نشرة دورية تعني بالترجمة عن الصحف والمجلات العالمية

نشرة مترجمة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر التوجيه السياسي

تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني

ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز

      بقلم : محمد حسن الامين

صيدا 24/10/2005

 عام كامل على رحيل ياسر عرفات ليس كافياً كي نقيم المسافة الضرورية لرؤية ما نقص من هذا العالم برحيله، وان كان عام واحد على رحيله كفيلاً  ليسعف المرء على كتابة صفحات لا حصر لها عن هذا القائد العربي التاريخي الذي ظل على مدى اربعين عاماً – مالئ بين الدنيا وشاغل الناس غير أن هذه العجالة تقتضيني أن احصر كلمتي في ملمحين اثنين فقط من مسيرة القائد والرجل:

1.                       لا يوجد قائد في التاريخ القريب والمعاصر ارتبط اسمه باسم قضيته كما هو الشأن باسم ياسر عرفات وقضية فلسطين حتى لتكاد تحار – وانت تعلم خطر القضية الفلسطينية وعظم شأنها – من اكتسب وهجه من الآخر هل القضية اعطت ياسر عرفات هذا الوهج ام ان ياسر عرفات هو الذي اعطى قضية فلسطين وهجها المناسب. لست أغالي وأنا ابن القضية الفلسطينية اذ قلت: انه لم يكن لقضية فلسطين أن تأخذ حقها من الوهج والسطوع لو لم يقيض الله لها رجلاً كياسر عرفات فاستحق تالياً - أن تمنحه فلسطين وقضيتها كل هذا المجد الأثيل الذي لم يقيّض لقائد غيره في هذا العالم العربي طوال تاريخه الحديث.

2.                       انه واحدٌ من القادة الأفذاذ ممن يضعون خطوطاً حمراء لا يستطيع أحد بعد موتهم أن يتجاوزها، ولقد فعل ذلك ياسر عرفات في أصعب الظروف وتحت أقسى الضغوط التي تعجز عن حملها الجبال، وفي وجه كل الاغراءات التي تسقط تحت لمعانها إرادة القادة والملوك مهما عظم شأنهم، فلم يساوم وكانت طريق المساومة معبدة ولم يضعف وكان الرؤساء والملوك يتهالكون في طلب الرضا من سادة العالم الجدد!

واستشهد أبو عمار وهو يهتف ... لا ... لا للمساومة على دولة فلسطينية ولا للمساومة على عاصمتها القدس الشريف، وبقطرات دمه الطاهر أعاد رسم الخط الأحمر تحت هذا الشعار، وذهب إلى ربه راضياً مرضياً، وها هو شعبه العظيم وطلائع الدولة الفلسطينية الكبرى يتلون بجهادهم عمق الايمان بالله وفصل الوفاء لمسيرة قائدهم.