الرئيسية / الآراء والمقالات / نادرة هاشم حامدة تكتب : ليلة القدر وضمير الشأن

نادرة هاشم حامدة تكتب : ليلة القدر وضمير الشأن

نادرة هاشم حامدة

ليلة القدر وضمير الشأن

أ. نادرة هاشم حامدة

تصور أن أحدهم يخبرك عن حفل.خيالي مهيب، حيث حَدَثٌ ترقبه كل عام ملايين الجموع، فيه تُمْنَحُُ أعطيات عظيمة للحضور، ثم يصفه لك وصفا لا تتصوره العقول، فيصيبك منه الفضول، تريد أن تتعرف إلى صاحب الشأن العظيم الذي يقام له كل هذا المقام الرفيع، لعلك تلتمس من ذات عينه أعطيات أكثر مما أخذه الحضور، فتسأل عنه محدثك، مَنْ المحتفى فيه؟ فتجده لا يعرف، فلا يجيب، فما أفقر من حُرِمَ حكمة الأمور. *انتبه* : فنحن في موسم الْحَدَثِ الكوني المهول، الذي يحدث في ليلة القدر من شهر رمضان خير الشهور، فهل تعرف صاحب الشأن الذي لأجله هذا الحدث معقود؟ إنه حَدَثٌ غير اعتيادي، بدايته في السماء، ثم على الأرض مسرحه المشهود، وفيه معراج ملائكي بين السماء والأرض منصوب، يبدأ من مغرب ليلة القدر حتى طلوع الفجر ، ويكون بالملائكة معمور، فَمِنْْ كثرتهم تضيق بهم الأرض، فهم يومها أكثر من الحصى فيها، كما حَسَّنٌَ هذا القول الألباني، من حديث الصادق المصدوق، ملائكة لا تتوقف عن عبادة ربها لحظة، ولكنها بأمره تتَنَزَّلُ إلى الأرض لتشارك في هذا الحدث المهيب، فتتفقد الموجود.و تسلم على الحضور، تكون جماعات منسقة، منظمة، منجمة، دلنا الفعل *”تَنَزَّلُ”* على هيئة هذا النزول، تملأ الأرض ليلتها بالنور، فيغشانا منها السكينة بركات، وتنشرح بها الصدور، وأما أمين الوحي جبريل الذي كان همزة الوصل بين السماء والأرض شغله المشغول، ينزل ليستمع إلى ما أوحى في زمن.الرسول، فيسمعه متلوا من الصدور و من السطور، فهل عرفت مَنْ الذي على شرفه ليلة القدر بعظيمها تكون، إنه القرآن العظيم، صفة الحي القيوم، إنه القرآن الكريم، كلام الله الذي أحيا به القلوب، إنه الدستور الذي به الجنة أو النار يوم النشور، فمن كان ليلة القدر قائما فيه، غفر الله له سابقة الذنوب، فإياك أن تكون عنه في تدبر سورة القدر من الغافلين، فإن سورة القدر في عظمة شأنه كل معانيها والحروف، وقد بَيْنَهُ الله في ضمير الشأن ” *أنزلناه”* فكان القرآن أعظم منزول، ولم يصرح به المولى لأنه عظيم الشأن معروف، إنه يدل على كلام الله الحي القيوم، وكل ما في ليلة القدر هو مخلوق، فهل عرفت ليلة القدر من ضمير الشأن ماذا تكون؟ فيا من ترجو من ليلة القدر أعظم الأجور، إذا كانت ليلة القدر تحتفي بالقرآن العظيم مرة في كل عام، فها هو قرآنك الْمُحْتَفَى به، بين يديك على مدار الساعات والأيام والشهور، لك في كل حرف تتلوه منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء الأجور، فإن نلت بليلة القدر العفو والغفران، فبالقرآن والله ستترقى درجات الجنة في صعود

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،،

ياسامعين الصوت ،، بقلم  اللواء سليم الوادية  مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،، زمن الرسول محمد …