الرئيسية / الآراء والمقالات / هاني مصبح يكتب : عالم من الخيال والجنون

هاني مصبح يكتب : عالم من الخيال والجنون

هاني مصبح

عالم من الخيال والجنون

بقلم / هاني مصبح

لقد أصبحنا نعيش في عالم من الجنون حين تتفاقم لدينا عشرات المشكلات التي في حلها تزدهر البلاد وتنهض الأمم ولكننا نتجاهل حلولها ونتوجه نحو تقديم كل سبل الدعم لبناء انديه رياضية بملايين الدولارات ولاعبين نتعاقد معهم بملايين الدولارات سنويا والانفاق المبالغ فيه علي الفن من أجل تمثيل مشكله اجتماعيه في حين لو أنفقت تكاليف ذلك العمل الفني علي المشكله ذاتها لحلت تماما وانتهت
فهل يعقل أن يكون أجرة اللاعب الرياضي وأجرة الممثل تفوق أجرة العلماء والأطباء والمهندسين وأخصائي الفيزياء والكيمياء وكل من يساهموا في خدمة البشرية وخدمة البلاد
فلا يوجد وجه مقارنه بين لاعب رياضي أو فنان وبين من سهروا وتعبوا من أجل علوم وتكنولوجيا من شأنها إنقاذ حياة الناس وكذلك بناء المساجد الفاخرة بملايين الدولارات بشكل مبالغ فيه من بناء واثاث وزخارف وغيرها من أجل العبادة وتقديم الموعظة للناس فلا يعقل مسجد ثمنه يفوق العشر ملايين دولار من أجل أن يصلي فيه الفقراء ونقول لهم عليكم بالصبر علي الجوع والفقر والمرض في حين أن تكاليف ذلك البناء يعالج تلك القضايا في المدينه بأكملها التي اتي أهلها للصلاة في ذلك المسجد وكذلك حين يموت الانسان نجهز له بيت عزاء بتكاليف باهضة في حين كان المتوفي بحاجة إلي مبلغ بسيط لاجراء عمليه جراحيه ولم يستطع إجراؤها وفارق الحياة
أننا نعيش في عالم من الخيال والجنون
فكل بلد وكل قطر به العديد من النوادي والمسارح والمساجد في حين أن الكثير منهم يحتاج للتطوير في مجالات أخري مثل الصحة والتعليم والبحث العلمي وتطوير مهارات الشباب وتطوير قطاع الطاقة وغيرها في مجالات كثيرة
لست ضد ممارسة الرياضة ولكن علي الصعيد الشخصي أو الجماعي دون تلك التكاليف الباهظة الثمن وتلك المبالغ الخيالية ويمكننا ممارسة رياضة المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية وركوب الخيل وحمل الأثقال والقفز وشتي انواع الرياضه بشكل شخصي او جمالي في أماكن عامة تابعه للدوله ومتاحة لكل الشعب دون تكاليف وتكون متاحة للجميع مجانا ودون استقطاب لاعبين ودفع لهم ملايين الدولارات فمن يرغب باللعب كهوايه هو يحبها أو مقابل أجر محدد لا يزيد عن أجور الموظفين في تلك البلاد وتحدد ضمن ضوابط ومعايير وبكل الاحوال لا تكون أجرة اللاعب اعلي من أجرة الطبيب أو المدرس
ويمكن لنا ممارسه الرياضه كيفما نشاء وكيفما نحب دون أن نسلب حقوق الآخرين
نعم نحن نسلب حقوق الآخرين عندنا تخصص تلك الانديه تلك الموازنات التي تقدر بالمليارات للانديه واللاعبين في حين أننا بحاجة لها في مجالات أخري كثيرة
علي الجماهير والمقصود بالجماهير هي الشعوب أن تعيد التفكير جيدا من أجل مستقبل أبناؤهم ومن أجل حياة أفضل عليهم مقاطعة تلك الانديه جميعها بكل انواعها حتي تضطر تلك الانديه إعادة التفكير وإيقاف تلك المسرحية الهزلية التي تسلب جيوبكم وتسلب حقوقكم وحقوق أبناءكم فكل من يشتري تذكرة ويذهب لمشاهده مباراة هنا او هناك يكون شريكا في قتل مريض وشريكا في عدم تطوير بلاده لانه يساهم في استمرارية بقاء تلك الانديه الرياضيه في حين أن تلك المليارات كفيله بإنقاذ ملايين البشر وتوفير لهم حياة آمنه ومستقبل مشرق للأجيال القادمة
علينا إعادة التفكير جيدا وترك هذا العالم من الجنون .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة

تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 17 نيسان / أبريل 2024. …