الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : طوبى لكم يامسلمي فلسطين

نادرة هاشم حامدة تكتب : طوبى لكم يامسلمي فلسطين

نادرة هاشم حامدة

طوبى لكم يامسلمي فلسطين 

بقلم : أ. نادرة هاشم حامدة

يقول الله تعالى : *”قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ، آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ*” وكأن هذه الآيات تخرج من عقدها المكنون في كتاب ربنا، ومن خصوص سبب النزول، إلى لفظ العموم، في قرآن نتلوه، في كل زمان ومكان، وكل ظرف وحدث فيه مصروف، وكأن هذه الآيات تحاكينا نحن المسلمين في فلسطين المكلومة على وجه مخصوص، ليدفعنا أسلوب الأمر فيها بشكل مقصود، إلى حمد الله في كل حين، رغم كل ما نحن فيه، ورغم كل ما نلاقيه، من قَتْلٍ وَفَقْدٍ وَنَهْبٍ وَسَجْنٍ وَحِصَارٍِ وَمَنْعٍ وَتَجْوِيعٍٍ، وأجيال يُرَادُ لها أن تضيع، رغم آلة الحرب الصهيونية الموجهة فوق رؤوسنا من الكيان الغاصب، هذا اللص الْعَصْرِيّ الْعُنْصُرِيِّ، الذي زرعه دُعَاةُ الحضارة المزيفة في المجتمع الدولي، في أرضنا في فلسطين، فزرعوا بذلك باطلا مَسْخًا مشهودا، في أرض الحق الموعود، ومع كل هذه الابتلاءات علينا، ومع كل هذا التمحيص لنا، فإن هذه الآيات. ” *قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ*“ تخصنا نحن بالذات مسلمي فلسطين، في أن نحمد الله، على فضل عظيم نحن فيه، يستوجب منا التحميد، فالحمد لله، لك يا رب، حمدا طيبا، مباركا فيه، مباركا عليه، ملؤه السموات والأرض وما بينهما، وما دون ذلك، وما تحت الثرى، الحمد لله على عظيم نعمته علينا، أن جعلنا مرابطين على ثغر من ثغور الإسلام العظيم (هنا في فلسطين)، إنها والله منة منه، وفضل عظيم، فحين سأل الصحابة وهم خير القرون، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك فيما صححه العلامة الْأَلْبَانِيُّ رحمه الله من أحاديث فضائل الشام، والتي سأوردها بمعناها، حين سألوه إذا أدركتهم الفتن ماذا يفعلون؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ” *عليكم ببلاد الشام*”، ولماذا الشام دون غيرها من أمصار الأرض يا رسول الله؟ اِسْمَعُوا يا مسلمي فلسطين الجواب من رسولكم الكريم، لأن في الشام يكمن” *الإيمان*”، فطوبى لكم يا أهل فلسطين، وأنتم في بؤرة هذا الإيمان في بلاد الشام، حيث المسجد.الأقصى، أولى القبلتين، و ثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى خير الثقلين، فطوبى لكم.يا مسلمي فلسطين؟…. طوبى لكم، وأرضكم هي الحصن الحصين من الفتن التي أحاطت من حولكم ببلاد المسلمين، ولن تصيبكم، فأنتم فيها في حظيرة الإيمان، في حصن من ربكم، بقول نبيكم، فطوبى والله لكم،…. طوبى لكم يا مسلمي فلسطين، والله يُرِي رسوله في منامه، وَقَدْ.أِنْتُزِعَ عمود الكتاب من تحت وسادته صلى الله عليه وسلم، لَيُؤْتَى به من مكة نورا ساطعا إليكم، فوالله إنها بشارة عظيمة من الله لكم، فطوبى لمكانتكم عند ربكم، طوبى لكم والمصطفى يُخْبِرُ صحابته عنكم، أن خيرة أرض الله هي أرضكم، وأن خيرة عباده هم العباد الذين في أرضكم، فهنيئا والله يا أهل فلسطين خيريتكم على العباد عند ربكم، فطوبى والله لكم، ثم طوبى لكم، ونبيكم يخبر منذ مئات السنين عنكم، أنكم الطائفة المنصورة، على عَدُوٍّ الله وعدوكم، ظاهرين عليه، قاهرين له، لا يهمكم خذلان من حولكم، فلما سؤل عنكم، قال : إنهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فوالله هذا هو حالكم، كما وصفكم نبيكم، فطوبى يا مسلمي فلسطين لكم، طوبى لكم وقد قَدَّرَ الله الأقدار عليكم، فجعلها رغم ثقلها لكم لا عليكم، وجعل الأسباب كلها بركات لأجوركم، فقد خصكم بالأرض التي بارك الله فيها للعالمين دون غيركم، ،…… وقد وُكِلْتُمْ قتال عدو الله وعدوكم، فطوبى لكم والله يؤجركم خيرا دفاعا عن أمة الإسلام خلفكم، فطوبى والله لكم، وعباد لله مخلصون في بقاع الأرض يتمنون رِبَاطَ يَوْمٍ في سبيل الله مثلكم، أو جِهَادًا في سبيله مثل جهادكم، أو أن يُقْضَى لأحدهم شهيدا مثلكم، فوالله يا أهل فلسطين أنكم على شَرَفٍ رفيع قَدَّرَهُ الله لكم، تُعْلُونَ فيه راية الإسلام أنتم دون غيركم، فطوبى لكم، ثم ألف طوبى لكم……ثم يعتليكم في الآيات سلام من الله تحية أمن لكم : ( *وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ*) فسلام من الله يا مرابطي فلسطين عليكم، فأنتم بإذن الله في عباده الذين اصطفى، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه أن عباده الذين اصطفى هم صحابة رسول الله، وأنتم أحباءه بقول نبيكم، فسلام من الله عليكم، وقد أورد المفسرون (البغوي والقرطبي وغيرهما) أن العباد الذين اصطفى تشمل المؤمنين من السابقين واللاحقين، غير الأنبياء والمرسلين، فَسَلَامٌ من الله عليكم، يا من اصطفاكم واتخذ منكم الشهداء تترا، سَلَامٌ من الله عليكم، يعتليكم، ويثبتكم، ويؤيدكم، وينصركم، …..وللذين أنكروا هذا الفضل لكم، و جَهِلُوا المنة عليكم، وأَبَوْا أن يكونوا معكم، فليسمعوا قول الحق عنهم، في بِسَاطَةٍ وٍهُدُوءِ من اللفظ، في يقين القوة والفسر، في سؤال حق، تدرك جوابه فيهم النفس، يقول عنهم : ( *آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ*) فَأَيُّ مقابلة سٍوءُ، تُدِيَّنُ هؤلاء الغافلين، ( *آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ*” ) فيا مَنْ أشركتم بالله مفاتن الدنيا من حولكم، تُخْفُونَ شِرْكَكمْ في نفوسكم، والله أعلم بكم، تفضحه عليكم أفعالكم، ثم يوم القيامة ستنطق به ألسنتكم، بما تقاعستم عن نصرة ربكم، وبما حاربتم أولياءه بكل ما استطعتم، ستفضحكم يوم القيامة جوارحكم، بعد أن جعلتم الله أهون ما عندكم، وكانت أموالكم وأبناؤكم و تجارتكم ومساكنكم وأهلوكم ومناصبكم وكراسيكم خيرا من الله عندكم، والله.هو المتفضل بها عليكم، ففي سخرية من الفعل، وتهكم الواثق، يَرُدُّ الله عليهم، في يقين العارف بأن إليه مرجعهم، يسألهم : ( *آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ*)، رغم أن شركهم الخفي بالله، وحرصهم عليه، لن يغير شيئا في معادلة السماء لو كانوا يعقلون…….. وإلى.أن تحكم.السماء قبضتها بمشيئة ربها سنظل على الوعد والعهد مرابطين صامدين لعدونا قاهرين ، قائلين : *” الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ*” فطوبى لكم يا مسلمي فلسطين، طوبى لكم إلى يوم الدين

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل

200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل بقلم  :  سري  القدوة الخميس 25 …