الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
*ما بين التهدئة ومسيرة الأعلام*
كتب/ عاهد فروانة، 13-5-2023
اعتقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن هذه الجولة ستكون قصيرة مع ا.لجههااد من خلال اغتيال قادتها فجر الثلاثاء مما سيحدث الصدمة والارباك لديها، حتى انه لم يستدع الكابينت للمصداقة على تنفيذ هذه الضربة واكتفى بمشاورات امنية.
وبعد نجاح الضربة الأولى اتيحت له فرصة اغتيال جديدة في خان يونس فلم يفوت الفرصة لتعزيز انجازاته، معتقدا بأن الاوضاع ستنتهي عند هذا الحد خاصة مع نجاح القبة الحديدية في اسقاط معظم القذائف الصاروخية من غزة.
ما قلب الامور رأسا على عقب هو الصاروخ الجديد الذي تم اطلاقه على مستوطنة “رحوبوت” جنوب “تل أبيب” وتجاوز القبة الحديدية ومقلاع داود وأحدث اصابات مباشرة في صفوف المستوطنين وأضرار كبيرة، ما يعني سحب صورة الانتصار من نتنياهو والتي أرادها من أجل استعادة هيبته الامنية والسياسية داخل دولة الاحتلال التي تضررت كثيرا في الاسابيع الماضية.
المتغير الآخر الذي سحب الانجاز هو استهداف المستوطنات حول القدس بالقذائف الصاروخية، ما يعني إعادة الربط بين الجبهات وخاصة “القدس- غزة”، وهي التي سارع نتنياهو للقيام بالهجوم على غزة في هذا التوقيت قبيل مسيرة الأعلام في القدس حتى يضمن الهدوء مع غزة خلالها ولا يكون هناك أي ازعاج لهذه المسيرة التي أصبحت مقياس تحدي.
سارع نتنياهو بعدها للبحث عن صورة انتصار جديدة، وكان ذلك باغتيال الحسني، معتقدا ان ذلك مع تدخل الوسطاء سينهي هذا التصعيد دون الالتزام بأي شروط وبالصيغة المريحة له “الهدوء مقابل الهدوء”.
ا.لجههاا.د في المقابل تماسك بعد الضربات القوية التي تلقاها باغتيال ستة من المجلس العسكري واستطاع رد الهجمة بصورة نسبية وتمسك بشروط رآها مهمة له من اجل انهاء جولة التصعيد مثل وقف الاغتيالات ووقف مسيرة الأعلام، وهو ما رفضه الاحتلال سريعا.
الآن الاحتلال سيفعل ضغطه الميداني والعسكري والسياسي والاقتصادي حتى ينهي هذه الجولة قبيل مسيرة الأعلام المقررة آخر هذا الاسبوع، في المقابل فإن ا.لجههاا.د يرى ان استمراره في اطلاق القذائف الصاروخية واستخدام باقي الادوات التي يمتلكها مع قرب المسيرة سيشكل ضغطا على الاحتلال من اجل الموافقة على بعض الشروط التي يطرحها، وإلا فان التصعيد سيستمر حتى موعد المسيرة وهو ما يعني تصعيدا أكبر وأخطر.
