الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : مسيرة الأعلام الإسرائيلية

نادرة هاشم حامدة تكتب : مسيرة الأعلام الإسرائيلية

نادرة هاشم حامدة

مسيرة الأعلام الإسرائيلية

(دَلِيلٌٌ على اللا شَرْعِيَّة، فهي مَسْخَرَةٌ    لَا مفخَرَة)

بقلم  : أ.نادرة هاشم حامدة

تصور لو أني قلت لك : أن آلاف المصريين سيقومون بمسيرة أعلام مصرية تظاهرية، ليثبتوا سياداتهم على إحدى ضفتي نهر النيل!! مؤكد ستتهمني بالجنون، لأن ما أعرضه عليك يخالف منطق العقل السليم، فلا يمكن لدولة صاحبة سيادة شرعية حقيقية تفرضها فعليا على أرضها، ويؤكدها لها التاريخ، والموروث الحضاري عبر آلاف السنين، أن تقوم بهذا الفعل المنكر الغريب، إلا إذا كانت في محل شك وريب من أدعيائها أنفسهم، قبل الآخرين . هذا تماما هو التوصيف الواقعي لتظاهرة الأعلام الإسرائلية، و التي يحاول الكيان فيها منذ خمسة وخمسين عاما، أن ينتزع شرعيته للقدس الشرقية، ويضع قبضته على المقدسات فيها، فكل عام يسعى جاهدا بهذه المسيرة المرور في شوارع القدس العتيقة وأزقتها، ومقدساتها، يهدف بهذا إلى إحداث واقعا جديدا، يزرع فيه روح الشرعية في نفوس قطعان المستوطنين الململمين من بقاع الأرض، وفي نفس الوقت يُعَوِدُ الفلسطينيين أصحاب الأرض على ما يفرضه من واقع جديد بالتدريج، في خطة خبيثة تهدف في النهاية إلى السيطرة الفعلية على القدس الشرقية، والمسجد الأقصى، فَلذلك يُسَيِّرُون كل عام المستوطنين بالأعلام الإسرائيلية، وسط حمايتهم بالآلاف من أفراد الأمن، ونصب عشرات الحواجز الحديدية لتؤمن لهم الطريق، وكذلك إغلاق المحال التجارية العربية، وفرض حظر تجوال شبه كامل على المكان، وإفراغ المسجد الأقصى وباحاته من المصلين، فبدون هذه الإجراءات الأمنية لا يجرؤ أحد من المستوطنين على المسير !!، وذلك جبنا وخوفا من الفلسطينيين، فهذه هي حقيقتهم، رغم أن كيانهم يمتلك أكبر قوة عسكرية ونووية في الشرق الأوسط، إلا أنه عاجز على تحقيق ما يسعى إليه في القدس منذ سنين، بسبب الصمود الاسطوري للفلسطينيين، فبعد احتلال مدينة القدس القديمة سنة ١٩٦٧، وهو يحاول فرض سيادته، وسيطرته الفعلية عليها، بعد.أن أعلن وحدة القدس بقسميها( الشرقي والغربي) ويهوديتها، كما وأعلنها عاصمة لكيانه الصهيوني، ضاربا عرض الحائط القوانين الدولية، فهو كيان مارق فوق القانون، يمده المجتمع الدولي الغربي ذو ازدواجية المعايير، بأركان القوة ليبقى مزروعا في فلسطين، في قلب العالم الإسلامي، كسرطان يتفشى فيه، تماما كما خطط الغرب قبل القضاء على دولة الإسلام (العثمانيين). إن المعطيات الحقيقية لمسيرة الأعلام الإسرائيلية على الأرض، تقول أنها مسخرة لا مفخرة، إذ تحمل منطقيا دليل عدم مشروعيتها، ولن تحقق أهدافها، وبالفشل دوما ستبوء، لأن الفلسطيني عنيد صلب، نشأ من صخر فلسطين، فهو صامد لا يغيره واقع هزلي مرفوض، وعلى اليهود أن يدركوا جيدا أننا نحن القوم الذين خفتمونا في فلسطين، ورفضتم أمر ربكم وكليمه، فلم تدخلوها لأن فيها القوم الجبارين ، فنحن هم الجبارون، ونحن اليوم بالإسلام ومعية ربنا أكثر جبروت، فعزائمنا بإذن الله أبدا لن تلين أو تخور، وستبقى القدس، بل فلسطين كلها إسلامية عربية، وأرواحنا لها ترخص وتهون

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …