الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة

سليم النجار يكتب : قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة

سليم النجار

قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة 

سليم النجار 

خرج الكذب من القُمْقُم طويلًا أسمرًا له حول وقوة وصيت ساطع، ادّعى أنه طرد الإنجليز من فلسطين، وهزم الفرنسيين في الشام ولبنان، وجعل اليهود ينسحبون من غزة، والله حدث هذا، قال كبيرهم لنفسه قبل أيام، ويقولها الآن، من تمتد يديه على إيران سيقطعها، والكذب يستعد للقدوم إلى القدس، وبلا سبب، كان الكبير سعيدًا..

يوم خرج الكبير من القُمْقُم طويلًا أسمرًا له حول وقوة وصيت ساطع، قصف المستوطنات الإسرائيلية ب١٤٦٩ صاروخًا ولم يجرح أحدًا، وعاد لجحره في بيروت، حيث التقى بالشحاذين والمتسوّلين والعمّال الموسميين والعجائز والأرامل والحشّاشين والعاطلين عن العمل، والذين يشتغلون بكل المهن ويتعاطون كل شيء بدءًا من السرقة وانتهاءً بأداء الصلاة جماعةً في أيام الجمع. 

كان الجميع يتوهم أن الكبير لم يكن الكبير معجبًا بالنساء، باستثناء الصحفية المغربية التي أجرت معه مقابلة صحفية، وبعد ذلك أعلنت على الملأ أنه يتحرش بها، ما توهّمه الجميع كان خطأ، فالكبير لم يكن بهذه الغباوة، مثلًا كان يحب الصحفية ويشتهيها إلى حد الجنون، ربما توهّم الجميع غير ذلك لأن الكبير كما يعرفون، له غَرام واحد وهو إقامة الخلافة الصفوية من حي الشجاعية في غزة حتى أصفهان الإيرانية، أو لأن الصحفية لم تبدِ أي إعجاب بهذا الوجه الملوء بالبثور والذي تفوح منه رائحة كريهة.

هكذا خرج الكبير بسيارة أجرة من غزة، وطاف بلاد الشام بلدًا بلدًا، وسكن في بيروت وأحبّ الكذب حبًا جمًا، ولم يدخل القوميين العرب ولم يستمع للشيوعيين قاتلهم الله كفرة..

يوم قصف غزة من قبل الطائرات الإسرائيلية، وعندما رُشَّت القنابل عليها، كان الكبير مهمومًا في ذلك اليوم بالذات، كانت الفضائيات والسوشال ميديا مشغولة بقضية جوهرية واستراتيجية، وهي جواز الترحّم على الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها الجندي الصهيوني عن غير قصد، كما أوضحت بعض الفضائيات والمسامح كريم، وسبب الخلاف أنها مسيحية، وهنا القوم انقسم بين مؤيد للترحم عليها ورافض للترحم عليها، وحسمًا للأمر، ولحل الأزمة المستفحلة بين الثوّار، قامت إسرائيل بقصف غزة بطائرات العم سام، وامتلأت شوارع غزة بالجثث، واشتعلت الفضائيات بهذا الحدث الجلل، وتم نسيان موضوع شيرين..

صرّح الكبير ذات يوم: “الإيرانيّون قادمون”، من الصعب أن تعرفوا كم كانت صرخة الكبير صادقة، ومن الصعب أن تفصلوا نضالهم عن نضالكم، أيها الأخوة…أيها الأصدقاء… أيها الرفاق…

بالمناسبة، علينا البحث عن وقت مستقطع، خاصة عندما جاءت كلمة الرفاق في المقال..

وشهادة للتاريخ، استجابوا الرفاق لنداء الكبير، وفنّدوا أكاذيب اليمين الفلسطيني الذي نشر أكاذيب بأنهم -أي الرفاق- استجابوا لمذاق التومان الإيراني، ما علينا من هذه الترهات، المهم دعوة الكبير للعمل والنجاح محذرًا من العودة للتاريخ، والقول أن الفرس قتلوا الخليفة عمر والادعاء أن شاعرًا فارسيًا كتب ذات زمن أنه لن يدخل الجنة إذا دخلها العرب، منوّهًا لضرورة عدم الالتفات لأكاذيب انتشرت في الضاحية الجنوبية لبيروت عن اغتيال المفكر حسين مروة من قِبل أصحاب ولاية الفقيه..

-أنا الكبير ابن حركة الجهاد الإسلامي لم أدخل حزبًا وهذا صحيح..

-لم أضرب صهيونيًا لصالح الفرس وهذا صحيح..

-تزوجت الكذب مرتين وهذا صحيح، مرة حين لم أصدق أن القدس عند الفرس ليس لها قيمة، وكتبوا في كتبهم أن الإسراء والمعراج كذبة اخترعها أهل السنة والجماعة، ومرة حين صدقت أن سليماني التقى مع قادة الموساد وبث صوره في حفلة والفرح يملأ وجهه وهو يتحاور معهم في شؤون القضية..

-حاولت جاهدًا التكفير عن هذه الخطيئة وسليماني شهيد..

-ركبت سيارة أجرة واتجهت لطهران وهتفت بأعلى صوت مرددًا أن فلسطين قضية فارسية شاء من شاء وأبى من أبى..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

د. ادمون ملحم

د. ادمون ملحم يكتب : الواجب القومي

الواجب القومي د. ادمون ملحم رئيس الندوة الثقافية المركزية “الواجب” هو فعل إلزامي أخلاقي يقوم …