الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد حبر الريفي يكتب : الرجعية العربية

محمد حبر الريفي يكتب : الرجعية العربية

محمد جبر الريفي

الرجعية العربية ودور جديد في إطار التحالف مع النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي.

بقلم محمد حبر الريفي

الرجعية العربية هي من ساهمت في النكبة العربية في فلسطين عام 48 التي تأتي ذكراها ال 75 في هدا الشهر وما زالت تقوم بنفس الدور في هذه المرحلة من الصراع وقد شاع لفظ الرجعية على وصف الانظمة العربية التي تدور في فلك الاستعمار الغربي وكان ذلك بصفة خاصة في الخطاب السياسي والإعلامي المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وذلك في مقابل الأنظمة العربية الوطنية التي قطعت أشواطا في مسألة التحرر من الاستعمار..

الرجعية العربية كانت وما زالت تمثل تيارا سياسيا في الواقع العربي وقد برز دور الرجعية العربية السياسي خاصة الرجعية الخليجية في هذه المرحلة من تراجع المد القومي بعد أفول دور المراكز الحضارية التاريخي في مصر وبلاد الشام والعراق بما تمتلكه من مال نفطي يسخر لخدمة المصالح الأمريكية الامبريالية والغربية وان ما يدفعها للقيام بهذه المهمة السياسية التامرية في التواطؤ هو الارتباط في المصالح السياسية والاقتصادية مع النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي الأمر الذي يؤكد على وجود علاقة طبقية بين الصراع القومي والبعد الاجتماعي.

في هذه المرحلة التي تشهد متغيرات نوعية أهمها ظاهرة الفوضى السياسية والأمنية التي تجتاح بعض دول المنطقة بسبب التدخل الخارجي كانت قد وفرت لها المناخ المناسب للارتداد عن الموقف التضامني العربي فكانت إجراءات التطبيع مع الكيان الصهيوني تتسارع بشكل غير مسبوق وبدون إخفاء عن الجماهير العربية ويحدث ذلك الانحطاط السياسي في وقت لم يحصل أي انفراج في عملية؛ ما يسمى بالسلام.

إنه إنعطاف نوعي تاريخي قد حدث في علاقة الرجعية العربية مع المعسكر الامبريالي الصهيوني وان هذه النقلة في دور الرجعية العربية الخطير تستدعي استبعاد عقلية شعار وحدة الصف الذي طغى على السياسة العربية الرسمية لأن الأنظمة العربية جميعها ليست الآن في موقع الصف الوطني والقومي الواحد وأن حتمية الصدام مع القوى الرجعية العربية أصبحت مطلوبة بحكم دورها السياسي الجديد الذي يتم التعبير عنه في الحياة السياسية العربية المتعددة بجملة من الفعاليات كالمشاركة في المؤتمرات الهادفة إلى تحويل القضية الفلسطينية من طابعها الوطني التحرري المقاوم للاحتلال إلى الطابع المصلحي المعيشي، وهو ما يحتم طرح صيغة واقعية لوحدة القوى الوطنية والديموقراطية الفلسطينية والعربية لمواجهة هذه الهجمة الرجعية الشرسة التي تأتي في وقت ينشط فيه التحالف الأمريكي الصهيوني الاستراتيجي في تحقيق خطوات ملموسة على طريق تصفية القضية الفلسطينية ومحاولة إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة العربية.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …