نشرة دورية تعني بالترجمة عن الصحف والمجلات العالمية

نشرة مترجمة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر التوجيه السياسي

تصدر عن هيئة التوجيه السياسي والوطني

أبو عمار زعيم الأمة ورمز الثورة

جميلة صيدم *

 

أبو عمار القائد الإستثنائي لقضية إستثنائية قل أمثاله ولم يقارنه إلا جمال عبد الناصر ... فقد ظل أبو عمار الفلسطيني ناصرياً وقومياً مثلما ظل عبد الناصر فلسطينياً قومياً ..! ظل أبو عمار سياج القضية، وسياج اللغة الفلسطينية وسياج الثورة التي أضاءت لنا الطريق إلى الحرية والتحرير ... وسيبقى أبو عمار معجم القضية ومنهج الشرح والتفسير .... لأنه القائد الإستثنائي لقضية استثنائية .... فقد شكلت ظاهرة أبو عمار في بعض الأحيان منصة لأبجديات العمل الفلسطيني من ناحية الإنتماء، والصبر على الشدائد، والزهد في العيش من أجل مصلحة الوطن والإرتباط بالقضية على أرضية الثوابت الوطنية وليس على أرضية الذات، والمنفعة الشخصية أو المكاسب الخاصة فقد شملت تلك الأبجديات أيضاً صلابة في الموقف، وعدم التنازل عن المبادىء والتمسك بالثوابت حيث يبدو أن النضال الفلسطيني لن يشهد في الزمن المعاصر سوى بعض المواقف التي كونتها بعض الشخصيات النضالية الفلسطينية ولكنه كان الأكثر، والأكبر تمايزاً! أبو عمار الذي رحل عنا بجسده والباقي فينا بعطائه وصموده ورمزيته ... أبو عمار الذي رأي فيه البعض من أعدائه شخصية متشددة !! لكنهم لم يستطيعوا إلا أن يبدوا له كل الإحترام لكونه الفدائي الصامد ... صاحب الكوفية التي ترمز لحق شعبنا في الحياة ... أبو عمار القائد الحاني على أبناء شعبه والمعلم، زعيم الأمة هو محل الإجماع في حياته ومماته ... رحل عنا شامخاً ومنتصراً يرفع شارة النصر مؤكداً أن المسيرة مستمرة حتى النصر ..!

بعد معارك جرش وعجلون عام 1971 تم انتقال قيادة الثورة وثِقلها العسكري إلى لبنان وفيها قال أبو عمار يا سارية الجبل الجبل ... وتلاها اعلان الدولة الفلسطينية على أي جزء يتم تحريره من على منبر الأمم المتحدة سنة 1974 مروراً بالصمود في لبنان وحرب المخيمات الأولى والثانية، واستمرت الثورة شموخاً ثم حصار بيروت ومنه إلى طرابلس ثم تونس فحمام الشط ومحاولة القضاء على قائد المسيرة أبو عمار ... ثم أوسلو والعودة للوطن على أمل إقامة الدولة فكامب ديفيد ... ثم معركة المقاطعة في رام الله وحصار الرئيس القائد أبي عمار الذي تحدى بصموده وشجاعته وصبره داخل المقاطعة صلافة الإحتلال، وتقنيات موته وبقى أبو عمار الرقم الصعب حيث فشلت رصاصات الجيش الإسرائيلي من اختراق جسده الذي اخترقته يد الغدر لتنتهي تلك الظاهرة الوطنية المميزة جسدا ولكن ستبقى روحه فينا بما حملته من مبادىء كانت تجمع ولا تفرق، توحد ولا تشتت، وتخجل كل القدماء من الرفاق بحجم العطاء الذي تقدمه دون كلل فحجب الجميع عن الإختلاف مع القائد الرمز احتراماً لقدسيته هذا القائد الوطني، وفي هذه المبادىء وتلك الشخصية دروس يحتاجها الوطن بصورة أكبر ..!

فالمسيرة مستمرة وهي بحاجة إلى التراكم النضالي المبدئي كبوصلة عمل تجسد استفادة الشعب من كل محطات حياته ونضالاته ... لأن التشرذم في العمل الوطني والبحث عن الذات وتحقيق المكاسب الفردية على حساب الوطن تذهب، وتذهب معها الذات ... ويبقى الوطن فمن اجتمع حول عرفات رأي فيه موحداً ومن اختلف معه لم يستطيع أن يحط من وطنيته وانتمائه لذلك وجب أن تجتمع العقلية الموحدة مع الإنتماء حتى يستطيع الشعب بكافة مقوماته الاستمرار بالمسيرة ... حتى النصر ... حتى النصر ... حتى النصر.

لك المجد يا أبا عمار فقد رحلت عنا في رحلة طويلة ولكن ستبقى فينا روحاً نستمد من صمودك وشموخك ووفائك للوطن وأبنائه القوة والتواصل حتى يكتمل المشوار مكللاً بالنصر.

ــــــــــــــ

* عضو مجلس تشريعي