الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : نكبة ال ٤٨ عقاب إلهي

نادرة هاشم حامدة تكتب : نكبة ال ٤٨ عقاب إلهي

نادرة هاشم حامدة

( نكبة ال ٤٨ عقاب إلهي)

بقلم : أ. نادره هاشم حامدة

في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، وضياع فلسطين التاريخية، وبعد هذه العقود التي انقضت، مازلنا نقرأ النكبة من زاوية واحدة لا نغيرها، وهي زاوية ما فُعِلَ فينا من جرائم العدو، حيث التقتيل والأسر والتنكيل وهدم القرى والتهجير، نقرأها دوما من زاوية المفعول فيه، حيث تحقق وعد الظلم (بلفور) لليهود في أرضنا فلسطين، تصديقا لأكذوبة بريطانيا (فلسطين أرض بلا شعب، واليهود شعب بلا أرض) فَمُنحَ لليهود بذلك وطن قومي في فلسطين، وَسُمِحَ بهجرتهم إلينا، لتتخلص المجتمعات الغربية ثم الشرقية بعدها بسنوات من قذارة اليهود، إذ أغرقوا المجتمعات هناك بالرذائل والفساد، لِنُبْتلَى نحن الفلسطينيون بهم في فلسطين، نحن لا نقرأ النكبة إلا من صفحة تسليمنا على أنها قَدَرٌ لعلو بني إسرائيل، كما أخبر المولى عز وجل في غَيْبٍ مستقبلي في كتابه العزيز، وإن كان لا أحد يجزم متى هذا العلو؟ ولا كيف هو؟ للأسف لم ننظر للنكبة أبدا، على أنها عقاب إلهي، وأنها كانت بسبب بعدنا عن ربنا، وتفريطنا بالدين، فإن إدراكنا لهذا الأمر يقصر علينا للنصر الطريق، وتفيدنا تجارب السنين، إن القارئ المستبصر للتاريخ الإسلامي يدرك أن ميزان القوة على الأرض مع الكفة التي فيها (فلسطين)، لأن في فلسطين بركة السماء مجسدة في رسالات المرسلين، وهي مسرى خير الخلق أجمعين، كما أنها أرض المحشر والمنشر يوم الدين، وسيظل الصراع فيها قائما بين الحق والباطل إلى أن يشاء الله رب العالمين، فهنا في فلسطين هُزِمَت أعتى القوى على الأرض، الروم في معركة أجنادين، و المغول في عين جالوت، و الصليبيين في معركة حطين، ولم تتحقق القوة لأي خلافة إسلامية دون أن يكون بحوزتها وتحت حكمها بيت المقدس وفلسطين، وذلك ابتداء من دولة الخلفاء الراشدين، واتنهاء بدولة العثمانيين، وكأن قوة الإسلام عنوانها فلسطين، ولم يكن هذا أبدا ليتحقق، إلا بتمسك الأمة بكتاب ربها، وتطبيق شريعة نبيها، والحفاظ على الجهاد سنام إسلامها، و نشر الدين، فلما ابتعْدنا عن كل هذا، ودب فينا الوهن، وَنُزِعَت مهابتنا من صدر عدونا، تنزل بذلك علينا العقاب الإلهي، فضاعت القوة الإسلامية.بضياع فلسطين، إنها سنة الله في الأرض، لا مبدل لسنته، فلو نظرنا إلى أحوال المسلمين قبل نكبة فلسطين، لوجدناهم شراذم متفرقين، فريق متكتل بالكتلة الشرقية الشيوعية الاشتراكية، وفريق متكتل بالكتلة الغربية الرأسمالية العلمانية، وكأنما عدنا إلى زمن الجاهلية، يوم كان العرب فريقين متناحرين، فريق مع الفرس و فريق مع الروم، فلذلك تنزل العقاب الإلهي علينا نحن المسلمين، بعد ان أصبحنا على غير هدى جاهلين، و خصوصا بعد أن سقطت الخلافة العثمانية، على يد العلمانية الأتاتوركية، وبيد الخونة الذين تآمروا عليها من المنافقين، وقد كان اليهود من قبل قد حاولوا مرارا بواسطة بريطانيا أن ينتزعوا من الخلافة العثمانية وطن لهم في فلسطين، ولكن العثمانيين رفضوا في عبارات عز وإباء وشرف سجلها لهم التاريخ، فتآمروا عليها، وأسقطوها، ثم غرقت بنكبتها فلسطين، وما كان الله ليغير ما فينا من نكبة ومصيبه، ما لم نغير ما في أنفسنا، حتى نُمْنَحُ أسباب التمكين، فإنه منهج إلهي منصوص عليه، فالله تعالى يقول : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم“ لذلك كان لابد أن يتغير فينا جيل الهزيمة في نكبة 48، ثم النكسة في67 إلى جيل آخر يحمل مقومات التغيير، من الهزيمة إلى النصر ، بعد أن يتغير مجتمع كان بعيد كل البعد عن الدين، فالمساجد كان لا يعرفها إلا العواجيز، بينما الشباب كانت حفلة الست (ام كلثوم) كما كانوا يسمونها، لأحدهم تعتبر أسمى أمانيه، إذ كان يتجمهر المئات منهم أمام جهاز تلفاز وحيد في الحي، ليستمتع الجميع بحفلة الست، ولا يمكن أن يدعها تفوت، هكذا كان السواد الأعظم منهم إلا من رحم ربي، فقد.كانوا في ملهيات بعيدا عن الدين، إلى أن تجددت دعوة الإسلام على يد أربابه المصلحين المخلصين كالإمام أحمد ياسين رحمه الله ورفاقه، الذين بذروا بذرة الجيل الجديد، جيل المساجد والقرآن و الجهاد و جادة الطريق، وذلك في الربع الأخير من القرن الماضي، رغم المحاولات الضارية من المحتل بكل قوة لإبعادنا وتغريبنا عن المنهج القويم ، واليوم في ذكرى النكبة نقول : الحمد لله أن عدنا إلى منهج ربنا، وأحيينا الجهاد فينا دفاعا عن ديننا وأرضنا وعرضنا ومقدساتنا،، فقد بدأت التباشير في الظهور، وكفة القوة مع الإيمان بإذن الله في ثقل و ترجيح… ليتحقق الوعد الإلهي الذي ننتظره، فقد اقترب بعودتنا إلى الله، الوعد والوعيد*

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …