الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : دعونا لا نستنسخ التاريخ ؟

علي ابوحبله يكتب : دعونا لا نستنسخ التاريخ ؟

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

دعونا لا نستنسخ التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟ والشروع بحوار جدي للخروج من مازق الانقسام 

المحامي علي ابوحبله

لم يختلف الفيتناميون على حكومة بلادهم أيام الاحتلال الأمريكي وكذالك لم يفعل الفرنسيون أيام الاحتلال النازي, بل توحدت كل الجهود والإمكانيات لتحقيق النصر وانتصرت الثورة الفيتنامية على أمريكا وانتصرت فرنسا على الغزو الألماني لبلادهم وسقطت حكومة فيشي واعتلى الجنرال ديغول سدة الحكم بعد تحرير فرنسا من قبضة الألمان 

نحن وحدنا من دون شعوب الأرض من جعلنا الاحتلال مربح وبدون تكاليف فهو يحتلنا علنا وعلى رؤوس الأشهاد ونحن نرفع عنه أية كلفة للاحتلال بل على العكس من ذلك هو يمارس الربح علنا الآن، وعلى الجميع من القوى والفصائل أن تعيد حساباتها ونسأل , كم ندفع للاحتلال ثمن كهرباء تولد على أرضنا وماء يسرق من جوف أرضنا وبترول يأتي من بترولنا وثمن الهواء الذي تدفعه الاتصالات لهم هو يستغل الأرض ويصدر مواردها ويستغل الأيدي العاملة الفلسطينية هو يزرع ويبني المستوطنات ويقيم المشاريع والبني التحتية في أرضنا التي يستغلها تحت سمعنا وبصرنا وبتاييد امريكي وغربي ولا نملك سوى تصدير بيانات والتنديد والاستنكار , نحن لسنا بوجهة نظر الاحتلال أكثر من شركة استثمارية مربحة للاحتلال ، فالاحتلال يحقق مرابحة من جراء احتلاله ما يقارب ما يزيد على ستة مليارات دولار سنويا

انشغلنا بخلافاتنا واشغلنا العالم بها وتناسينا وتناسى العالم معنا أن هناك احتلال على الأرض يمارس القتل والتدمير والتهويد والاستيطان علنا وعلى مرأى منا ومن عالمنا العربي الذي البعض منه وهرول للتطبيع مع الكيان الغاصب، وجرائم الاحتلال تتم تحت بصر وسمع المجتمع الدولي .

الخلافات والصراعات بين قوى فلسطينيه وازنه وفاعله على الارض تعيدنا للتاريخ ، تاريخ صراع الفلسطينيين بين مجلسين ومعارضين بين 1920-1934م ودور سلطات الانتداب البريطانيى في إثارتها وتعزيزها (الانتخابات البلدية أنموذجاً)

وتحدثت الدراسة عن الصراع الفلسطيني الفلسطيني بين المجلسيين والمعارضين خلال عشرينيات القرن العشرين والثلاثينيات منه ودور سلطات الانتداب في إثارته وتعزيزه، وعن الصراع الذي دار في المؤتمرات الفلسطينية الذي أنتج لجنة تنفيذية ضعيفة مهلهله متناقضة ومتصارعة، حيث كان لذلك أثرٌ سلبيٌ على أداء القيادات الفلسطينية خلال تلك الحقبة مما انعكس على نتائج الانتخابات البلدية. وتحدثت عن أسباب عدم إجراء سلطات الانتداب انتخابات بلدية في فلسطين سوى مرتين، وعن أسباب اختيار النشا شيبي لقيادة المعارضة، والطريقة التي استلم فيها رئاسة بلدية القدس. وأظهرت كيف استغلت سلطات الانتداب قانون البلديات العثماني لعام 1877 وأسباب التعديل عليه بالمرسومين اللذين صدرا عامي 1926 و1929، وإصدارها قانون الانتخابات لعام 1934، وتحدثت عن نشأة بلدية القدس.

  وأسهبت في توضيح شكل الانتخابات البلدية التي جرت عامي 1927 و1934، فتحدثت عن دوافع سلطات الانتداب من عدم إجرائها سوى مرتين خلال فترة الانتداب، والأسباب التي جعلتها تدعو إلى إجرائها، وتحدثت عن التنافس بين المجلسيين والمعارضين أبان الانتخابات وأثره على نتائجها. كما أبانت سياسية الكيل بمكيالينْ التي اعتمدتها سلطة الانتداب، في تمييزها في التعامل وبين البلديات العربية واليهودية.

 دعونا نستحضر في هذه المقالة التاريخ لعل وعسى أن نخرج من عنق الزجاجة ونعود لأولى أولويات الصراع مع الاحتلال وليس الصراع على خلافة ابومازن او صراع المصالح وإمبراطوريات المال وفلسطين من نهرها إلى بحرها تحت الاحتلال الصهيوني  

اولا “- المجلسيين والمعارضين شكلوا النموذج الأول في تاريخ الخلاف الفلسطيني وانتهت إلى ما انتهت إليه خلافاتنا الفلسطينية وقضيتنا الفلسطينية حيث رسخ الكيان الصهيوني أركان كيانه على ارض فلسطين . وفيما بعد ضمت الضفة الغربية للأردن وقطاع غزه تحت الاداره المصرية .

ثانيا :- منظمة التحرير الفلسطينيه بقيادة أحمد الشقيري في بداية الستينات وظهور الفصائل وبروز الصراع على قيادة المنظمة بعد هزيمة 1967 مباشرة.

ثالثا”- الصراع مع السلطة اللبنانية والاقتتال مع السلطة في الأردن وما آلت إليه الأمور من خروج المقاومة من الساحة الأردنية واتفاق القاهرة عام 69 مع لبنان.

رابعا”- ظهور الصراع الداخلي في أوساط منظمة التحرير بين تحالف فتح الديمقراطية والقوى الرافضة للحلول والتنازلات .

خامسا:- الحرب الأهلية اللبنانية والانغماس الفلسطيني بها والوصول للاجتياح الإسرائيلي للبنان والخروج الرسمي للمقاومة من لبنان.

سادسا:- ظهور الانقسام الحاد في المنظمة بين التحالف الوطني والتحالف الديمقراطي واللجنة المركزية لفتح.

سابعا:- الانتقال إلى محادثات مدريد وأوسلو وإعلان الاتفاق وظهور محور أوسلو – الفصائل العشر.

ثامنا “- تأسيس السلطة الفلسطينية والتخبط الذي أصاب الجميع بين مشاركة حيية ومعارضة أكثر خجلا ومواقف بلا معنى بدأت بمقاطعة الانتخابات وانتهت بالمشاركة المطلقة للجميع وانتهت إلى ما انتهت إليه .

عاشرا “- ما نعيشه الآن من خلافات وصراع لا نعلم إلى أين سيقودنا وانتظار ليس له ما يبرره من قبل الآخرين.

وعن الخلاف الفلسطيني ومخاطره وما ينتظر الفلسطينيين اثر مخرجات المجلس المركزي كتبت صحيفة معاريف : خليفتان وخطران و”معتزل”.. ما الذي يتربص بالساحة الفلسطينية الداخلية ؟- بقلم د. موشيه العاد – شيء ما حصل في السلطة الفلسطينية؛ فقد قرر رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) ابن الـ 86 الذي يعتزم على ما يبدو الإعلان عن اعتزاله، أن يعين اثنين يخلفانه بدلاً من واحد، وهو فعل قد يشعل النار في أرجاء “المناطق” [الضفة الغربية]. والسبب: عدم وضوح أحد الاثنين الذي سيكلف بقيادة الفلسطينيين. وبناء عليه، ينطلق نقد حاد على المستوى الشخصي والمزاج المناهض للدين لدى الرجلين. ما يحدث في قيادة السلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة يمكن أن نصفه كمقدمة لحرب أهلية.

ويختم الدكتور موشيه العاد مقاله ” الشعب الفلسطيني بعمومه ليس راضياً عن أداء السلطة، حيث ادعاءات قاسية بالفساد، ومس بحقوق الإنسان، وتبذير وعدم نجاعة، وكلها صفات تلتصق بالسلطة منذ قيامها ” ويكمل ” امتنع الشعب الفلسطيني في السنوات الأخيرة من الخروج بجموعه إلى الشوارع. ولن يكون رهاناً خطيراً التنبؤ بأن الشوارع ستمتلئ هذه المرة فقط في رام الله وبمؤيدي “فتح” الذين يرتزقون من صندوق السلطة. ولكن إذا ما انكسرت التقاليد، وخرج المؤيدون بالفعل إلى المعركة الأخيرة، فسنشهد حمام دماء لحرب أهلية.

هذا التهويل الصهيوني وهذا الاستغلال البشع من قبل صانع القرار الصهيوني كلها ضمن مخطط صهيوني قديم متجدد لفلسطنة الصراع الذي يخدم المشروع الصهيوني ومخخطات التهويد والتوسع الاستيطاني 

هذه المخاطر التي تتهددنا بهذا التمحور والانقسام وتمترس كل فريق بما يرى انه الأصح مع طغيان ألانا ولغة المصالح وامبراطوريات المال والاقتصاد على حساب المصالح والحقوق الوطنية بحيث باتت القضية الفلسطينية أمام مفترق خطير ومفصل تاريخي نتمنى ان لا يعيدنا للماضي ، وان تنجح سلطات الاحتلال بتمرير مخططها حيث تمارس نشاطاتها الاستيطانية وسياستها التهويديه في ظل خلافاتنا, لقد انتصرت إسرائيل على المجلسيين والمعارضين وانتصرت في تحقيق أهدافها وتمرير مشروعها الاستيطاني وتهويد القدس وهي تعد مخطط الترحيل للمقدسيين والفلسطينيين من الغور والخان الاحمر عبر سياسة تكريس وفرض سياسة الأمر الواقع للضم الزاحف ، وها نحن بخلافاتنا وتمحورنا واستعادتنا لاستنساخ التاريخ نكمل توفير الأجواء لها للانتصار دون أن يحقق أيا من المتصارعين الفلسطينيين شيئا بشان القضية الفلسطينية فلا المجلسيين استمروا بحكومة عموم فلسطين ولا المنظمة انتصرت بإخراج الأردن من الدائرة وتحول قرار مؤتمر الرباط من قرار لصالح القضية الفلسطينية إلى فرصة لتفريغ المكان أمام الاحتلال

 وهكذا تحول فك الارتباط القانوني والإداري بين الضفتين الشرقية والغربية إلى احكام سلطات الاحتلال الصهيوني قبضتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة وحولت حكومة الاحتلال الصهيوني مفهوم اتفاق اوسلوا من مفهوم صراع على حقوق إلى تنازع على أراضي ، وهي ممعنة في نهب الأرض الفلسطينية وتهويدها وتمكنت فعلا وعملا من تحويل الصراع من صراع على حقوق إلى تنازع على اراضي ،وبالتالي فلم نجد في سلتنا الفلسطينية سوى هذا الصراع على الاستحواذ على النفوذ والقوى دون أن نأخذ في اعتبارنا أن الاحتلال جاثم على صدورنا ، , فهل هذا الصراع يحقق هدفنا ويوصلنا لتحقيق شعار رفعناه منذ انطلاق ثورتنا استقلال القرار الفلسطيني, وأي استقلال هذا ونحن نعيش صراع مراكز القوى وصراع مصالح والبعض يعمل لتحقيق مآرب لأجندات خاصة ,

نختلف ولا نعرف على ماذا نختلف ضللنا بوصلتنا وغرقنا في متاهات خلافاتنا وأصبحنا نفتقد لمعرفة ما نريد ، نريد سلطه وطنيه ولا نريد …. نريد حكومة وحده وطنيه ونسعى لتكريس الانقسام ….. نريد امن واستقرار ونسعى للفوضى والعبث الأمني ،نرفع شعار نعم لتطبيق القانون والانتصار لمبدأ سيادة القانون ونخرق القانون ، نريد الحفاظ على الأرض والهوية ونغرق بخلافات تؤدي بالأرض والهوية معا

عاصرنا ثورات العالم التي انتصرت إلا نحن الم ينتصر الفرنسيون على حكومة فيشي النازية الم ينتصر الجزائريون على احتلال فرنسا للجزائر الذي دام مائة وثلاثون عاما ، الم ينتصر الفيتناميون على الاحتلال الأمريكي الم تنتصر كوبا على حصارها ويبقى السؤال لماذا لم ننتصر والجواب لأننا نستنسخ تاريخنا ونغرق في صراعاتنا وخلافاتنا دون أن ننجح لتحديد أولوية بوصلتنا

فهل للقوى والفصائل ان تستفيق من غفوتها وتنهي هذا الانقسام امام المخاطر الجديه التي تشكلها حكومة اليمين المتطرف للاراضي الفلسطينيه واستهدافها للكل الفلسطيني 

الرد على سياسة العدوان والتهويد والقتل بلا تمييز ومصادرة الاراضي الشروع بحوار جدي ومعمق للاتفاق على رؤيا وبرنامج وطني يجمع الجميع عليه والشروع بتشكيل حكومة انقاذ وطني توحد الجغرافيه الفلسطيني ويكون بمقدورها ترتيب البيت الفلسطيني من خلال انتخابات تشريعيه ورئاسيه حتى يتسنى تمتين الجبهة الداخليه الفلسطيني ويكون بمقدور الجميع للتصدي للاحتلال بمرجعيه استراتجيه فاعله وقادره على مواجهة مخططات الاحتلال باراده وقوه وعزيمه تقودنا للانتصار اسوة بكل الشعوب التي قاومت المحتلين والمستوطنين وانتصرت عليهم

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …