رثاء اليهود الأوفياء لتوراتهم

ناطوي كارتا ـ لندن

ترجمة : نصير أبو حجلة

نود نحن اليهود من جماعة ناطوري كارتا المعارضة للصهيونية أن نعبر عن مشاعر اليهود الأوفياء لتوراتهم وتعازيهم تجاه الحدث الحزين الذي نزل بالأمس ألا وهو رحيل الرئيس أبو عمار، الرئيس ياسر عرفات واننا لنشعر بالتعاطف مع الشعب الفلسطيني في هذه الخسارة.

لقد قضى الرئيس أبو عمار عمره في مشقة ومعاناة بل وقدم حياته كلها من أجل الشعب الفلسطيني واضعاً جل هذه الحياة في مواجهة المخاطر، لقد وهب سنين عمره لشعبه وكان صاحب رؤية ومعرفة واضحتين في التفريق بين اليهود واليهودية من جهة وبين خصومهم وهم الصهيونية ودولة اسرائيل من جهة أخرى، ولقد اتهم من قبل البعض ظلماً بأنه معادٍ للسامية، فكون المرء معارضاً للصهيونية لا يعني أنه ضد السامية.

لقد احتفظ الرئيس ياسر عرفات بمشاعر قوية ودافئة تجاه اليهود الذين يخشون ربهم وفهم ان اليهود الأوفياء لدينهم ليسوا اعداء للفلسطينيين، والبرهان على ذلك تعيينه للحاخام موشي هيرش ممثلاً عن اليهود لدى السلطة الوطنية الفلسطينية والحاخام موشى هيرش يهودي ارثوذكسي ممن يخشون ربهم.

وقد سمعنا أكثر من مرة أنه عندما كان يحدث توتر واقتتال بين الفصائل في لبنان كان ياسر عرفات كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية يبذل كل ما بوسعه لحماية الجالية اليهودية هناك مرسلاً بعض عناصره من أجل هذه الحماية خلال فترة وجوده في لبنان .

إن اليهود الذين يعرفون أن التوراة تحظر قيام دولة يهودية وإننا يجب ان نكون أوفياء  للشعب الذي نقيم على أرضه، وأنه محظور علينا أن نضطهد هذا الشعب أو نسرق ارضه أو غير ذلك.

نعرف كيف نكن للرئيس ياسر عرفات منزلة عالية وعسى الله أن يساعد الرئيس الذي سوف يخلف ياسر عرفات على فعل الصواب والتقوى وان يكون دائم الوعي بالاختلاف الواضح بين الأمة اليهودية والديانة اليهودية ورفضها الكامل وبين الصهيونية ودولة اسرائيل وعسى الله ان يهيء للدولة المحتلة القائمة حالياً نهاية سريعة وسلمية تحدث في ايامنا ويعود اليهود والمسلمون للعيش في وئام وسلام في ظل السيادة الفلسطينية على الأرض المقدسة.

وعسى أن ننعم في المستقبل القريب باليوم الذي تعترف فيه جميع الشعوب بالاله الواحد وتعبده سوياً وفي انسجام آمين.