الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : غايات نتنياهو من المجزرة

عمر حلمي الغول يكتب : غايات نتنياهو من المجزرة

عمر حلمي الغول

غايات نتنياهو من المجزرة

عمر حلمي الغول

تاريخ الحركة الصهيونية وعصاباتها الإرهابية ودولتها الفاشية، هو تاريخ اسود، تاريخ مغمس بالدم والجريمة والإرهاب المنظم، تاريخ مجبول بإعادة انتاج المحرقة، ومزنر بالمجازر والمذابح ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني ليحقق قادة الحركة ودولتهم اللا شرعية غاياتهم الاجرامية في نفي وسحق صاحب الأرض والتاريخ والموروث الحضاري، وترسيخ مكانة الدولة اللقيطة على انقاض نكبتهم المتواصلة، وتقديم الخدمات مدفوعة الثمن للغرب الرأسمالي عبر تمزيق وحدة العرب، والحؤول دون استنهاض المشروع القومي العربي، ونهب ثرواتهم وطاقاتهم وعائداتهم المالية، وسرقة نفطهم وغازهم بابخس الاثمان، واستغلال موقعهم الجيواستراتيجي في مجابهة الأقطاب الدولية الأخرى.

سيرورة وصيرورة دولة التطهير العرقي الصهيونية تصب في الغايات والاهداف المذكورة آنفا، ولا تحيد عنها. لا سيما وانها مهام التزم بها قادة الحركة الصهيونية امام سادة الغرب، ودولتهم العميقة، او حكومتهم العالمية. واي كانت التعرجات والانحناءات والتراجعات المؤقتة والارباكات، التي واجهت مسيرتهم، لم يتخلوا للحظة عن خط سيرهم الناظم لصيرورة العملية الاستعمارية.

وارتباطا بما تقدم، نلحظ التكامل العميق بين الحركة الصهيونية العنصرية الرجعية، ودولتها المارقة والغرب الرأسمالي، الذي أصل لوجودها وبنائها، ودعمها بكل مقومات البقاء والتطور والتفوق على العرب. ولن يسمح هذا الغرب الأميركي وقبله البريطاني، او من سيحل بعدهما في قيادة المعسكر الغربي، ان قدر لإسرائيل البقاء والعيش لاكثر من ثمانية عقود، للعرب أنظمة او منظمات ثورية بالتفرد بالدولة الأداة المأجورة، الا اذا تحللت واندثرت لوحدها بفعل الكفاح الوطني التحرري، واتساع وزيادة وتعمق التناقضات فيما بين مكوناتها.

انطلاقا من هذا المدخل، الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بغض النظر عن ائتلافاتها ومكوناتها الحزبية، فإنها جزء لا يتجزأ من منظومة الغرب الرأسمالي، ولهذا تعتقد جازمة انها خارج المساءلة، او الملاحقة القانونية، ليس هذا فحسب، لا بل محمية من اسيادها، وبناؤها ومؤسسوها في الغرب بمختلف مكوناته الانكلوسكسونية والفرانكوفونية.

وعليه فإن مجزرة جنين صباح يوم الخميس الماضي الموافق 26 يناير الحالي هي الامتداد الطبيعي لتهج ومساق المذبحة والمجزرة والمحرقة، التي لن تتوقف يوما، وجاءت لتؤكد هذه الحقيقة، ولتضيف ان الحكومة الفاشية بزعامة نتنياهو الفاسد، ارادت ان تكرس في الواقع خيارها الاجرامي النازي، وتوجهها السياسي والأمني العسكري تجاه الشعب العربي الفلسطيني، ولسان حالها يقول بملىء الفم: لا سلام مع الفلسطينيين، ولا لغة حوار مشتركة معهم، الا لغة واحدة، هي لغة البارود والقتل والنفي والتطهير العرقي والتهويد والمصادرة والبناء الاستيطاني الاستعماري، وبالتالي لا اعتراف بالشعب الفلسطيني، ولا بأية حقوق سياسية أوقانونية له، وان “فلسطين ارض الحركة الصهيونية ودولتها اللقيطة واللا شرعية.” كما أراد الحاوي من خلال المجزرة، حرف الأنظار عن الصراع الداخلي في اوساط النخب والأحزاب والقوى السياسية والقضائية، وارغام قوى المعارضة الإسرائيلية على الصمت، وعدم الخروج في مظاهراتها الأسبوعية. ولهذا استبق المظاهرة القادمة بارتكاب المجزرة عشية خروجها للشارع ولميدان “هبيما”. وكذلك شاء بمجزرته التاثير على اية قوى إسرائيلية جديدة يمكن ان تلتحق بصفوف المعارضة، وفي الوقت ذاته تعزيز وحدة إئتلافه الفاشي، وتهدئة خواطر غلاة النازية الجديدة، وتمرير باقي مشاريع القوانين، التي تحمي رأسه من مقصلة القضاء، وتعزز هيمنة وسيطرة قوى اليمين الفاشي في مختلف مجالات الحياة، ولتعميق سياسات الكراهية والعنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل. وفي السياق اسكات الأصوات المنتقدة له ولحكومته في أوساط الغرب الرأسمالي وخاصة في اميركا وبعض دول أوروبا الغربية.

وعطفا على ما تقدم، فان الشعب العربي الفلسطيني وقيادته السياسية امام مرحلة انعطافية هامة ونوعية من الصراع، الامر الذي يملي علي الجميع التوقف امام التطورات الدراماتيكية، وإعادة نظر جدية في البرنامج السياسي والكفاحي، والاندفاع نحو الوحدة الوطنية، وتكريسها على الأرض، والشروع فورا بالوحدة الميدانية من خلال تصعيد اشكال المقاومة المختلفة وفي المقدمة منها المقاومة الشعبية، ومواجهة التحديات الصهيو أميركية كفريق فلسطيني واحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، وطي صفحة الانقلاب فورا. ورفض اية ضغوط أميركية او أوروبية او عربية رسمية، والتمسك بالثوابت الوطنية حتى تحقيقها كاملة، ومطالبة الجماهير العربية وقواها الحية الضغط على أنظمتها لوقف التطبيع الاستسلامي المجاني، وطرد السفراء الإسرائيليين من بلدانهم..

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …