الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب: إرهاب عصابات المستوطنين

علي ابوحبله يكتب: إرهاب عصابات المستوطنين

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

إرهاب عصابات المستوطنين المتمثله في شبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن تتطلب ملاحقتهم دوليا بجرم الارهاب 

.. بقلم المحامي: علي ابوحبله

نجاح اليمين المتطرف ودعوة بن غفير وزير الامن القومي الداخلي وسومتيرش وزير الماليه والاداره المدنيه بتسليح المستوطنين وفي مقدمتهم عصابات الاجرام والارهاب لشبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن مما يساهم في تعريض حياة الفلسطينيين للخطر خاصة وان هذه المجموعات تثير الرعب في كل مكان، يخطّون على الجدران عبارات عنصرية مثل “الموت للعرب”، يعربدون ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة تحت حماية جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، دون أي محاولة لردعهم او منعهم من تنفيذ هجماتهم العدوانية.

و”فتية التلال” أو “شبيبة التلال” مجموعة استيطانية إسرائيلية، يعيش معظمهم في بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة تسكن في عِزَبٍ ومبانٍ منفردة ضمن مناطق مفتوحة، هؤلاء غالبًا من الشبّان الذين لم ينجحوا في أيّ إطار تربوي، وطُردوا من كلّ مكان، أحيانًا حتى من بيوتهم.

يؤمن هؤلاء بما يُسمّى “أرض إسرائيل الكبرى”، ويرفضون أي إخلاء للمستوطنات في الضفة الغربية، وينفّذون هجمات ضد فلسطينيين، ومنهم انطلقت نواة جماعة “تدفيع الثمن” التي ترتكب الجرائم يوميًّا بحقّ الفلسطينيين، والتي أبرزها خط شعارات عنصرية وكارهة للفلسطينيين والعرب، وتحطيم السيارات وإعطابها.

في 16 نوفمبر/ تشرين ثاني 1998 حثَّ وزير حرب الاحتلال آنذاك، أرئيل شارون، شباب المستوطنين على “الاستيلاء على قمم التلال”، فيما اُعتبر إعلانًا يرمي إلى إحباط محادثات السلام، لا سيما تنفيذ اتفاقية واي ريفر التي أبرمها منافسه السياسي بنيامين نتنياهو مع السلطة الوطنية الفلسطينية انذاك

“شباب التلة” هي مجموعات من المستوطنين، بلغت أعدادهم وفقًا لتقديرات عام 2009 حوالي 800، إلى جانب مجموعة من المتعاطفين مع نظرتهم الأيديولوجية تقدَّر بنحو الـ 5000. تُوصف المجموعة إسرائيليًّا بأنها “جماعة غير منظَّمة على نحو محكم، وفوضوية التفكير”، تضمُّ نحو عدة مئات من الشباب حول نواة صلبة من عشرات النشطاء العنيفين، الذين يُشار إليهم غالبًا بتأسيسهم بؤر استيطانية غير قانونية.

وينتمي أفراد هذه المجموعات إلى تيارات وحركات شعبوية عنصرية مختلفة، مثل حركة “أرض إسرائيل” بزعامة الحاخام أفراهام ساغرون، وحركة “درب الحياة” بقيادة الحاخام إسحق غينزبورغ، وحركة “نواة المدينة العبرية” برئاسة مائير بارتلر.

ويشتركُ أفراد هذه المجموعات في جذورهم الأيديولوجية التي تعودُ إلى تيار الصهيونية الدينية، ويجمعهم إيمانٌ بالسيادة المطلقة لليهود على فلسطين، والحلم بإقامة “مملكة داوود” عليها، وهو ما لن يتمّ دون تعزيز وجودهم على الأرض وفرضهم لأمر واقع من خلال الاستيطان ومصادرة الأراضي والعنف، بحسب اعتقادهم.

وبالنسبة إلى فتية التلال، فإن الفلسطينيين “يغتصبون الأرض المقدسة” ويجب طردهم، في الوقت الذي يعتبر أفراد هذه المجموعات أنفسهم منفصلين عن المؤسسات الإسرائيلية ويعرّفون عن أنفسهم بـ”أرض إسرائيل”.

ويرى كثيرون منهم أن حركة المستوطنين الرئيسية فقدت طريقها، واختارت السكن الرخيص بالقرب من المدن الرئيسية، الذي بُنيَ من قبل العمالة العربية المحلية، مع أسوار طويلة ودون وجود مساحة بين منازلهم.

ويتركّز نشاط المجموعات على مسارَين أساسيَّين: الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم وبناهم التحتية، وسرقة الأراضي لإقامة البؤر الاستيطانية؛ وتتلخّص آلية عملهم بالاستيلاء على الأرض بطرق غير رسمية، عبر احتلال قمة تل من خلال إقامة معسكر عليها بحماية الجيش، والمطالبة بالأراضي المجاورة، سواء كانت تحت الزراعة الفلسطينية أم لا، والبدء باقتلاع الأشجار الفلسطينية وإطلاق النار، لتهديد أي فلسطيني يقترب من البؤرة الاستيطانية الجديدة

ونفّذت هذه المجموعات عدة هجمات بإعداد وتنظيمٍ مسبَقَين، تاركة وراءها شعارات تعبّر عن دوافعهم الأيديولوجية، مثل “الموت للعرب” و”إما الطرد أو الموت” و”اليهود لا يسكتون” و”الموت للقتلة”، ويُطلق على هذه الاعتداءات في العادة تعبير “تدفيع الثمن”، وهو مصطلح بدأ استخدامه منذ عام 2008 تقريبًا، ويشير إلى استهداف الفلسطينيين وممتلكاتهم انتقامًا للبؤر الاستيطانية غير المرخّصة التي هدمها الجيش الإسرائيلي.

اتُّهم أعضاء مرتبطون بالجماعة بالتورُّط في عنف المستوطنين، بما في ذلك تخريب المدارس الفلسطينية والمساجد وسرقة الأغنام من قطعان الفلسطينيين، واستئصال بساتين الزيتون التي تعود إلى قرون، أو سرقة محاصيل الزيتون.

تشير الإحصاءات إلى أن المستوطنين نفّذوا في الأعوام من بداية عام 2017 وحتى يناير/ كانون الثاني 2021 حوالي 3000 اعتداء على الفلسطينيين ومملتكاتهم ومزروعاتهم في الضفة الغربية، انطلق جزء كبير منها من المستوطنات والبؤر التي تعدّ معقلًا لـ”شباب التلال”. 

وحتى نهاية عام 2020 تمكّن “شباب التلال” من إقامة 170 بؤرة استيطانية، إلا أن بعضًا من هذه المحاولات تفشلها مقاومة الفلسطينيين وأصحاب الأراضي، مثل بؤرة “عادي عاد” المقامة على أراضي قرية المغيّر، وبؤرة “ديرخ هأفوت” المقامة على أراضي قرية الخضر، وبؤرة “أحياه” على أراضي قرية جالود.

تتلقّى نشاطات “شباب التلال” دعمًا من عدة مؤسسات استيطانية، منها منظّمة “أمانا”، وهي الذراع الاستيطانية لحركة “غوش إيمونيم”، التي تساهم مثلًا من خلال توفير مواد ومعدّات البناء في البؤر، كما حظيت نشاطات الحركة بتمويل من مجالس المستوطنات الإقليمية للمستوطنات.

يوفِّر جيش الاحتلال الحماية لهذه البؤر، وقد وافقت مؤخرا حكومة ائتلاف اليمين الاصولي المتطرف برئاسة نتنياهو على شرعنة ٧٠ بؤرة أقامتها حركة “شباب التلال”، وتشير أرقام موقع منظمة “ييش دين” الحقوقية إلى إغلاق الشرطة الإسرائيلية 91% من الملفات الناتجة عن تبليغات جنائية ضد المستوطنين الذين يعتدون على فلسطينيين.

وما يؤكد الغطاء الرسمي هو إغلاق جميع القضايا المتعلقة بهذه المجموعات أو “فتية التلال”، تحت ادّعاء تسجيلها ضد مجهولين أو عدم وجود أدلة، فضلًا عن التغطية عليهم من قبل نيابة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي الاعتداءات تتواصل.

ويعكس استمرار عمل هذه المجموعات وغيرها من المنظمات الرسمية وغير الرسمية الاستيطانية توسُّعها خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع تصاعُد قوة الصهيونية الدينية ومشاركتها في الحكومه 

شطبت الولايات المتحدة الأميركية اسم حركة “كاهنا كاخ” اليهودية المتطرفة، من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في إطار ما تصفه مراجعات دورية تجريها كل خمس سنوات، متجاهلة كل الجرائم التي ارتكبتها تلك الحركة وغيرها من الحركات الارهابيه للمستوطنين

وقد صنفت وزارة الخارجية الأميركية كهانا حي على أنها منظمة إرهابية أجنبية في عام 1997، بعد ثلاث سنوات من المجزرة التي قتل فيها 29 مصليًا فلسطينيًا في الحرم الابراهيمي في الخليل في 1994 على يد أحد مؤيديها باروخ غولدشتاين والذي يعد بن غفير امتداد لهذه الحركه 

أسس الحركة كاهانا، وهو حاخام أميركي ونائب إسرائيلي سابق كان يدعو إلى طرد العرب من إسرائيل، اغتيل في نيويورك عام 1990.وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن هويته ان إلغاء هذا التصنيف “يضمن أن تظل عقوباتنا ضد الإرهاب ذات مصداقية وحديثة”، مؤكداً انه “لا يعكس أي تغيير في السياسة فيما يتعلق بالأنشطة السابقة لأي من المنظمتين”. ويذكر إن إدراج أي منظمة أجنبية على لائحة الارهاب يقلل إلى حد كبير من مساحة مناورتها في الولايات المتحدة حيث يتم تجريم الدعم المالي لها، على سبيل المثال.

أمريكا والغرب يحرمون على الشعب الفلسطيني حق مقاومة الاحتلال الصهيوني ويعتبرون مقاومة الاحتلال إرهاب ويضعون قوى مقاومه فلسطينيه على لائحة الإرهاب في الوقت الذي يتجاهلون فيه ” إرهاب المستوطنين “

إن نظرة متفحصة في واقع الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة تظهر أهم سماته القائمة على أساس إرهاب المواطنين الفلسطينيين وقض مضاجعهم وتنغيص عيشهم وتعكير صفو أمنهم لإجبارهم على الهجرة من أرض أجدادهم. وقد حظي إرهاب المستوطنين برعاية ومساندة كافة الحكومات الإسرائيلية والكنيست والقضاء والشرطة والحاخامات، حتى غدا إرهاب المستوطنين منظماً بشكل ملحوظ يمارس بحماية جنود الاحتلال وتقف خلفه مجموعة من التنظيمات الاستيطانية الإرهابية التي تمده ببيئة حاضنة ليتغلغل في أحشاء الجسم الفلسطيني، لتصبح هذه التنظيمات أحد مركبات إرهاب دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين أرضًا وشعبًا ومقدسات، ويظهر ذلك جليًا من خلال اتساع دائرة المنظمات المتطرفة من حيث العدد والنفوذ وسلسلة الجرائم المتصاعدة حتى باتت جزء من المنظومه السياسيه ومشاركتها بالائتلاف الحكومي 

وهناك أيضا جمعية إلعاد الاستيطانية: التي أسسها المستوطن “دافيد باري” في أيلول من العام 1986. وكلمة “إلعاد” العبرية هي اختصار لجملة “إيل عير دافيد”، وتعني بالعربية “نحو مدينة داود”. وهي ذراع ضخم وفعّال للسياسات الإسرائيلية الاستيطانية والتهويدية في القدس.

ولجمعية “إلعاد” ميزانيات ضخمة؛ إذ توصف بأنها إحدى أغنى الجمعيات غير الحكومية الإسرائيلية. وتعمل على الاستيلاء على العقارات الفلسطينية في القدس وإسكان المستوطنين بها، كما تجتهد للسيطرة على المواقع التاريخية الأثرية، وخلق رواية صهيونية حولها.

وتعدُّ جمعية إلعاد إحدى الحركات التي تعمل على تهويد مدينة القدس سعيًا إلى إقامة الهيكل الثالث؛ وميدان نشاطها المركزي في حي وادي حلوة (أحد أحياء بلدة سلوان، ويبعد عن سور البلدة القديمة وسور المسجد الأقصى جنوبًا ما يقارب 30 مترًا)؛ فتُسيطر هذه الجمعية على العقارات الفلسطينية في قلب حي وادي حلوة وتحوّلها إلى بؤر استيطانية. وغيرها الكثير

 ان الإرهاب الممارس في الضفة الغربية والقدس منبعه الكراهية للشعب العربي الفلسطيني والعرب ومصدره فتوى حاخامات في الكيان الصهيوني لمتطرفين وهم يدفعون بالتصعيد للأحداث ضمن مسعاهم لحرب دينيه وعنصريه تضرب المنطقة برمتها ، وان مجموعات تدفيع الثمن وشبيبة التلال مجموعات والعاد هي مجموعات ومنظمات إرهابيه تمارس الإرهاب ، وان ارهابها وخطرها لا يقل خطرا عن تلك التي وضعها المجتمع الدولي على لائحة الإرهاب وشرع في محاربتها .

ان التصعيد الذي تشهده القدس و الضفة الغربيه هو نتيجة إرهاب المستوطنين وطليعتهم مجموعات تدفيع الثمن وان الدفاع عن النفس في مواجهة الإرهاب أمر مشروع كما اقر المجتمع الدولي مشروعية مقاومة الاحتلال وأعطى للإقليم المحتل مشروعية مقاومة الاحتلال .

هناك دلائل وقرائن واعترافات اسرائيليين سياسيين ومفكرين عن ان المستوطنين يمارسون الارهاب وان المطالبه بالاعلان عن مجموعات تدفيع الثمن وغيرها ارهابيه دليل مادي ملموس عن حقيقة الارهاب الذي يتعرض له الفلسطينيون وتتجاهله امريكا حين اقدمت على رفع حركة كاخ عن لوائح الارهاب بدلا من ادراج مجموعات تدفيع الثمن وشبيبة التلال وجمعية العاد وغيرها على لوائح الارهاب

ان السلطه الوطنيه الفلسطينيه استنادا للوثائق والمطالب التي تضمنتها ورقة هرتسيليا وتحقيقات امريكيه واوروبيه واسرائيليه ان تشرع بملاحقة الاستيطان ومجموعات تدفيع الثمن وكل المنظمات الارهابيه المنبثقه عنها على كافة المستويات الدوليه وان تطالب المجتمع الدولي لادراج كل منظمات الاستيطان على لوائح الارهاب وتحميل حكومة الكيان الصهيونيه التي يرئسها نتنياهو مسؤولية ما يتعرض له الفلسطينيون وهو ارهاب يمارسه المستوطنون بحق الفلسطينيين بوجه غير شرعي

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …