأردن فيه. بحيث يتم الاعتراف بأن الأردن هو الدولة الوطنية للشعب الفلسطيني، وأن حدوث مثل هذا الاعتراف هو مسألة وقت فقط. أما سكان يهودا والسامرة العرب فيحصلون على الجنسية الأردنية وبذلك تحل مشكلة اللاجئين .

الحل الذي قدمته يعطي إجابات شافية على مشاكل الإرهاب الذي نتعرض له، وعلينا أن لا نخاف من الوحش الديمغرافي وتعالوا نمنحهم حقوقا مدنية. وفي نهاية المسيرة لن يكون هناك عربي من دون حقوق كاملة، ونحن نحصل على اعتراف بحقنا في أرض أجدادنا.

 

يعقوب كيدار

عندما يرد الحديث عن التعاون الإقليمي، فإن ذلك يعني وضع خطط للمساعدة في عملية السلام بين إسرائيل وجاراتها. ويمر الشرق الأوسط في الوقت الحاضر بتغييرات، ويتأثر من عدة مصادر هي:

·   الإرهاب العالمي في أفغانستان والعراق والإصلاحات الديمقراطية في الشرق الأوسط.

·  حدثت في الفترة الأخيرة تطورات ايجابية في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحدث تراجع في العمليات الإرهابية وحصلت تغييرات في القيادة الفلسطينية. وبناء على ذلك من الضروري القيام بجهود تعاون مشترك على المستوى الإقليمي يعود بالفائدة على كل دول المنطقة.

وكانت الرغبة في مؤتمر مدريد هي التعاون خارج الإطار الجغرافي والتعاون مع دول مثل عمان والمغرب وحل مشاكل الشرق الأوسط سويا. وفي هذا السياق شكلت طواقم فنية مهمتها معالجة المشاكل المختلفة مثل المياه واللاجئين والتعاون الاقتصادي. وبعد خمسة أعوام من الانتفاضة ما زال التعاون قائما، وهناك لقاءات مع فلسطينيين وأردنيين في مواضيع المياه والبيئة. لكن هذه التحركات بطيئة ويجب العمل على تكثيفها بهدف نقل رسالة ايجابية للرأي العام المحلي والدولي. ولا بد من الإشارة إلى مسألة مهمة وهي العمل على تعزيز القوى المعتدلة في الشرق الأوسط، لأن الحديث يدور اليوم عن أسلمة المنطقة العربية وتعزيز قوى التطرف فيها.

ونماذج للتعاون الإقليمي في الشرق الأوسط هي :

·    يوجد في عمان مركز أبحاث في موضوع تحلية مياه البحر. حيث يشارك في هذا المركز مؤسسات أكاديمية وشركات إسرائيلية خاصة ودول مثل السعودية وقطر والأردن.

·    يوجد تعاون مشترك مع الأردن والفلسطينيين في موضوع انفلونزا الطيور. ولهذا الغرض بادرت وزارات الزراعة والصحة والخارجية الإسرائيلية بعقد لقاءات وتبادل معلومات وكتابة أبحاث.

·        يوجد تعاون مشترك في المجال البيئي بين الأردن وإسرائيل في خليج إيلات يشارك فيه سلاحا البحرية من الدولتين.

·    لم يعد هناك تعاون مشترك في مواضيع الأمن واللاجئين بحكم الوضع الحالي. وكلنا أمل أن يكون هناك تعاون في محاربة الإرهاب. غير أن هناك محاولات لتجديد التعاون المشترك في المجال الاقتصادي الإقليمي.

·    أما في المجالات الأمنية فإن التعاون مقتصر على الجهات غير الرسمية، مثل الإنقاذ في حالة غرق سفن وما شابه ذلك. وفي مجال اللاجئين يمكن التوسع في النشاطات الإنسانية المتعلقة بغزة مثل العمل في مجال الأطفال والصحة.      

وعلى أية حال، لا يعتبر ما ذكر أساسا لعملية السلام في الشرق الوسط. لكن على إسرائيل أن لا تنغلق وراء الجدار. لأن التعاون في هذه المجالات يعتبر أساسا لاتفاقات سلام مستقبلية. ومع مرور الوقت سيكون هناك زيادة في التعاون المشترك مع الدول المجارة.

 

حدود يمكن الدفاع عنها[4]

الجنرال يعقوب عميدرور

لقد بادرنا إلى وضع مشروع لرسم حدود لإسرائيل يمكن الدفاع عنها، لأنني اعتقد أن على إسرائيل أن تصل في نهاية الأمر إلى حالة تمكنها من الدفاع عن نفسها. واعتقد أن الجمهور في إسرائيل وتقرير رند لا يتطرقان إلى هذا الموضوع. وقبل هذا المؤتمر شاركت في يوم دراسي لكتابة موقف حول ترسيم الحدود بين إسرائيل وفلسطين. وتضمن اليوم الدراسي مشاركة أكثر من خمسة عشرة شخصية جغرافية قالوا إنهم وضعوا حدودا لإسرائيل. وأنهم لم يأخذوا بالحسبان احتياجات الدفاع عن إسرائيل، لأنهم لا يعرفون في هذا الموضوع الذي سيبحثه المختصون في مجال الأمن عندما يحين وقت التفاوض حول الحدود النهائية.

يذكر أن الاتفاقات الموقعة مع مصر ركزنا فيها على إدخال ترتيبات تسمح لنا بالدفاع عن أنفسنا مثل وجود المنطقة العازلة في سيناء. وعندما لم نضع مثل هذه المعايير في اتفاق أوسلو أصبحنا في وضع لا يطاق من الناحية الأمنية. واعتقد أن علينا عدم العودة إلى خطيئة أوسلو، ويجب أن ندخل في أي اتفاق مع الفلسطينيين عناصر أمنية تسمح لدولة إسرائيل بالدفاع عن نفسها في حالة انهيار الاتفاق أو ظهر أعداء جدد في الشرق. ويصف العمل الذي قمنا به الاحتياجات الإسرائيلية التي يجب أن نُصّر عليها في أية مفاوضات من أجل الدافاع عن أنفسنا. واعتقد أننا أثبتنا للمجتمع الدولي أننا نحتاج لحدود يمكن الدفاع عنها.

 

الجنرال موشيه يعلون[5]

لا اعتقد أن حدود عام 1967 هي حدود يمكن الدفاع عنها، والتنازل عن هذه الحدود يمس الإستراتيجية الإسرائيلية، وعلينا البحث عن المشاكل الأمنية في هذه الحدود ومن ثم ترسيم حدود يمكن الدفاع عنها. مطلوب كذلك من دولة إسرائيل التحكم بكمية ونوعية الأسلحة التي ستدخل إلى مناطق السلطة الفلسطينية. وعلى دولة إسرائيل أن تملك رادعا أمام التهديدات المختلفة التي ستزداد كلما تقلصت مساحة إسرائيل. لأن تقليص مساحة إسرائيل سيجعل الهجوم أكثر إيلاما. وحول الحدود التي يمكن الدفاع عنها فقد كانت نصب أعين قادة إسرائيل بعد حرب الأيام الستة. واعتبرت تلك القيادات أن الحدود القائمة قبل حرب عام 67 هي حدود خطيرة على الدولة اليهودية المستقلة، ومن الصعب الدفاع عنها. ورغم ذلك لم تعمل هذه القيادات على ضم هذه الأراضي لإسرائيل. لكن إسرائيل طالبت أن تتضمن قرارات الأمم المتحدة وجود حدود آمنة معترف بها لإسرائيل لأن الحدود التي كانت قائمة قبل ذلك الوقت كانت مغرية لأعدائها. وتمت الموافقة على هذا الطلب عندما صدر عن مجلس الأمن قرار 242 في عام 1967 –أي بعد الحرب مباشرة. ومنذ ذلك الوقت، وعلى ضوء محاولات التوصل إلى حل مع جيران إسرائيل عادت مسألة الحدود وطرحت أمام القدرات الإسرائيلية لمواجهة التهديدات الميدانية والأسلحة التقليدية وغير التقليدية. والقضية الأساسية التي نعاني منها في مجال الأمن هي عدم اعتراف العرب بحقنا في الوجود بهذه المنطقة. وسترافقنا هذه المشكلة على مدار سنوات طويلة، حتى لو حدثت تغييرات في مواقف قيادات المنطقة. إن عدم الاستعداد للاعتراف بإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط هو مصدر العنف الموجه ضدنا منذ بداية انطلاق الصهيونية. وطالما استمر هذا الوضع فإن على إسرائيل مواجهة هذه التهديدات باستمرار.

وفيما يتعلق بعملية السلام ومنطق الأرض مقابل السلام فقد تبين لنا أنه قاعدة سليمة مع مصر والأردن، لكن مع الفلسطينيين لا، لأنهم وقبل التوصل لاتفاق نهائي مع السلطة خرقت الاتفاقيات الموقعة معها وشنت حرب عام 2000 علينا، وتهربوا من الاعتراف بدولة إسرائيل في حدود عام 1967. ويجب أن تكون أحداث السنوات الخمس الماضية إشارة تحذير لنا في كيفية ترسيم حدود إسرائيل المستقبلية إن كان ذلك باتفاق أو بخطوات أحادية الجانب. ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن أية تسوية مع الفلسطينيين سيتم خرقها من خلال ممارسة العنف. وهذه الأمور تشكل تهديدات على إسرائيل، تقل كلما ازدادت قوة الردع. وعلى أية حال، كلما صغرت مساحة الدولة ستكون معرضة للتهديد أكثر وتصبح أكثر ضعفا.

وحول الخروج من غزة والفصل أحادي الجانب فإن هذه الخطوة  قد حولت التجمعات السكانية اليهودية ومحطة الطاقة في عسقلان ومحيطها إلى هدف يمكن ضربه من قبل الفلسطينيين. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار الأهداف الإستراتيجية الأخرى مثل مطار بن غوريون ومواقع أمنية ستدخل في نطاق المناطق المهددة في حال القيام بخطوات مماثلة أو حالة السلم. وعليه، يجب المحافظة على المعابر والإشراف على دخول الأسلحة إلى مناطق السلطة.

وفيما يتعلق بالتهديدات التي تواجهها التجمعات السكانية اليهودية، فكلما كانت بعيدة عن الحدود كلما كانت التهديدات التي تواجهها أقل، ويكون الجيش الإسرائيلي أكثر استعدادا للدفاع عنها ومواجهة التهديدات التي تتعرض لها. وفي جميع الأحوال على إسرائيل أن تكون مستعدة  لمواجهة تهديدات مثل محاولات تنظيم القاعدة التي تحاول وضع قواعد لها في المنطقة، ومنعها من تشكيل تهديد لإسرائيل.

وفي مجال الحرب التقليدية –رغم تراجع هذا التهديد- يجب أن لا نعتبر ذلك انتهاء له. فالعودة إلى حدود عام 1967 ستعيد العجلة إلى الوراء بما في ذلك الدول التي وقعت معنا اتفاقات. ومن يضمن الرؤية العراقية ورؤية السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بإسرائيل أن تكون ايجابية ؟ ومن يضمن أن لا يكون هاذان الكيانان غير معاديين لإسرائيل؟. وعلى أية حال كلما كانت مساحة إسرائيل أكبر فإن قدرتها على امتصاص الضربة تكون أكبر، خاصة إذا كان الهجوم بالأسلحة غير التقليدية، لا سيما أمام قدرات إيران التي تتطور يوما بعد آخر.

واليوم هناك عدة حلول أمام المشاكل المذكورة هي :

1.            اتفاق سياسي مستقر مع ضمانات أمنية –وهو خيار غير عملي.

2.            ردع موثوق به –ردع بالمجال التقليدي وغير التقليدي.

وعمليا فإن التهديدات الأقل التقليدية ضعفت بسبب الخروج من غزة. ويمكن تحسين قدرة الردع الإسرائيلية من خلال الرد بقوة شديدة جدا على أي هجوم يشنه الطرف الثاني.

3.      خلق الديمقراطية – المنع المسبق والتربية المسبقة من أجل منع الحكام الديكتاتوريين من مواصلة الحكم- وهذا المسار مهم لا غنى عنه، لكن يجب عدم الاعتماد عليه بالمطلق.

وعلى أية حال انا لا اعتبر حدود عام 1967 حدوداً يمكن الدفاع عنها كما أنها تمس بالإستراتيجية الإسرائيلية ويجب ايجاد الوسيلة المناسبة لتغطية العيوب الأمنية.

 

الحدود الجمعية للمواجهة:

في النقاش الإسرائيلي الداخلي دخلت عناصر ما بعد الصهيونية التي شككت في الرواية الصهيونية وعدالتها. وجزء من منظري ما بعد الصهيونية يحذوهم الأمل بإمكانية التوصل إلى حل. والجزء الآخر لشعوره بالذنب أو نتيجة لتمسكه بمواقف سابقة أو لاعتبارات سياسية. ومن أجل خلق حدود جمعية، ومن دون تحصين هذه الحدود سنواصل الحرب والوجود في الحدود هذه في المستقبل.

 

السفير دوري غولد[6]

    الخلاصة التي أود طرحها هي خلاصة جوهرية وإستراتيجية لإسرائيل من ناحية تاريخية ومن ناحية ترسيم الحدود المستقبلية لإسرائيل في أية مفاوضات مستقبلية.

والسؤال الذي نطرحه هو لماذا نبحث في عام 2006 عن حدود لإسرائيل يمكن الدفاع عنها ؟. في الحقيقة، لا يجري الحديث عن مصطلح جديد في الحياة السياسية في إسرائيل. فقد كان يغيئال ألون أول من تحدث عن الحدود الآمنة لإسرائيل بعد حرب عام 1967 مباشرة. واستخدمت المصطلح  فيما بعد رئيسة الوزراء السابقة غولدا مئير وإسحاق رابين وموشيه ديان الذي تحدث به ضمن صيغ ومصطلحات مختلفة مثل الحدود الأمنية. وإذا كنا نعلم ذلك، لماذا نركز على هذا الموضوع ؟. لقد عاد الموضوع وطرح على جدول الأعمال الإسرائيلي بعد طرح حكومة إسرائيل خطة الفصل عن قطاع غزة. وجاء تنفيذ الخطة من قبل أرئييل شارون بعد أن اعتقد في عام 2004 أنه لا توجد إمكانية للتوصل إلى حل مع الفلسطينيين، وعرفات موجود على سدة الحكم وكذلك الحال بالنسبة لأبو مازن.

وفي المواجهة الدبلوماسية مع العرب طالبنا أن يكون السلام مقابل الأرض.

وكان مقررا في خطة الفصل أن تنسحب إسرائيل من قطاع غزة وتتلقى من طرف ثالث –الولايات المتحدة- بدل ذلك. وعليه عندما عرض شارون خطته على الرئيس الأمريكي جورج بوش تلقى ردا على ذلك في 14/4/2004 من خلال رسالة يعترف فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش بضرورة وجود حدود آمنة لدولة إسرائيل. وربطت الرسالة بين فكرة الحدود التي يمكن الدفاع عنها وبين قدرة إسرائيل في الدفاع نفسها.

وفي نفس السياق وقعت اسرائيل عام 1975 على اتفاق التفاهم الثاني مع مصر بخصوص سيناء، لكن ولأن المصريين لم يكونوا مهيئين لاتفاق سلام مقابل الانسحاب من سيناء طلب رئيس الحكومة اسحاق رابين من الولايات المتحدة رسائل ضمانات (وتم له ذلك) بأن الحديث لا يدور عن سابقة تاريخية. وفي مؤتمر مدريد حصلت حكومة شامير من جيمس بيكر على رسالة ضمانات تجدد فيها تعهد الرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد. ونفس الحال انطبق على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما أجرى مفاوضات مع الفلسطينيين خلال حكمه. وعلى أية حال علينا أن ندرك أن التفاهمات والضمانات المذكورة لا تعيش طويلا. وفي الحالة التي أمامنا من المهم أن نعرف كيف فسر رئيس الحكومة الإسرائيلية رسالة بوش ؟. في 22/4/2004 فسر شارون أمام الكنيست مصطلح الحدود التي يمكن الدفاع عنها مقتبسا باللغة الانجليزية فقرات من خطاب الرئيس بوش. وكان المضمون الجغرافي لرسالة الرئيس جورج بوش هو أنه لن تكون هناك عودة لحدود عام 1967، مع المحافظة على كتل المستوطنات في إطار الحدود التي يمكن الدفاع عنها. وعليه، هل يعتبر كتاب الرئيس جورج بوش تحولا في سياسة الولايات المتحدة بخصوص ترسيم الحدود النهائية ؟. في هذا الاطار يقول الأمريكيون أن الحديث يدور عن خطة روجرز مع تغييرات بسيطة. ومن المهم أن نفحص ما هي مواقف الإدارات الأمريكية السابقة من أجل فهم ذلك. وقبل البيانات الأمريكية يجب أن نفهم مغزى قرار مجلس الأمن 242 الذي يعتبر أساسا متفقا عليه لكل مفاوضات مستقبلية بين إسرائيل وبين الفلسطينيين. وفي الفقرة المهتمة بالإنسحاب تتحدث الصيغة الانجليزيـــــة عــن from territories في حين يــدور نقاش حـول " the" التي تحدد من ناحية عملية الأراضي. وخلال النقاشات في الأمم المتحدة ضغط السوفييت على إسرائيل من أجل الانسحاب من كل الأراضي في حين أصر الأمريكيون والبريطانيون على عدم انسحاب إسرائيل إلى الحدود التي سبقت الحرب. ومن المهم التذكير أن قرار 242 اتخذ بالإجماع من قبل الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن. وعبر القرار المذكور عن المقارنة غير المقبولة (بشكل عام) للغزوات الأخرى في التاريخ، وعلاقة مجلس الأمن بخصوصها. وفي عام 1967 كان مفهوما أن إسرائيل دخلت إلى المناطق نتيجة حرب دفاعية وليس نتيجة لعدوان شنته إسرائيل. ومن أجل المقارنة المختلفة لقرار 242 بخصوص الأراضي التي احتلتها إسرائيل، والقرار الصادر في عام 1990 عندما قام العراق بغزو الكويت، فإن قرار مجلس الأمن  660 المتعلق بالكويت جاء واضحا ولا لبس فيه، حيث طلب من العراق العودة إلى الحدود السابقة. واتخذ القرار المذكور معتمدا على البند السابع –بند العدوان. أما في الحالة الإسرائيلية فقد كانت النقاشات بشأنها تدور في إطار البند السادس الذي يتحدث عن بند حل النزاعات. واعترف المجتمع الدولي بالوجود الإسرائيلي في المناطق نتيجة حرب دفاعية. وفي هذا المجال من المهم التطرق إلى ما قالته الإدارات الأمريكية السابقة في هذا الموضوع.

يذكر أن قرار 242 صيغ من قبل البريطانيين.

وفي الحقيقة لا يدور الحديث عن انسحاب كامل، وأكد ذلك السفير جورج براون ومن قبل جوزيف سيسيكو رئيس قسم العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الأمريكية. وحدد مصطلح الحدود التي يمكن الدفاع عنها من قبل البريطانيين والأمريكان قبل 30 عاماً. وصرح الرئيس الأمريكي رونالد ريغان أن إسرائيل موجودة ولها الحق بالعيش ضمن حدود آمنة. أما وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز فقد صرح بوضوح أن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود عام 1967.

وبناء عليه، ما هو الاختلاف في المواقف التاريخية للولايات المتحدة عن رسالة الرئيس الأمريكي جورج بوش ؟ . وهل الولايات المتحدة قادرة على فرض موقفها على الفلسطينيين ؟. رئيس الحكومة شارون اعتقد في خياله أن مثل هذا السيناريو قابل للتحقيق في حالة تجدد المفاوضات مع الفلسطينيين في عام 2007 تعقد خلالها مفاوضات قمة في كامب ديفيد تصل فيها المفاوضات إلى مأزق ولا يمكن فيها جسر الهوة بين الطرفين. حينها سيسأل الفلسطينيون ما هو موقف الولايات المتحدة التي ستجيبهم أنها ملتزمة برسالة جورج بوش التي تحدث فيها عن حدود يمكن الدفاع عنها وعن كتل المستوطنات التي ستضم إلى إسرائيل. وبعد عام ستجتمع اللجنة الرباعية وستبحث في مسألة تعزيز أبو مازن، الذي سيطالب بتحديد حجم الانسحاب في إطار منحه أفقاً سياسياً بشكل حدود مستقبلية. هل سيوافق على الالتزام برسالة الرئيس الأمريكي جورج بوش؟

أهمية مصطلح الحدود التي يمكن الدفاع عنها في الصراعات الدبلوماسية

خلال الصراع مع الفلسطينيين عانينا من مشكلة خاصة واحدة وهي – عندما يسأل الفلسطينيون عن هدفهم كان ردهم دائما هو دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وعندما يسأل الإسرائيليون نفس السؤال كان الرد مخيباً للآمال وهو السلام. وكلمة السلام كلمة تأخذ لونا خاصا أمام الهدف الفلسطيني. ومن له هدف محدد سوف ينتصر. وعلى إسرائيل أن ترسم حدودا لها يمكن الدفاع عنها. وإذا لم تحدد لها هدفا امام المجتمع الدولي سنكون أمام مشكلة كبيرة.  

 

غيدي غرينشتاين[7]

أود الحديث عن خريطة الطرق ومستقبل الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة. وتمر خريطة الطرق اليوم في مأزق والدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة، ولا توجد خيارات أخرى أن تتم في إطار اتفاق. الأمر الذي لا يترك امام إسرائيل سوى أن تدير الوضع مع حماس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ويمكن للدولة الفلسطينية المؤقتة أن تقام باعتراف أحادي الجانب فقط. لكن علينا الادراك أن هذه الدولة ستحصل على امتيازات أكثر من السلطة الفلسطينية الحالية. لكن هذه الامتيازات أقل من امتيازات لدولة ذات السيادة.

 

ميزات الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة  

1.            انهيار خيار دولة ثنائية القومية .

2.            تشعب الحل النهائي.

3.            إضعاف قضية اللاجئين.

4.            خلق قدرة تفهم سياسية إسرائيلية على الحل أحادي الجانب

 

عيوب الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة

1.            منح حقوق مكتسبة.

2.            تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي.

3.            عدم نهاية الصراع أو نهاية المطالب .

4.            قضية التمثيل وعرب إسرائيل.

 

والسؤال المطروح هو "من يسيطر على اللعبة السياسية ؟.

تدعي إسرائيل أن الفصل أحادي الجانب نقل الكرة إلى الملعب الفلسطيني، وهناك ضرورة لتفكيك البنى التحتية للإرهاب. في المقابل يدعي الفلسطينيون العكس. وبناء على ذلك تمر خريطة الطرق في مأزق.

 

الخلاف حول السلطة الفلسطينية يتركز في عدة نقاط هي :

1.                  رفع مكانة السيادة أو التخلص من مبررات الحل المرحلي.

2.                  تراجع كبير في الدعم الدولي.

3.                  مساحة وتواصل إقليمي [علاقة مباشرة مع الأردن].

4.                  علاقة مع الخط السياسي الذي يؤدي إلى وضع نهائي.

 

يجب التذكير أن الاعتراف العالمي بحل أحادي الجانب ممكن، لكن في حالة اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية يفضل أن تعترف بها الولايات المتحدة.

 

عيوب الاعتراف بالخطوات أحادية الجانب:

1.            تبقى الدولة الفلسطينية من دون مكانة وتتحرك بين "دولة فاشلة" وبين "دولة عدو".

2.            رفض تفكيك البنى التحتية للإرهاب.

3.            والموقف الذي عرضه رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو وهو التنازل عن أوراق مساومة في المفاوضات المستقبلية.

 

ميزات الاعتراف بالخطوات أحادية الجانب:

1.            المحافظة على المصالح الحيوية لإسرائيل من خلال المحافظة على حدود يمكن الدفاع عنها.

2.            خطوة سياسية بسيطة نوعا ما

3.            شرعية دولية

 

هناك ثلاثة خيارات سياسية ممكنة هي:

1.        دولة فلسطينية ضمن اتفاق نهائي يتم في خطوة مقابلة لإقامة السلطة الفلسطينية، ومن هناك يتم الانطلاق نحو تسوية مرحلية ومن ثم مفاوضات لتسوية نهائية ودولة فلسطينية نهائية.

2.        دولة فلسطينية مؤقتة وفق خريطة الطرق، يمكن من خلالها تفكيك البنى التحتية للإرهاب. ومن هناك يعلن عن الدولة الفلسطينية المؤقتة والانطلاق نحو مفاوضات الحل النهائي.

3.        دولة فلسطينية من خلال خطوة أحادية الجانب تتضمن دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، ويتم الاعتراف أحادي الجانب بها، ومن ثم تفكيك بنى الارهاب التحتية. انهيار التسوية النهائية والوضع النهائي.

 

والاعتقاد السائد هو أن حماس ستشبه حزب الله، وأن عملية اندماجها في الدولة ستكون موازية لوجود السلاح في التنظيم وليس بالدولة. وتتضمن هذه العملية منحها شرعية في مجتمع مدني. وبهذه الطريقة حصلت حماس على أغلبية في الانتخابات البلدية وسوف تحصل على أغلبية في انتخابات المجلس التشريعي، الأمر الذي يؤهلها للدخول في الحكومة والاندماج في الوزارات المختلفة من ضمنها وزارة الداخلية والأمن والمالية.

وتعيش إسرائيل اليوم في حالة خاصة يكن وصفها بأنها واقعة بين المطرقة والسندان. فمن جهة لا تستطيع رفض التفاوض مع حماس خشية بروز أزمة إنسانية في الجانب الفلسطيني، ومن جانب آخر تواصل حماس حديثها عن ضرورة إبادة إسرائيل. وفي أعقاب دخول حماس إلى المجلس التشريعي يجب على إسرائيل أن لا تتنازل عن خيار التسوية النهائية. ويجب تفهم الموقف الإسرائيلي الذي يواجه موقفين فلسطينيين لفتح التي تدعو لقيام دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وموقف حركة حماس التي تمنع التوصل لأي حل بخصوص الحل النهائي.

 

البروفيسور دافيد نويمن[8]

الديموغرافيا وحدود ودولة فلسطينية

المشروع الذي أشرف عليه يشارك فيه 12-15 شخصاً ومن المهم التذكير أن المشاركين يحملون أراء سياسية مختلفة من بينهم مرشحان من طرفي الساحة السياسية في إسرائيل.

لكن الخرائط الموجودة بحوزتنا لم تتغير منذ خمسة عشر عاما. وعليه، لم نقترح خريطة خاصة في هذا الموضوع، لكننا حاولنا فحص عدة خيارات أحدها هو ترسيم خريطة للطرفين. ونحن هنا لا نتحدث هنا عن خرائط لسياستين، بل نقوم ببحث الاعتبارات المختلفة للتقدم في السنوات القادمة.

وبعد إقامة الدولة طرحت أسئلة حول الخط الأخضر ولم تكن هناك معلومات ولا تفاصيل. ورغم أننا في العقد الأخير أكثر مهنية، إلا أنه لا توجد تفاصيل كافية لتأكيد عملنا حول الحدود. وهناك الكثير من المعلومات حول الجدار الفاصل الذي نسميه تسميات كثيرة من ضمنها أن الجدار يشذ عن الحدود النهائية. وكلما كان الجدار عالياً كانت الجيرة مع العرب أفضل، أو هكذا يقولون. والحقيقة هي أننا نقوم ببناء جدران لأننا لم نرتب علاقتنا مع جيراننا. وفي حالتنا فإن الجدار حولنا إلى جيران سيئين جدا، وعلينا محاكمة الأبعاد المختلفة للجدار.

 

ثلاثة سيناريوهات

الأول، مثل الخط الذي حدد أيا من المستوطنات سيتم إخلاؤها بعد الانفصال أحادي الجانب من غزة. الثاني، الخط الأخضر كخيار في حال فشل امكانية التوصل لحل مع إحداث تغييرات جدية. والثالث – ترسيم خط حدود جديد مختلف كليا يعطي صورة مختلفة ومعبرة عن تجمعات الطرفين .

 

قضية الخط الأخضر كانت حاضرة في كل الخرائط التي قمنا بترسيمها رغم ادعاءات الكثيرين أن الخط الأخضر محي عن وجه الأرض. واستخدمنا الخط الأخضر نظرا لتأثير هذه الخريطة. وتضمنت الخريطة

1.               خط الهدنة.

2.               الخط الذي يفصل بين إسرائيل والمجتمع الدولي. وهناك رجال قانون دوليون يحاولون تحديد المكانة القانونية لهذا الخط.

 

وحاولنا تقسيم الخريطة إلى 12 مقطعاً مع التركيز على المناطق التي تجب إعادة ترسيمها من جديد، وعليه وضعنا حدوداً جديدة لتلك المناطق. وكما هو مفهوم فإننا قمنا بترسيم خرائط تتحدث عن الحدود الأمنية وعن البنى التحتية، وأخذنا عند الترسيم بالحسبان الشارع الجديد شارع رقم 6 . ولم تقم أية حكومة بهذا العمل حتى هذا اليوم، وهناك ضرورة لخلق سابقة في هذا المجال. واتفقت المجموعة أن تأخذ الخريطة بعين الاعتبار المتغيرات الديمغرافية مثل الحدود في منطقة الطيبة التي لن نبحث بخصوصها خوفا من الإنعكاسات الاخلاقية للموضوع. وهناك من اقترح أن نسأل الحكومات أين نرسم منطقة الطيبة هل نبقيها داخل إسرائيل أو خارجها. وفي جميع الأحوال فإن ترسيم الحدود سيترك للمفاوضات الثنائية وللزعماء ليقرروا في الموضوع. لكن على إسرائيل الاستعانة بخبراء من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تستخدمان تكنولوجيا GIS التي نستخدمها نحن أيضا.               

 

البروفيسور غدعون بييغر[9]

يعتبر نقل الحدود إلى الخط الخضر هو أحد خيارات الحل مع الفلسطينيين. كما يوجد خيار آخر يدعو لتبادل الأراضي ضمن معايير مختلفة. وسأعرض هنا نماذج مختلفة من التغييرات الحدودية في المنطقة وأقدم حلولاً لكل منطقة وهذه الحلول هي :

منطقة طولكرم (قريتان موجودتان في المنطقة) يمكن نقلهما للجانب الفلسطيني. وهناك مقطع آخر مثير للمشاكل هو المقطع الواصل بين سالم حتى طولكرم. والخيار الوحيد في هذه المنطقة هو العودة إلى الخط الأخضر. في المقابل هناك اقتراح لنقل كل المنطقة للدولة الفلسطينية. أما اقتراح الحل الوسط في الموضوع فهو نقل مقطع أم الفحم وضواحيها والتنازل عن وادي عارة وايجاد خط جديد من شارع رقم 6 باتجاه مجيدو ونقل هذه المنطقة.

طولكرم وقلقيلية- هناك يمكن إبقاء الخط الأخضر كما هو. ومع ذلك هناك من يفضلون نقل المستوطنات اليهودية إلى داخل إسرائيل. لكن المشكلة في هذه المنطقة هو وجود مستوطنة ألفيه مينشه. حيث تبنينا ترسيم الجدار في هذه المنطقة لأن هذا الترسيم يبدو صحيحا بشكل أو بآخر من ناحية جغرافية. وهناك خيار آخر هو تبادل التجمعات السكنية من جانبي الحدود، مثل المقطع القريب من كفار سابا –نحن لا نتعامل مع الموضوع من ناحية أمنية، ورأينا أنه يمكن منح الفلسطينيين مساحات من أراضي الغرب رغم أن هناك مستوطنات تنمو ومعسكراً للجيش.

منطقة بدرس حتى شارع 443 - النية هي ضم هذه المنطقة إلى إسرائيل. وهنا قدم اقتراح لم تتم الموافقة عليه، وهو إبقاء كل المنطقة الواقعة جنوب شارع 443 حتى القدس كخط سير آخر نحو القدس. وقدم اقتراح آخر لنقل معبر الورود بين مكابيم ومبسيرت يروشاليم لإسرائيل.

وفيما يتعلق بالقدس لن نتدخل نظرا للتعقيدات في الموضوع.

غوش عتصيون – يجب تفكيك هذه المستوطنات رغم مبدأ وجود خطوط مواصلات مباشرة. وهنا يوجد استثناء بسبب الإجماع الإسرائيلي والاتفاقات الشفوية الداخلية. علينا تفكيك هذه المنطقة من المستوطنات وتسليمها للسلطة.

هناك أراضٍ أخرى لا تستخدمها إسرائيل ويمكن مبادلتها بأراضي أخرى مع السلطة الفلسطينية.

المقطع الأخير حتى البحر الميت- يمكن إبقاء الخط الأخضر. وهناك مستوطنات يهودية تقع شمال الخط الأخضر (خاصة في منطقة متسودات يهودا). وهناك اقتراح آخر هو نقل هذه المستوطنات إلى إسرائيل مقابل أراضٍ إسرائيلية تنقل إلى الفلسطينيين. ما طرح غير ملزم في الحل النهائي لكننا حاولنا ترجمة نقاط البروفيسور نيومن. أي يجب دراسة كل متر من الأراضي وإمكانية الحل فيه.

           

العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

السفير عوديد عيران[10]

جميعنا يخشى من حدوث تغييرات في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي نتيجة عدة عوامل مختلفة. وفي هذا السياق قررت توجيه رسالة علنية إلى حكومة إسرائيل المستقبلية وهذا نصها:

حكومة إسرائيل الجديدة، أديتم القسم القانوني الآن وعليكم البحث في مسألة العلاقات مع أوروبا. منذ زمن طويل لم تبحثوا هذا الموضوع ونحن لا نحتاج منكم لتعليمات أسبوعية ونقاش على طريقة إطفاء الحرائق بعد اندلاعها. كل ما نحتاجه منكم هو نقاش عميق يعطي هذه العلاقة أهدافاً وتوجهات. ورغم أنني أمثلكم في الاتحاد الاوروبي إلا أنني اعترف بأهمية العلاقات مع الولايات المتحدة بالنسبة لإسرائيل. لكن هذه العلاقة يجب ان لا تكون سببا في تعكير صفو العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. علينا الاهتمام بالمصالح الإسرائيلية في أوروبا وفق تحليلنا الخاص. فالاتحاد الأوروبي يتحرك إلى الأمام ويتفوق حتى على الولايات المتحدة في المجال الاقتصادي، وعلينا أن لا نخطىء، فكثير من القرارات تتخذ من قبل الاتحاد الأوروبي.

منذ زمن طويل فضلت إسرائيل التعامل مع الاتحاد الأوروبي حسب طريقة كيسنجر التي تقول أنه لا يوجد طرف نتحدث معه. اليوم الاتحاد الأوروبي يتحول إلى لاعب أساسي في الحوارات الكثيرة، وبالتالي علينا أن نغير وجهة نظرنا من الاتحاد.

التطور الايجابي بالنسبة لي في الموقف الأوروبي من الصراع مع الفلسطينيين جاء على خلفية الإدارة الفاشلة للسلطة الفلسطينية، مما خلق نوعا من الواقعية في أوروبا. لكنني لا أرغب بخداعكم. فالمواقف الأوروبية من مبادئ الحل مع الفلسطينيين لم تتغير، لكن رفض الاتحاد الأوروبي نشر تقريره عن القدس يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي قادر على فعل أشياء كثيرة. وأود لفت انتباهكم للمستوى الجديد من التدخل الأوروبي في حل النزاعات خاصة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ففي ظل انعدام مسيرة سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين فإن الاتحاد الأوروبي أكثر نشاطا من الولايات المتحدة. وما ينقصني في هذا المجال هو أن تجري الحكومة نقاشا في هذا الموضوع. وأنا لا أعارض عدم وجود نقاش في الحكومة لكنني اعتقد أن الموافقة على هذا التدخل يجب أن تتم بعد نقاشات عميقة في الحكومة على هذا التدخل، وحول أبعاد ذلك وانعكاساته الممكنة.

وكسفير لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، أطلب من الحكومة أن توجهني حول كيفية إيصال الرسالة التالية للزعماء الأوروبيين :سياسة أوروبا اتجاه إسرائيل باردة وبعيدة وأحيانا معادية. لقد حان الوقت لإصدار بيان من الاتحاد الأوروبي يحدد فيه المكانة الخاصة التي تتمتع بها إسرائيل في الاتحاد الأوروبي. ويجب تذكيرهم بوعدهم والمطالبة بتنفيذه. ويجب أن تكون هناك وثيقة أساسية لإعادة بحث الشراكة الإستراتيجية لإسرائيل مع الاتحاد الأوروبي.

 

السفير زلمان شوفال[11]

في الآونة الأخيرة نشرت مذكرات السفير البريطاني في الولايات المتحدة التي تطرق فيها إلى علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل، حيث ذكر أن إسرائيل تتمتع بدعم كبير من الولايات المتحدة ولها تأثير كبير في السياسة الأمريكية. وعندما يتحدثون عن علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة يمكن القول أن هناك علاقات خاصة ليس فقط في المجال السياسي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تراكمت هذه العلاقات ؟. تعود العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى شعور الأخيرة أن عليها واجباً اتجاه الكارثة التي حلت باليهود، ونتيجة لوجود العقيدة اليهودية المسيحية، وتوفر قيم ديمقراطية مشتركة. ولم تتراجع المصالح المشتركة خلال الحرب الباردة بل توسعت في الواقع بسبب الحرب على الارهاب. لكن كما هو مفهوم هناك مصالح متضاربة مثل العلاقة مع الصين.  لكنني سأركز على المصالح المشتركة فقط.

وفي هذا المجال فإن اختفاء رئيس الحكومة أرئييل شارون عن الحلبة السياسية لن يؤثر على المصالح المشتركة، لأن العلاقة قائمة على المصالح وليس على علاقة بين الزعماء، وعليه فإن تغير القيادات السياسة لن يغير شيئا فيها.

والمسائل المحرجة والخطيرة المطروحة اليوم على جدول الأعمال الإسرائيلي ومتعلقة بالعلاقة مع العراق وإيران هي: ما هو تأثير أسعار النفط المتزايدة على السياسة الأمريكية ؟. كذلك يطرح السؤال حول محاربة الإرهاب ؟. وهل يؤدي ذلك إلى زيادة قوة من يطالبون بتغيير هذه السياسة في البيت الأبيض في كل ما يتعلق بالعالم العربي والشرق الأوسط بشكل عام، واتجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل خاص؟ هل نتوقع تغييرات ؟. وهل اختفاء شارون من الحلبة السياسية سيؤثر على العلاقات مع الولايات المتحدة ؟. وهل سينال خليفة شارون نفس المكانة ؟. هذا الأمور ممكنة على ضوء تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

        

بنيامين نتنياهو

في إطار اتفاق السلام ستكون هناك تنازلات من قبل الطرفين. وعندما أصبح رئيسا للوزراء فإنني لن أتنازل بأي شكل من الأشكال عن الأمن الإسرائيلي، وسأحافظ على العلاقة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة. لكن هنا نطرح تساؤلا هو ماذا سيحصل مع الفلسطينيين إذا لم نجد فيهم شريكا في المفاوضات ؟. الأحزاب اليسارية الموجودة بيننا العمل وكديما ينوون تنفيذ انسحاب أحادي الجانب، وعبروا عن هذه الرغبة قبل الانتخابات. والانسحاب المنوي تنفيذه من الحزبين الكبيرين سيعطي الارهاب دفعة كبيرة. ومن الواضح أننا سنتصرف بطريقة أخرى حتى لو لم يكن هناك شريك، وسنعمل بسرعة من أجل تعزيز حدود إسرائيل والدفاع عن مصالحها الإستراتيجية. ومن الواضح أن حماس ستسيطر على الساحة السياسية عند الفلسطينيين، ونتيجة لذلك علينا إزاحة الجدار نحو الشرق كما خططت له الأجهزة الأمنية. ومع وجود شريك أو عدمه، نتطلع إلى الوصول لفصل بين السكان، وسوف نقلص الحواجز ونزيد من حرية الحركة، ولن نعود للسيطرة على التجمعات العربية المزدحمة بالسكان العرب. والحسم لا يتعلق هنا بالمسألة الديمغرافية، بل حول المسألة الأساسية وهي الحدود الأمنية أو العودة إلى حدود عام 1967.

وفي حال توصلي لاتفاق سلام مع الفلسطينيين فإنني سأعرضه على الشعب للاستفتاء عليه، ولن أقدم على انسحابات احادية الجانب، لكنني مع تقليص الاحتكاك بيننا وبين العرب. غير أن الأساس عندي هو الأمن، وإذا لم يكون هناك أمنٌ لن نتوصل إلى أي شيء. وفيما يتعلق بالبيئة المحيطة بنا فإنها تشهد عدم استقرار نتيجة صعود التيار الإسلامي المعادي والخطير. وعلينا أن نكتشف المخاطر والاحتمالات وتشجيع القدرات الوطنية من أجل ردع أعدائنا. ومن أجل ذلك علينا تعزيز العناصر الثلاثة المهمة في هذا الموضوع وهي الأمن والاقتصاد والارث اليهودي. فالأمن هو مفتاح السلام والاقتصاد مفتاح الأمن والهوية اليهودية هي السبب في أننا هنا.

إن استمرار سياسة الانسحاب احادي الجانب من دون مقابل يجب أن تتوقف، فهي تضعف الجهات الراغبة في المفاوضات معنا. ويفهم الشارع العربي من هذه الخطوات أن إسرائيل في حالة ضعف تحت ضربات الإرهاب. لا يوجد اتفاق، هناك انجازات ويوجد انسحاب. وحينها سيفهم الشارع أن حماس هي المسئولة عن الانسحابات أحادية الجانب، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الدعم لحماس. وهذا السيناريو يحدث الآن أمام أعيننا. يوجد لهذه السياسة بديل وهو سيادة التبادلية في تنفيذ الاتفاقات. وعلينا أن ندرك أنه لا توجد في الاقتصاد وجبات مجانية، وكذلك في السياسة لا توجد تنازلات مجانية. وسياسة التبادلية تؤدي إلى هدفين هما: أن من يتصرف بطريقة سليمة يأخذ مقابل ذلك، ومن يتصرف بشكل سلبي يأخذ ردا سلبيا. وفي الاتفاقات المتبادلة مع الفلسطينيين التي وقعت في عهدي كان الانجاز مقتصرا على ما يقدمه الفلسطينيون. ونتيجة لذلك كانت فترة حكمي أكثر الفترات هدوءا في العقد الأخير. ويعود السبب في ذلك إلى نجاح السياسة التي اتبعتها وهي سياسة الأمن والتبادلية. والفرق هو في السياسة وهو أن علينا التخلي عن الخطوات أحادية الجانب، وهذه السياسة جيدة في حال وجود شريك. لكن في حال عدم وجود شريك فإن الرد هو العمل بشدة ضد المنظمات الإرهابية.

إن إضعاف السلطة وصعود قوة حماس تعرضنا للخطر. وأمام دولة حماس علينا ترسيم حدود أمنية وليس العودة إلى حدود عام 1967 كما يطالب بذلك حزبي العمل وكاديما. وأنا أرفض العودة إلى حدود عام 1967 لأنها لا تعتبر حدودا أمنية، ولا تعمل على إضعاف الإرهاب، بل تزيد من حدته. لأن القوى المتطرفة في الشارع الفلسطيني لا توافق عليه. والجهاد وحماس لا توافقان على ذلك وتتطلعان إلى البحر. وحتى لو توصلنا لتسوية تعيدنا إلى حدود عام 1967 فإنني أشك بأن هذه التسوية ستطول، فالإغراءات بشن هجوم علينا سوف تزداد. والانسحاب من دون اتفاق وتحت ضغط الإرهاب سيضعنا في مأزق أمني حقيقي. علينا التخلي عن فكرة الانسحابات أحادية الجانب. والقلب الاستراتيجي لإسرائيل هو القدس الكبرى وتل أبيب وشارع 443 وشارع رقم 6. يمنع علينا ترك هذه المناطق معرضة للضربات الإرهابية مطلقا. وحكومة برئاستي ستعمل على إبعاد الجدار إلى المنطقة التي أوصت بها الجهات الأمنية. وهناك ادعاء بأن الصواريخ بعيدة المدى ستصل، لكن في اللحظة التي تملك فيها المنظمات الإرهابية مثل هذه الصواريخ فإننا سنكون في حالة الخطر خاصة بعد إطلاق أول صاروخ على طائرة إسرائيلية. علينا المحافظة على أمن مواطنينا فالحياة تسبق أي اتفاق أو انسحاب أحادي الجانب. وفيما يتعلق بالمسألة الديموغرافية فهي مشكلة ليست قائمة. وعلينا المحافظة على مناطق عازلة خالية من السكان الفلسطينيين وضمان قلب إسرائيل الاستراتيجي وتعزيز الحدود الأمنية وإنهاء الجدار حول كتل المستوطنات الكبيرة.

ويجب تفكيك البؤر الاستيطانية غير الشرعية، وسيعمل الليكود على تفكيكها في حال تسلمه للسلطة. وعلينا تخفيض عدد الحواجز وأفراد الجيش إلى أقل مستوى في المدن الفلسطينية التي لا نرغب بالعودة والسيطرة على سكانها العرب. وأفهم أن التسوية تتطلب تنازلات مؤلمة من الطرفين. وعلى أية حال، ما طرحته هنا يعزز أمن الطرفين. فعندما يمنعون عملية إرهابية فإنهم يمنعون ردا إسرائيليا عليها.

 

القدس عاصمة إسرائيل والشعب اليهودي

 

موشيه عميراف[12] 

هناك ثلاث نقاط حول القدس

1.            حل مشكلة القدس الاقتصادية ستحل بعد إيجاد حل سياسي.

2.            موضوع البلدة القديمة لا يمكن حله بالطريقة السياسية بل الدينية، أي الذين يتفاوضون حولها هم رجال الدين وليس رجال السياسة.

3.      حول الفصل عن الأحياء العربية : بعد حرب الأيام الستة وجدت حكومة إسرائيل نفسها تسيطر على أراضٍ عربية أكثر مما خططت له قبل بداية الحرب .

 

دان هلبرين[13]

أخاف كثيرا على مستقبل القدس. وسياسة التشغيل وحدها لا تكفي. يجب أن نحول القدس لمركز استقطاب اقتصادي للفئات ميسورة الحال، وطرح برامج دراسية ممتازة من اجل استيعاب أبناء هذه الفئات. وغالبية من هاجروا إلى القدس يعتقدون أن مستوى الحياة منخفض. وعلى إسرائيل التعامل مع القدس بجدية واضحة ووضعها على سلم أولوياتها. والمشكلة المهمة التي تواجه إسرائيل اليوم في القدس هي كيف يمكن المحافظة على الفئات الميسورة في القدس. وإذا لم تبذل جهود في هذا المجال فإن القدس ستنهار.

 

نير برقات[14]

المعطيات حول القدس صعبة جدا لكنني فضلت الحديث عن اقتصاد القدس بدلا من الحديث عن مشاكلها. وأريد هنا تلخيص ما قاله دافيد كيمحي من أن القدس تفقد أغلبيتها اليهودية، وهي تفقد اليوم أغلبيتها الصهيونية. حكومة إسرائيل اتخذت قرارا بأن يكون هدفها هو أغلبية يهودية بنسبة 70%. لكن البلدية تتراجع قليلا عن هذه المعطيات

وهناك ديناميكية تساعد في الهجرة لأن هناك تراجعا في مستوى الحياة في القدس، حيث يهجر أبناء الطبقة الوسطى القدس وتتحول القدس إلى مدينة أكثر فقرا. وعلاوة على ذلك تعاني القدس من فقدان قدرتها على خدمة السكان. وفيما يتعلق بسكان القدس الشرقية فإن مستوى الحياة عندهم أكثر من مستوى الحياة في المناطق، وبناء على ذلك تشهد المدينة حركة هجرة إليها. كذلك تعاني القدس من مشكلة المواصلات ويبدو أن هذه المشكلة ستزداد مستقبلا. ومن أجل تخطي هذه المشاكل علينا إقامة القدس الكبرى كي تستوعب سكانها وزائريها، وخلق فرص عمل كثيرة وإدخال الشركات المتطورة إليها. وعليه من المهم جدا تطوير اقتصاد القدس ومحاربة الهجرة منها التي يجب أن تتحول لهدف وطني .

 

يسرائيل كيمحي[15]

تشير المعطيات الديمغرافية عن حدوث تغييرات لصالح غير اليهود في القدس. وتبلغ نسبة اليهود في هذه المدينة 65% من مجموع السكان فيها، وهذه النسبة في تراجع مستمر. وإذا تواصل هذا الوضع فإن نسبة اليهود فيها ستصل إلى 61% بعد 19 عاما، وفي عام 2040 ستكون هناك أغلبية عربية في القدس. وفقدت القدس خلال العشرين عاما الماضية 100 ألف من ساكنيها اليهود غالبيتهم من الشباب. وتعتبر مدينة القدس مدينة فقيرة حيث تبلغ نسبة الفقر بين الأطفال ما يقارب 53% وتزداد النسبة في أوساط العرب سكان القدس الشرقية. وتزداد نسبة الخوف في القدس نتيجة العمليات الانتحارية حيث يعتقد 16% من سكان إسرائيل أنهم يخشون زيارة القدس. وعلاوة على ذلك هناك زيادة في عدد السكان المتدينين في القدس، وهو الأمر الذي يمنع الشبان اليهود العلمانيين من السكن فيها. وعلى إسرائيل العمل بكل جهدها كي تتحول إلى مدينة ذات أغلبية يهودية مطلقة، وفي هذا المجال لا أعتقد أن البلدية وحدها تستطيع تحقيق ذلك، بل على الحكومة مشاركتها لتحقيق هذا الهدف. وعلينا العمل على بناء القدس الكبرى كي تساهم في تحويل القدس إلى أغلبية يهودية، ووضع استراتيجية تحدد الخطوط العامة لأي مخطط إسرائيلي متعلق بالقدس، ووضع خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها. ولا بد من الإشارة إلى أن المحيط الفلسطيني ضعف في الآونة الأخيرة، خاصة بعد بناء الجدار الذي سيفصل العرب عن القدس الكبرى.

 

الجليل كتحد وأولوية وطنية

العميد احتياط عيبال غلعادي[16]

يتكون الجليل من خمس مناطق هي الجولان التي لن أبحث في موضوعها، والجليل الأعلى والجليل السفلي، وبحيرة طبريا، وغور يزرعيل (مرج بن عامر) . ويشكل سكان الجليل ما نسبته 17% من سكان دولة إسرائيل، وفيه مدينة واحدة هي الناصرة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة وفيها 129 (كيبوتس) يبلغ عدد سكان كل واحد منها ما بين 1000-2000 نسمة، وهي نصف الكيبوتسات في المنطقة .

وتعتبر الجليل مشكلة، فنسبة الفقر فيها تبلغ الثلث، وليس جميعهم من العرب. وفيما يتعلق بالديموغرافيا فإن ثلث الطلاب من العرب، وأغلبية السكان في الشمال ليسوا يهودا. وتبلغ نسبة السكان العرب في إسرائيل 19% من مجموع عدد السكان، لكن 53% منهم يسكنون في الجليل. ومن الناحية العملية فإننا نعمل على تقسيم المنطقة وفق خطة التقسيم التي طرحتها الأمم المتحدة عام 1947 بحيث يبقى اليهود في منطقة صغيرة وفي محيط بحيرة طبريا، وهذا الأمر ليس جيدا لا لدولة إسرائيل واليهود القاطنين فيها ولا للعرب

 

عمير بيرتس[17]

أود طرح المخاطر الإستراتيجية التي تواجهنا دائما واتخذنا فيها قرارات تكتيكية لا تعبر عن حل شامل. كما أرغب بطرح خريطة طريق خاصة بي وبالحزب الذي أقوده والتي تنادي بأنه لا يمكن التوصل إلى سلام من دون عدل اجتماعي، ولن يتحقق العدل الاجتماعي دون سلام. وهذه الخطة هي :

أولا: يجب العمل على بقاء إسرائيل ذات أغلبية يهودية وديمقراطية.

ثانيا: تشير اتفاقات السلام الموقعة مع العرب أنه يمكن التوصل معهم إلى اتفاقات سياسية. وعندما تختار دولة طريق السلام فإنها تجد صعوبات في العودة إلى طريق الحرب.

وفيما يتعلق بسوريا ولبنان، فهاتان الدولتان تعتبران بالنسبة إسرائيل قضيتين مختلفتين غير أنهما تتأثران الواحدة بالأخرى. ومن جانبنا سنحارب كل ظواهر الإرهاب بما في ذلك الإرهاب القادم من الحدود الشمالية. وعلينا العمل من أجل عدم سيادة الفوضى في الدول المجاورة.   

وحول النزاع مع الفلسطينيين، الذي يغذي مشاعر العداء في كل العالم العربي، فإن علينا العمل على حل هذه المشكلة ووضعها على سلم الأولويات العليا لإسرائيل. وفي هذا المجال أقول أن إسرائيل وقيادتها لم تتخذ قرارات شجاعة في الوقت الصحيح. واسمع اليوم تصريحات تقول عفوا، أخطأنا في السابق ونحن جاهزون اليوم للحلول الوسط. وهنا أود طرح سؤال هو من سيدفع حساب الثمن الباهظ الذي دفعناه من أجل أرض إسرائيل الكاملة ؟. ومن سيحاسب مخترقي القانون الذين يعملون منذ سنوات طويلة ؟. ألم تزرع المستوطنات في ذلك الوقت !. التي بنيت على حساب مدن التطوير والأحياء الفقيرة. بالنسبة لي آمنت بحل دولتين لشعبين منذ وقت طويل حتى عندما كنت رئيسا للمجلس المحلي "سديروت" وقلت حينها أن الدولة الفلسطينية هي مصلحة إسرائيلية. وفي ذلك الوقت كان حزب العمل يناقش هذه المسألة.

وفي حال التوصل إلى حل اعتقد أن دول الخليج يمكن لها لعب دور ايجابي في دعم الخطوات السلمية إذا تحققت على الأرض. ولا بد من الإشارة الى أن تغيير الوضع في العراق يمكننا من التطرق إلى إيران بشكل جيد، وعلينا مشاركة المجتمع الدولي في القرارات المتعلقة بإيران التي تسعى لامتلاك أسلحة النووية، الأمر الذي يشكل مشكلة لإسرائيل وكل العالم الحر.

وحول خطة الفصل، اعتقد أن هذه الخطوة نجحت كما نجح الانسحاب من جنوب لبنان. وفي الحالتين عدنا إلى حدود عام 1967 وبناء على ذلك تلقينا دعما داخليا وحصل اتفاق سياسي داخلي. لكن ما انطبق على غزة ولبنان لن ينطبق على يهودا والسامرة. وفي هذا الإطار يتطلع حزب العمل إلى التوصل لحل نهائي حتى نهاية هذا العقد على أساس أن السلام الذي يتم التوصل إليه يكون عبر مفاوضات بين الطرفين. لكن إسرائيل ستعمل خلال هذه الفترة مع المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب. وفيما يتعلق ببناء الجدار الفاصل فسوف يتم الانتهاء من بنائه وفق الاعتبارات الأمنية والقانونية. ويجب خلق مضمون جديد في خريطة الطرق يسمح ببقاء كتل المستوطنات ضمن حدود إسرائيل.

وفيما يتعلق بالقدس فسوف تظل عاصمة إسرائيل الموحدة ضمن حدود تضمن بقاءَها ذات أغلبية يهودية وضمن حدود آمنة وذات طابع يهودي واعتراف دولي بذلك. وهنا أتساءَل: هل سنبقى ندفع لـ 230 ألف فلسطيني يقطنون في القدس وضواحيها مخصصات تأمين. وهل نرغب بضمهم في حين يرون أنفسهم فلسطينيين.

وفيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية واحتمال أن يكون لحماس تأثير لا يمكن تغييره فإننا نعلن أننا لن نجري مفاوضات مع منظمة تطالب بتدمير إسرائيل، لكننا لن نسلم بحالة جمود سياسي. وفي هذه الحالة سنذهب إلى حالة فصل أمني وسكاني يسمح لنا بالعيش والمحافظة على الكتل الاستيطانية الكبيرة، وفي نفس الوقت التنازل عن أجزاء كبيرة من يهودا والسامرة. وتطلعنا للسلام غير مرتبط بوجود شريك. وعليهم أن يعلموا أننا نحاربهم لأنهم يحاربوننا، وليس لأننا طلاب أراضي. وكل مستوطن في يهودا والسامرة يتم إخلاؤه سيتم تعويضه بصورة مناسبة، ولن نتخلى عنهم لعدم وجود أفق اقتصادي وسياسي . ومن يريد بناء بيته من جديد سوف يحصل على دعم كامل. وحكومة العمل لن تتردد في إخلاء مستوطنات لكنها ستقوم بذلك بحساسية واهتمام.

 

الجنرال احتياط غيورا إييلاند[18]

اين نحن موجودون اليوم وما هو وضع إسرائيل؟ من الصعب أن نكون متفائلين. ونظرة بصورة أوسع فإن ذلك يعبر عن فشل الدبلوماسية الإسرائيلية. ويتوقع العالم من إسرائيل التالي:

أولا، الحدود - العودة إلى حدود عام 1967 بشكل أو بآخر، إن كان ذلك باتفاق أو بدون اتفاق. حتى عام 1967 كان اليهود قلقين. أما العرب فقد كان القلق موجوداً عند الأردن ومصر. وبعد عام 1967 أصبح هناك كيان آخر هو السلطة الفلسطينية، التي تعتبر دولة صغيرة وضعيفة ومثيرة للمشاكل ويجب أن تكون مرتبطة بإسرائيل. لأنها تحتاج إلى ربط بين قسميها مثل المعابر الآمنة والانفاق وهذه العملية تقسم أرض إسرائيل. ويقولون إن مصلحة إسرائيل هي في وجود مثل هذه الدولة. فمن جانب يطالبون إسرائيل بالعودة إلى حدود عام 1967 ومن جهة أخرى يطلبون من إسرائيل حل المشاكل الصعبة. ونحن رضينا بذلك، وخلال الفترة الماضية ساد اعتقاد أن إسرائيل هي المسئولة لوحدها عن مشكلة اللاجئين. وعندما وقعت إسرائيل اتفاق السلام مع مصر طالبت ببقاء الموضوع الفلسطيني من ضمن صلاحياتها. وفي هذا الموضوع أردنا العمل. وهناك موضوع آخر متعلق بالعالم الذي يطلب منا حل هذه المشكلة بسرعة. والحل بالنسبة للعالم موجود بحجم خطة كلينتون. الهامش الذي كان بين الطرفين هو هامش صغير فخطة كلينتون كانت توازنا بين مشروعين. والتسوية النهائية اليوم هي خطة كلينتون. والتقديرات هي أنه يوجد حل فلماذا ننتظر وقتا طويلا حتى يتحقق ولماذا ليس الان؟.

السبب الثاني – يكلف النزاع كثيرا من الأموال من قبل الدول المانحة. وفي كل اجتماع للدول الصناعية الثمانية تضاف ميزانيات لتمويل النزاع وهذا الأمر ممل. ويخدم النزاع جهات دولية كثيرة. وعندما قال بلير أن المفجرين لمحطة القطارات في لندن يتذرعون بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن الانفجارات كانت بسبب إسرائيل.

السبب الثالث أن يرى العالم في النزاع صورة مختلفة عن النزاعات الأخرى. والنزاع بيننا وبين سوريا هو نزاع على أراضٍ وإذا كان بالإمكان حله فإن مشاكل أخرى ستحل. وفي كشمير نزاع شبيه. فالنزاعات الإقليمية تتطلب حلا لكن ليست مشاكل مستعجلة. اما النزاع العربي الإسرائيلي فهو نزاع يتضمن وجود 3 ملايين شخص تحت الاحتلال الإسرائيلي وهذه هي المشكلة. وهو الأمر الذي نرى له حلا يختلف عن الحل الإقليمي. وعليه يريد العالم حلا لهذا الموضوع وبسرعة، ليس بأي ثمن، لكنهم يضغطون باستمرار.

السبب الرابع – العالم العربي ليس فقط دول الشر لكن تأثير الدول العربية دائما سلبي. وما هي مساهمة الدول المعتدلة بالحل ؟ لا تعمل أي شيء. وماذا جرى منذ 11/9 ؟. بالنسبة للولايات المتحدة فإن سياستها الشرق أوسطية تغيرت. فحرب الخليج الثانية بدأت باستقرار مزيف ويجب تغيير الوضع . لكن كيف ؟. فالديمقراطية تهدد أنظمة الحكم الحالية. وماذا يقول قادة المنطقة ؟. يقولون أنه حان الوقت لمنح مزيد من حقوق الانسان والديمقراطية لكن ذلك يجب أن يتم بهدوء وليس بسرعة وذلك بسبب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لأن هذا النزاع لا يمكننا من التقدم بسرعة كافية .

وهناك المجتمع الدولي الذي لن اتطرق إليه بسبب ضيق الوقت الممنوح لي .

وعندما انظر إلى نزاعنا مع الفلسطينيين فإنني لا انظر إلى المضمون، بل على المسيرة نفسها. نحن وهم نقول اموراً مختلفة ومعاكسة. من جهتها تقول إسرائيل إن خريطة الطريق هي الإطار وهي تشبه بشكل أو بآخر أوسلو. لكن فيها شيئاً مختلفاً هو سلم الأولويات وهو تنفيذ البنود. وبدلا من حل سياسي يتبعه حل المشاكل الأمنية. أصبح الحل إيجاد حلول للمشاكل الأمنية ومن ثم حل المشاكل السياسية. وهذه هي سياسية إسرائيل الرسمية. وفي المقابل يصرح الفلسطينيون أن القدرة التي نملكها لمواجهة شاملة مع حماس وغيرها لن تتحقق إذا لم يكن هناك حل سياسي مع ضمانات دولية لتنفيذ إسرائيل إلتزاماتها. الجانبان تصدر عنهما تصريحات متبادلة مختلفة كليا عن بعضها البعض، والفوارق في المواقف كبيرة جدا. وفي الجانب الإسرائيلي تتنافس ثلاثة مواقف.

1.       رغم كل شيء لا يوجد طريق آخر للتوصل إلى حل سوى المفاوضات للتوصل لحل نهائي. ومن دون ذلك لا يمكن التوصل إلى أية نتيجة.

2.    موقف عكسي، لا يمكن التوصل إلى حل في أية مسيرة سلمية قبل حل المشاكل الأمنية بشكل مطلق وهذا الأمر يأخذ وقتا. وسنواصل حربنا ضد الارهاب .

3.       أحادية الجانب : لا يمكن للفلسطينيين أن ينفذوا ما عليهم ولكل خطوة أحادية الجانب انعكاسات حول إعادة المناطق.

ويجري النقاش بين الجانبين حول المسيرة نفسها وليس حول المضمون. وبعد التقدم إلى أين سنصل ؟. وإلى أين نريد الوصول ؟. ويجب أن تكون هناك مبادرة تتحدث عن ذلك بوضوح. وعندما يقولون دولتين لشعبين يفترضون افتراضين. الأول أن حدود الدولتين ستكون عند نهر الأردن. والثاني هو أن الحدود ستكون كما كانت عليه الحدود عام 1967. والسؤال المطروح هو هل هاذان الطرحان ممكنان. إذا كان الجواب نعم هل يمكن لهذا الحل أن يدوم. ومن الضروري في هذه الحالة أن نطرح أسئلة.

الديموغرافيا- هنا الكثير من علامات الاستفهام ؟. يوجد ما يقارب 11 مليوناً في المنطقة الواقعة غربي النهر حتى البحر. وفي عام 2020 سيكون عدد السكان في المنطقة المذكورة 16 مليوناً وفي عام 2050 سيبلغ عدد السكان 30 مليوناً. هناك الكثير من الأسئلة المطروحة عن غزة وعدد السكان مقارنة مع قيود التطوير في هذه المنطقة الصغيرة. وإذا نظرنا إلى المنطقة الممتدة من بئر السبع وغزة والضفة حتى الشمال نجد أن هذه المنطقة أكثر منطقة مكتظة في العالم. وفي عام 2050 ستكون أكثر اكتظاظا، وذلك دون الحديث عن عودة لاجئين إلى إسرائيل. وماذا بخصوص المياه والجو البيئة ؟. وفي اعقاب بعض التصريحات الإسرائيلية المقصودة وغير المقصودة قلنا للعالم بأننا سنحلها، لكننا بذلك أدخلنا أنفسنا في مشكلة أخرى. وهذا الأمر بدأ مع تشكيل لجنة بيل قبل ثمانين عاما.

وفيما يتعلق بالحدود الشمالية والعلاقة مع سوريا ولبنان فقد تعاملنا مع هذا الموضوع على أنه موضوع واحد. لكن الواقع مختلف، وعمليا نستطيع الحديث عن منطق لبناني مختلف عن سوريا لكنه متأثر بها. وعندما خرجت سوريا من لبنان أصبح هناك نوع من الفراغ . وفي حالة عدم وجود سلطة مركزية فإن من الطبيعي لمنظمات مثل القاعدة وغيرها الدخول لتعبئة هذا الفراغ. وعلى إسرائيل التمسك بقرار مجلس الأمن 1559 حيث خرجت سوريا من لبنان، وننتظر تطبيق الشق الثاني وهو تسليم حزب الله سلاحه بمساعدة من المجتمع الدولي.

 

الدكتور شموئيل بار

التوجهات الإستراتيجية في الإطار الدولي

أود الحديث في النوايا والقدرات أكثر من الحديث عن قدرات الرد على النوايا العدائية. والتهديدات التي تواجهها إسرائيل اليوم هي :الإرهاب الفلسطيني واللبناني والتهديد الايراني. وهي مواضيع بحثت بتوسع في هذا المؤتمر لأن هذه القضايا يقودها أصحاب نوايا عدائية ويملكون قدرات كبيرة. لكن علينا التركيز على مخاطر معينة مثل الوضع في سوريا والتحولات في الظاهرة الإسلامية المتطرفة والحرب ضد الإرهاب. والملاحظات المطروحة هي تلخيص لبحثين طرحا عن سوريا وهذه الملاحظات هي :

·    تغيير أم انهيار نظام حكم – يشهد النظام السوري تراجعا. فحالة الحصانة والردع الذي مثله النظام تتراجع وهناك إشارات حول فقدان السيطرة في الريف. ورغم أن المجتمع الدولي لا يرغب اليوم في إسقاط نظام الحكم في سوريا طالما تواصلت الحرب في العراق. إلا أن بشار الأسد يسير في مسار المواجهة مع الولايات المتحدة التي ستضع مسألة تغيير النظام على جدول الأعمال الدولي. والسيناريوهات المتوقعة هي : تغييرات داخل النظام نفسه. نظام حكم يعتمد على الأخوان المسلمين. انهيار النظام وبروز نقاط سوداء تؤدي لنمو الإرهاب. وانعكاسات هذه السيناريوهات على إسرائيل هي :تهديد ارهابي قادم من سوريا مباشرة (وليس فقط الإرهاب القادم من لبنان). مغامرة عسكرية من أجل توفير الدعم الداخلي والعربي، وحوار غربي مع نظام حكم بديل لن يكون أقل عداء لإسرائيل من الحالي.

·    صفقة كبرى على الطريقة الليبية بين سوريا والولايات المتحدة تتضمن سبع نقاط مركزية هي: لبنان والعراق والإرهاب الفلسطيني وعملية السلام وإيران ونشر الديمقراطية وأسلحة الدمار الشامل. وفي حال دخلت الولايات المتحدة في مثل هذا الحوار مع سوريا على إسرائيل أن تجد نفسها جزءاً من الحوار وجزءاً من الصفقة . وفي هذه الحالة تطهر سوريا نفسها دوليا مما يمكنها من شراء أسلحة تقليدية ومن الدخول في عملية سلام مع إسرائيل .

 

الإسلام المتطرف والحرب ضد الإرهاب     

وفي نفس الوقت نشهد تطورين مهمين في الحرب ضد الارهاب هما:

 من الجانب الإسلامي

·    تغييرات تنظيمية – مرت القاعدة بعملية تراجع منذ 11 سبتمبر مع نقل الصلاحيات من القيادة القديمة مثل اسامة بن لادن إلى القيادات المحلية مثل الزرقاوي .

·    تغييرات ايديولوجية – نشهد انتقالاً إلى أيديولوجيا دفاعية تطالب بطرد الكفار من أرض الاسلام وتجديد دولة الخلافة وتجديد الجهاد من أجل سيطرة الاسلام على العالم .

·    انتشار الاسلام المتطرف  - أصبح هذا الفكر أكثر قبولا في أوساط المسلمين بما في ذلك المسلمون في الدول الغربية. وتعبر الحرب في العراق عن صورة الجهاد الاسلامي .

·    الاسلام السياسي المتطرف "الاخوان المسلمون" في مصر وسوريا واندونيسيا وفلسطين (حماس) يشعرون بأنهم يستطيعون الحصول على شرعية من خلال طرح صورة ديمقراطية عنهم، والامتناع عن التدخل المباشر في الارهاب ضد الغرب. وهذه الحركات ستواصل عرض نفسها على أنها بديل عن أنظمة الحكم الحالية .

 

من الجانب الغربي

·    ممارسة ضغوط استراتيجية بديلة عن الحوار والمفاوضات، وحتى دراسة الاقتراح الأخير لابن لادن بهدنة مقابل الانسحاب من العراق وأفغانستان. وأي انسحاب متسرع من هذه الدول من شأنه أن يحفز الدول والحركات الاسلامية المتطرفة على الاستمرار في العمل، كما حقق ذلك الانسحاب السوفييتي من أفغانستان وأحداث 11 سبتمبر .

·    مطالبات بالحوار مع الحركات المتطرفة كثقل ضد التيارات الجهادية الأكثر تطرفا. وهذا التوجه يضعف أنظمة الحكم العربية المعتدلة، ويمنح شرعية لهذه المجموعات. ومثل هذه الشرعية من دون أن تتنصل هذه المجموعات من عدائها لإسرائيل، تضع إسرائيل أمام وضع مشابه ل م. ت. ف. في السبعينيات من القرن الماضي، عندما اعترف المجتمع الدولي بها دون تنازلها عن مبادئها. ومنح شرعية غربية للاخوان المسلمين وتوجهاتهم المختلفة يخلق وضعا تؤثر فيه هذه الدول على حماس.

 

خلاصة

في المجال السوري – على إسرائيل الاستعداد لإمكانية انهيار النظام السوري مع انعكاسات ذلك، وعلى إسرائيل دراسة قواعد اللعبة الجديدة والثمن والخطوط الحمراء لسوريا ولبنان، وتحديد مصالحها اتجاه العناصر التي على سوريا بيعها للغرب مقابل تطهيرها مثل ليبيا. وفيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب – على إسرائيل أن تكون مشاركة مع الغرب في نقاش مع المنظمات الإسلامية، والطلب أن يكون الاعتراف بإسرائيل ووقف الإرهاب شرطان للتقدم في مثل هذا الحوار.

 

ملخص كلمة إيهود أولمرت حول القضية الفلسطينية

لا يمكن استمرار وجود دولة إسرائيل بأغلبية يهودية طالما واصلنا السيطرة على السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة وغزة. وما زلت مصرا على حق شعب إسرائيل التاريخي في هذه البلاد فكل تلة أو واد في (يهودا والسامرة) هو جزء من وطننا التاريخي. ونحن لن ننسى ذلك ولو للحظة واحدة. ومع ذلك، فإن الرغبة بتمكين كل يهودي من السكن في أي مكان في أرض إسرائيل وبين استمرار وجودها كدولة يهودية يتطلب تنازلا عن أرض إسرائيل. وهذا التنازل لا يعتبر تنازلا عن الفكرة الصهيونية بل هو تحقيق جوهري لأهداف الصهيونية الداعية لضمان وجود دولة يهودية وديمقراطية في أرض إسرائيل.

ومن أجل بقاء البيت الوطني اليهودي لا نستطيع مواصلة السيطرة على المناطق التي يعيش فيها معظم الفلسطينيين، علينا ترسيم حدودنا معهم في أسرع فترة ممكنة بحيث تعبر هذه الحدود عن الواقع الديمغرافي الموجود على الأرض. وخلال الترسيم ستحافظ إسرائيل على مناطق أمنية وعلى كتل المستوطنات اليهودية وعلى المناطق التي لها قيمة عليا للشعب اليهودي وفي مقدمتها القدس الموحدة تحت السيادة الإسرائيلية. ولا توجد دولة يهودية من دون أن تكون القدس في مركزها.

وهذا التوجه كان يرغب فيه شارون منذ عدة سنوات وكنا نشاركه هذا الرأي

ووجود دولتين لليهود وللفلسطينيين هو الحل الشامل لتطلعات الشعبين بما في ذلك حل قضية اللاجئين الذين سيتم استيعابهم في الدولة الفلسطينية فقط. ولن نسمح لدخول اللاجئين الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل. وهذا هو موقفنا الواضح المدعوم أمريكيا من خلال رسالة الرئيس الأمريكي جورج بوش منذ عام 2004.

والطريق الوحيدة للوصول إلى حل الدولتين هو من خلال الالتزام الكامل بخارطة الطريق وبخطاب الرئيس جورج بوش في عام 2004. وتقوم خارطة الطريق على أساس بسيط وعادل هو تخلى الفلسطينيين عن الإرهاب ووقف قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل منحهم الاستقلال الوطني في دولة فلسطينية في حدود  مؤقتة إلى حين التوصل لحلول في قضايا الحل النهائي المعقدة. وكل القضايا المتعلقة بالحل النهائي سوف يتم التفاوض بخصوصها في المستقبل بين الدولتين، على الطريقة التي تحل فيها الدول الصراعات بينها.

وعشية الانتخابات الفلسطينية اعلن أن إسرائيل تلتزم بكل ما طلب منها في خريطة الطرق ونطالب القيادة الفلسطينية في رام الله القيام بواجبها ضمن هذه الخطة. وفي هذا السياق أثبتت إسرائيل في الماضي وعشية الفصل انها مستعدة للسلام وستواصل التصرف وفق الالتزامات التي أخذتها على نفسها مقابل تنفيذ الفلسطينيين التزاماتهم. ومن ضمن ذلك تقييد حركة بناء المستوطنات وتحسين مستوى حياة الفلسطينيين وإخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية.

واية حكومة أترأسها ستطلب الالتزام الكامل بخريطة الطرق كما تم الاتفاق على تنفيذها لأن ذلك هو الطريق الوحيد للمحافظة على الأمن والتوصل إلى سلام. وسيكون من الخطأ الخطير والتاريخي أن نسمح للفلسطينيين التهرب من التزاماتهم بتفكيك المنظمات الارهابية. وعلينا التمسك بخريطة الطرق وإجراء مفاوضات من أجل تنفيذها والعمل على وجود ضغط دولي مكثف على الفلسطينيين لمحاربة الارهاب.

وهناك من يضغط أن نعلن اليوم عن انفصال أحادي الجانب عن الفلسطينيين لكنني أعلن ان الفصل الآخر سيأتي إذا لم تصل المفاوضات مع الفلسطينيين إلى نتيجة. وبالنسبة لنا نفضل التوصل إلى حل معهم. لكن إذا لم يلتزم شركاؤنا بتطبيق خريطة الطريق فسنعمل على المحافظة على المصالح الإسرائيلية بكل الطرق.


 

[1] . إيلان بيران جنرال وقائد المنطقة الوسطى السابق، شارك في مفاوضات أوسلو 2 . 

[2] . رئيس القسم الأمني-السياسي في وزارة الخارجية.

 

[3] . عضو مجلس المستوطنات .

 

[4] الجنرال يعقوب عامي درور هو من الجنرالات المحسوبين على التيار الديني الوطني في إسرائيل. شغل العديد من المناصب في الجيش الإسرائيلي كان من بينها رئيسا لقسم التخطيط والأبحاث في الجيش .  

[5] . رئيس هيئة الأركان السابق

[6] . السفير السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة. والمستشار السياسي لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. ورئيس مركز القدس للدراسات السياسية والعامة.

[7] . مدير عام ومؤسس معهد ريئوت.

[8] . الدائرة السياسية والحكم في جامعة بن غريون في النقب

[9] . قسم الجغرافيا وبيئة الإنسان، جامعة تل أبيب. العرض المقدم من البروفيسور بييغر هو نتاج عمل مشترك مع جهات أخرى  

[10] . سفير إسرائيل في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي

[11] . سفير إسرائيل في الولايات المتحدة سابقا، ورئيس مجلس مدراء، وعضو في حزب الليكود وممن يحملون وجهة نظر متطرفة فيه. 

[12] . عضو في اللجنة المركزية لليكود سابقا. فصل من الحزب في الثمانينيات بعد اجتماعه بفيصل الحسيني وسري نسيبة. رئيس مركز السياسات العامة.

[13] . مدير عام شركة إيبتك المساهمة المحدودة .

[14] . عضو مجلس بلدية القدس .

[15] . باحث في مركز القدس للدراسات الإسرائيلية.

[16] . عميد سابق في الجيش ورئيس أكاديمية الجليل الغربي. يعتقد أنه أول شخص تحدث عن الفصل احادي الجانب في إسرائيل بصفته باحثا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. وتلخصت فكرته في ذلك الوقت (عام 2000) بإجبار السلطة الوطنية الفلسطينية على  تولي مسئولياتها من خلال إنسحاب إسرائيلي من منطقة معينة. وعندما طرح مثل هذه الأفكار تعرض لانتقادات عنيفة جدا.

[17] . رئيس حزب العمل الحالي ورئيس النقابات المهنية سابقا (الهستدروت). انشق عن حزب العمل عام 1992 مع حاييم رامون وعاد إليه لوحده زعيما له.