الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : السقوط الأخلاقي لمنتقدي العمليات

عمر حلمي الغول يكتب : السقوط الأخلاقي لمنتقدي العمليات

عمر حلمي الغول

السقوط الأخلاقي لمنتقدي العمليات

عمر حلمي الغول

الشعب العربي الفلسطيني، هو الشعب المؤمن والمحب والمنادي والمتمسك بالسلام، ويرفض الإرهاب والعنف والحروب بكل اشكالها، لانه اكتوى بنار الاستعمار البريطاني والصهيوني، ذاق مرارة ووحشية الحروب، والتشرد والاعتقال والحرمان والهجرات والنكبات والمآسي. قرن ونصف من انتداب بريطاني إلى واحدة من النكبات الأخطر في تاريخ البشرية، حيث قام الغرب الرأسمالي الانكلوسكسوني والفرانكوفوني بتجنيد عصابات من المرتزقة اليهود، الذين ضللتهم الحركة الصهيونية واستقطبتهم عبر مجموعة من الأكاذيب والاساطير والخزعبلات، ونسجت لهم رواية مزورة، لا أساس لها في الواقع، ولا يدعمها أي موروث حضاري، وحملتهم ليقيموا دولة على ارض الشعب العربي الفلسطيني بهدف تمزيق وحدة العرب، وتأبيد تخلفهم، وسرقة ونهب ثرواتهم وكفاءاتهم واموالهم وميراثهم الحضاري، وليحولوا دون نهضتهم وتطور مشروعهم القومي العربي التنويري.

وحصدت العصابات الصهيونية الاجرامية قبل وبعد إقامة دولة التطهير العرقي الصهيونية المئات والالاف من الضحايا عبر سلسلة طويلة من المجازر والمذابح والحروب، والتي طالت الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير كامل للقرى والمدن ونهب وسلب واستيلاء على الاراضي والمؤسسات والمرافق الحيوية، ومازالت دولة المشروع الصهيوني تواصل استباحة الشعب العربي الفلسطيني في كل بقعة يتواجد فيها على ارض وطنه الام فلسطين التاريخية.

ورغم كل المصائب والمجازر والنكبات ومئات الاف من القتلى والجرحى والأسرى والملايين من اللاجئين منذ 75 عاما، الا ان الشعب الفلسطيني تمسك بخيار السلام، ومد يده بجدارة وشجاعة، ولكن يد الغدر الصهيونية نكثت بكل الاتفاقات والعهود، وكلما تقدمنا خطوة للامام نحو السلام، كلما تراجعوا الف خطوة للوراء. مع ذلك الغرب الرأسمالي بقيادة اميركا لم يأخذ موقفا جادا، ولم يضغط على إسرائيل لتنفيذ قرار واحد من القرارات الأممية، التي تزيد عن الالف قرار، الامر الذي ساهم في تغول دولة الإرهاب والفاشية الإسرائيلية على مصالح وحقوق الشعب العربي الفلسطيني.

ومع ذلك عندما تدافع القيادة الفلسطينية عن الذات الوطنية، وتحاول الالتزام بتنفيذ قرارات المجالس الوطنية والمركزية تهل علينا الوفود تباعا، بالإضافة للرسل من الداخل والخارج، وتقوم الدنيا ولا تقعد، وينهال الضغط عليها من الاشقاء والغرب، فضلا عن التهديد والوعيد بعظائم الأمور. وحدث ولا حرج عندما يقوم فلسطيني بعملية فدائية للدفاع عن الذات والوطن والشعب، تنطلق الابواق الرخيصة والمأجورة لتهاجم العملية والشهيد، وتدرج العملية البطولية في قوائم “الإرهاب”، في حين تصمت كل تلك الأصوات الرخيصة والجبانة امام فاشية وغطرسة وعنصرية دولة التطهير العرقي الصهيونية، وكأن شيئا لم يحدث؟

ويتجاهل أولئك الساقطون أخلاقيا ووطنيا وقوميا وانسانيا عن جرائم حرب الدولة الاستعمارية الإسرائيلية، ويصمتون صمت اهل الكهف عن الانتهاكات الخطيرة والفاضحة في القدس العاصمة وفي مختلف الأراضي الفلسطينية، وضد أبناء شعبنا في الجليل والمثلث والنقب والساحل، ويلوذون بالخرس والعجز عن اعلان موقف عن رفض إسرائيل لخيار السلام، واستمرار مواصلة التهويد والمصادرة وإعلان عطاءات البناء وتشريع البؤر الاستيطانية الاستعمارية، وقتل الأبرياء على الهوية الوطنية، وتخريب وهدم البيوت والمنشآت والورش للسكان الفلسطينيين.

وبودي ان اسأل أولئك التجار الفاسدين أخلاقيا وقيميا وقانونيا وسياسيا، اين انتم من مجازر إسرائيل؟ اين انتم من دهس المستعمرين للأطفال الفلسطينيين وقتل الحوامل على الحواجز الإسرائيلية؟ اين انتم من جرائم حرب دولة الإرهاب الصهيونية المنظم؟ آن الآوان ان تكف كل تلك الأصوات الناعقة والمتورطة مع إسرائيل الدولة المارقة والخارجة على القانون. لان الفدائي الفلسطيني هو الاحرص على عدم التعرض للابرياء، وللاطفال والنساء خصوصا، رغم ان النساء جزء أساسي من المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. ومع ذلك ينأى الفدائي عن إيذاء الأطفال والنساء، ويفكر الف مرة في البعد الإنساني. لانه يدرك قيمة ذلك أخلاقيا، ويرفض ان يتعامل بذات السياسة الاجرامية الإسرائيلية. كونه صاحب مبادئ واخلاق سامية تتجاوز حسابات ومنطق دولة العدوان والجريمة المنظمة.

وعليه فإن الفدائي والقيادة الفلسطينية هم الأكثر تمسكا بالسلام، وبرفضون الإرهاب. ولكنهم متمسكون بحق الدفاع عن الذات الوطنية، وعن الحقوق والمصالح والثوابت الفلسطينية، ولن يرفع فلسطيني راية الاستسلام امام بطش الدولة الفاشية، ليس هذا فحسب، بل سيتم الدفاع بكل الوسائل المتاحة للمقاومةى دفاعا عن الأهداف الوطنية كاملة غير منقوصة. ومرة أخيرة فلتصمت وتخرس كل دول الردة العربية وجواسيس إسرائيل في الكنيست من جماعة “راعم” وغيرهم من دول الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة، راعية دولة الشر والإرهاب والفاشية الإسرائيلية.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين

تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين بقلم  :  سري  القدوة الاثنين 15 نيسان / أبريل …