الرئيسية / الآراء والمقالات / سيلم النجار يكتب : سليماني شهيد القدس غزة ناكرة للجميل

سيلم النجار يكتب : سليماني شهيد القدس غزة ناكرة للجميل

سليم النجار

سليماني شهيد القدس
غزة ناكرة للجميل


سيلم النجار


ليلٌ متلون بالدم والكذب كأنه يقطينه متلونة بالماء، وزياد النخالة امين عام حركة الجهاد الإسلامي يسّف كما يليق بعجوز، ولكن جلسته في بيروت طالت، وعليه أن يجد مأوى لهذه الليلة٠
هذه المرة، خطاه هي التي جرّته، وليس من جرها إلى بيت ملالي إيران٠
طوال الطريق كان يقدم خطوة ويؤخر أخرى، راغباً وخائفاً، يتلمس جيبه اليمنى مفاتيح ما كان بيته، وبينها مفتاح بيته في غزة، وهذا مفتاح تركه عهدة في ذمة الأخوة في حركة حماس، وشعر بالندم بعد ترك هنية غزة وطار لتركيا لمواصلة النضال هناك، خاصة بعد اصطياد سليماني قائد الحرس الثوري في مطار بغداد، وصرخ صرخته المدوية حُزناً على ولي نعمته ( سليماني شهيد القدس)٠
على كرسيها الخيزران جلست أم الشهيد الدقة، فتعثرت بكلمات أمام العادلين عليّ بن أبي طالب قوله:( كفاك خيانة أن تكون أمينا للخونة)٠
كل شيء كما هو عندما طاف بالبيت خلف صواريخ إسرائيل، ما من ذرة غبار، وفوحٌ مثل فرح الحبق يملأ البيت، والغزي يغدو أكبر شجاعة نَفَساً بعد نفس: هذه قناة فضائية تغني للشهداء، وتلك تحذر من القوة الضارية لحماس، وأخرى تحمد الله على أنهم لم يقتحموا غرفة النوم للزهار خوفاً من إزعاجه، فهو مشغول بكيفية البحث عن محلل لحديثه الثوري :” أن نساء فتح سبايا لنا”، وكرر الحمد طويلاً عندما خرج بعد ساعتين، بعد ساعتين فقط، من غرفة نومه، فهمز خطواته كيلا تعاود جره أو تضطر إلى أن يعاود جرها٠ وعندما لاح له رئيس الجامعة الإسلامية وبشره أن الأسلام الذي دخل غزة منذ عام ١٩٧٨، مازال محافظ على وجوده وضمن المواصفات الحمساوية التي إستقتها من القرآن الكريم على ذمة قائد منهم، لا تُعرف هويته ولا مكان ولادته، كل ما يُعرف عنه انه طمئن أهل غزة أن حركة حماس ذُكرت في القرأن الكريم٠
في ليل غزي جديد سقيم عاش أبو طبيخ أحد كوادر المقاومة بعد أن قام بواجبه الشرعي وكفّرَ كل من يخالفه، في العتمة وفي ضوء الشموع التي وزعتها حماس على عناصرها المؤمنين- انقطعت الكهرباء ساعات لأول مرة منذ أيام – جرّاء القصف الإسرائيلي على الجهلة من أبناء حركة الجهاد الذين لا يعرفون شيء عن علم التكتيك، حقاً إنهم أغبياء، لم يبالغ أحد ظباط الضبط الميداني بقوله: ( بالكندرة بدهم يوافقوا على الهدنة)، أحد الخبثاء من أهالي غزة حاول استخدام عقله واستفسر عن عمل الضبط الميداني، وجاء الرد مسرعاً من جاره الحمساوي واتهمه أنه من أهل الردة قاتلك الله٠
القصف شغال، وأشلاء الأطفال في الشوارع، وصوت هنية يلعلع على أبواب المستشفيات التي تستقبل جثث الشهداء، والجرحي، أنا لا أكذب٠ قولوا إن شاء الله أكون من الصادقين:
سليماني شهيد القدس٠
وعملاً بنصيحة سمعها شيوخنا الأجلاء الصمت في ظل الظروف العصيبة التي تمرّ بها غزة، ضرورة، والضرورة تبيح المحظورات، لكن هناك واحد غبي قُتل ابنه وزوجته من القصف الأسرائيلي تساءل بكل جهل أين شيوخ الفضائيات كالعوفي واحمد الشقيري، وباقي ” الأورطة” مما يحدث في غزة؟
وجاء الرد على عجل من عَالِمْ ببواطن الأمور أن الشباب مشغولين بأمر جلل وقضية إستراتيجية ألا وهي مقاصد العدة للمطلقة، والقسم الآخر مهموم وباله مشغول بقضية عجز عنها كلٍ من سبقه : أيهما أفضل الدخول إلى ” الحمام” برجليه اليمني أو اليسرى، وحتى آخر صاروخ إسرائيلي قصف مستشفى ابو يوسف النجار، لم يجد الإجابة الشافية على سؤاله٠
نمت نوم عميقاً عميقاً، ربما لم انم منذ الليلة لأولى التي اشتعلت فيها التمارين الرياضية الإسرائيلية على البشر في غزة، جاءني جاري الملحد قاتله الله، لولا أن الخبط كاد أن يحطم الباب، وبدون السلام عليكم ولا صباح الخير – وقت مستقطع سؤال لكاتب السطور كيف تكتب أن ملحد لم يبدأ كلامه بالسلام عليكم؟ أما صحيح انك مجنون وأبله، لا يهم فالكلمات في بلادي لا قيمة لها إلا في غرف التحقيق، على كل حال نعاود لموضوعنا ومواصلة رصد ماقاله الملحد:
ألم تسمع نصر الله يرعد ويزبد من قناة المنار التابعة لحزب الله، أنه سيتدخل في الوقت المناسب لنصرة أهل غزة٠
وسألت جاري الملحد وانا مشدوهاً وخائفاً من أن يسمعني أهل الحل الربط هنا – متى الوقت المناسب؟
حاولت النهوض فأمسك صديقي الملحد بيده وأمرني بالبقاء على سريري٠ وأخذ صوته يتقافز ويتبدل كأنه يهرب به من أمر٠ وبعد قليل سألته فجأة عما أذا كان يعرف من هو مصمم زي خالد مشعل خير الرجال؟ تساءل ببله من هو هذا؟ فضربته على ظهر كفه عقاباً على جهله، وقلت: المُلا العمادي الذي،يأتي كل شهر معتمرًا بحقيبة الدولارات مرورا بمطار اللد ” بن غوريون” ، فاعلن جهله للمرة هذا الملحد بمن يصمم زي العمادي أطال ظله على الارض، فقلت هو نفسه مصمم أزياء ناعومي كامبل ولورا بوش، لا تقل أنك لا تعرف من تكونان٠لم أبه بإعلانه جهله للمرة الثالثة، ولا بتساؤله: ما لنا ولكل هذا؟ بل اندفعت أحدثه عن أهمية الفياجرا للذكور بعد انتهاء القصف الإسرائيلي، فممارسة الحياة مطلب إنساني، ومواصلة الإنجاب مطلب وطني، وفي هذه الأثناء انتشر خبر صادر من إحدى الفضائيات تحذر أهالي غزة من انتشار حبوب فياجرا مغشوشة سربتها إسرائيل!،
فرح صديقي الملحد لهذا الخبر السعيد مؤكدا صحة رؤيته أن العرب للعرب، وكلٍ يمارس دوره في معركة التحرير٠ وليس صحيحاً أن فلسطين ليست قضيتي٠

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية

الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية بقلم  :  سري  القدوة السبت 20 نيسان / أبريل 2024. …