الرئيسية / الآراء والمقالات / صالح الشقباوي يكتب : العنف الصهيوني ظاهرة احتلالية وليس ظاهرة اجتماعية

صالح الشقباوي يكتب : العنف الصهيوني ظاهرة احتلالية وليس ظاهرة اجتماعية

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

العنف الصهيوني ظاهرة احتلالية وليس ظاهرة اجتماعية 

دكتور صالح الشقباوي 

العنف الصهيوني اشكالية وجودية كبيرة في حياة الشعب الفلسطيني حيث اختلفت حدوده باختلاف غاياته ومصالحه لذا وبحكم انتماءنا للحقل الفلسفي سنعمل على استدعاء المفاهيم التي تساعدنا فعليا على تحليل وتفكيك ظاهرة العنف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بكل أبعادها السياسية والدينية والفكرية والأيديولوجية .

بعقل فلسفي وأفق تاريخي و من زاوية نقدية تفكيكية سأستحضر غايات وأهداف فلسفة جابوتنسكي الذي أصر على أن العنف هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تحقق أهداف الحركة الصهيونية في الوجود علما أن الفيلسوفان يورغن هابرماس وهانز جورج غاديمير اللذان ركزا على إشكال حضور الماضي في الحاضر ورفضا التعصب الغبي بعد أن رسما طريق الأنسنة المعقلنة حيث عاشا مخاضا اجتماعيا صعبا في التحور الجذري الى الوضع العقلاني وهذا ماجعل جابوتنسكي يغالي في محاكاة التديّن الذي يؤدي بالضرورة الى التطرف وارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني لذا أدعوا الى ضرورة إعادة النظر الى النصوص الدينية اليهودية من زاوية فلسفية والمباشرة بالإصلاح الديني ورفض كل أشكال التعسف والظلم والقتل باسم الدين والسلطة اللاهوتية .

كما وادعوا الى ضرورة انتصار المؤسسات المدنية اليهودية المسؤولة عم عقلنة السلوك والوصول الى مفاهيم الضرورة بخطر استمرار العنف الصهيوني من خلال انتصار المؤسسات الدينية ، فانتصار الدين يؤدي الى قتل مفهوم الاعتراف خاصة فيما يتعقل بالذاكرة المجروحة فالفلسطيني والاسرائيلي لايتصالحان ولايتعايشان بسلام وأمن واطمئنان دون تصالحهما مع الذاكرة المشتركة والاعتراف بالمسؤولية اتجاه الضحايا واعتماد فلسفة جون لوك مؤسس فلسفة التسامح الديني والتسامح اللامشروط .

انني ادعوا المؤسسة الاسرائيلية السياسية الى احضار العقل الرشيد وقدرته في التمييز بين الحقيقة وبين الأوهام خاصة أن العقل هو الأداة المالكة للقدرة على تنوير الناس عندما يخاطب الناس في فضائلهم وانسانياتهم وهنا اتساءل هل العنف الممارس بهمجية عالية الدرجة والمستوى من قبل الصهاينة هو نابع من طبيعتهم الانسانية أم أنه مصطنع كأداة تتماشى والظرف الصهيوني واليهودي والاسرائيلي العام بعد فشل ذريع للربيع العبري وفشل تحقيق منظوماتهم وأحلامهمافي اقامة دولة يهودية عالمية .

ففي قلق الصهيوني كمفهوم ايديولوجي مكانة قوية في عقل اليمين الصهيوني المتطرف الذي رفع من وتيرة قتله وسفك دماء للفلسطينيين كتوجه ثنائي الوظيفة للدفاع عن وجوده القلق من وجوده بسبب فشل ذريع لنتائج المشروع الصهيوني الاقليمي والدولي ورفع وتيرة التحدي الوجودي الفلسطيني الذي قتل الخوف من ذاته ورفع وتيرة صموده واثبات وجوده رغم اختلال موازين القوى لذا فان حديثي عن شعور القلق الذي حجز مكانا كبيرا في فكر فلاسفة الوجودية الصهاينة المعاصرين حيث أجد أن القلق عندهم قد ارتبط بثيمات وجودية مثل الهزيمة ، التفكك ، العدم الوجودي لذا فقد جعل الصهيوني قتله للفلسطيني هو الشرط الوجودي الأساسي له والإحساس المهيمن عند كل فلاسفة الحركة الصهيونية المعاصرة اللذين يستنبطون وينتجون كيفيات استمرار وجودهم وبقائهم والاستفادة الحقيقية من سبب فشل الحملات الصليبية السبع على فلسطين هذه الدوافع للمفاهيم جعلت محركا للمعالجة الوجودية اليهودية وعلاقته بالأرض خاصة وأن القتل عنده هو التوليف (synthesis) بين الفلسطيني والاسرائيلي ، بين الوجود والعدم هذا التوليف يتم عبر القتل الذي هو أساس الوجود والاستمرار الصهيوني فوق المكان .

هو توليف بين محدودية الاسرائيلي ولانهائية الفلسطيني فالروح الفلسطينية قوة متلبسة حيث تتعرض للقتل الصهيوني الذي يربط بين الصهيوني وبين القوة ، انه دافع يكمن وراء قلق الاسرائيلي كونه غير قادر أن يكون نفسه لأنه يشعر بأنه محتل غير أصيل ومغترب عن المكان والتاريخ وهو في قتله يخلط بين الذعر والخوف والموت والهزيمة علما أن نتيجة الربط بين الذعر والخوف عند الفلسطيني هي الحرية ، لذا أقول أن الكيفية التي يتجاوز بها هذا الصهيوني قلقه الوجودي هو اعلانه عن حقيقة الاعتراف بالحق الفلسطيني فلا خيار للاسرائيلي الا الاعتراف 

بالحقيقة فالفلسطيني كائن الممكن الذي يريد دولة ونشيدا وعلما

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية

الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية بقلم  :  سري  القدوة السبت 20 نيسان / أبريل 2024. …