الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : ثلاثة نماذج من التطهير

عمر حلمي الغول يكتب : ثلاثة نماذج من التطهير

عمر حلمي الغول

ثلاثة نماذج من التطهير

عمر حلمي الغول

ذكرت قبل أسبوع هنا في زاويتي، ان جرائم الحكومة الفاشية لن تتوقف، وستأخذ مناحي وأساليب قديمة جديدة لتحقيق اكثر من هدف صهيوني استراتيجي، اهمها اتساع وزيادة عمليات التطهير العرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وإحلال قطعان المستعمرين محلهم بذرائع مفضوحة ومكشوفة، وكمدخل لعملية ترانسفير كبيرة لاحقا.

حرب ضروس ضد الشعب العربي الفلسطيني لم تبدأ مع تولي نتنياهو الفاشي الحكومة السادسة، انما هي حرب تسير في خط بياني صاعد، وتشهد الان لحظة ذروة جديدة في مسار التهويد والمصادرة والطرد والتهجير وسحب الهويات والجنسية، او كما يسمونها بالنسبة للمقدسيين “الإقامة الدائمة”. ومع ذلك تخرج علينا بعض المصادر الأمنية الصهيونية الكاذبة، بادعاء ان حكومة التطهير العرقي الاسرائيلية ستتوقف عن إجراءاتها العقابية ضد السلطة الفلسطينية، ولفضح أكاذيب تلك المصادر في الوقت ذاته، تقوم الكنيست بسن قوانين الغاب النازية لتعميق وتوسيع عمليات التهويد والطرد لابتلاع ما تبقى من الأرض، وسحق وطرد المتجذرين من الفلسطينيين في ارضهم، وعملية السلام على حد سواء.

ومن النماذج المستحدثة أولا إقرار مشروع قانون سحب الجنسية او الإقامة من أسرى الحرية الفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية، واشقائهم سكان مدينة القدس، او كما يصفونهم حملة بطاقة “الإقامة الدائمة”، في حال تبين انهم حصلوا على مخصصات من السلطة الفلسطينية، او من منظمات وفصائل المقاومة بالقراءة الأولى امس الأربعاء الموافق 11 كانون 2 / يناير الحالي.

ولكشف عورة ما يسمى أحزاب المعارضة، ايد القانون من الموالاة والمعارضة 71 نائبا، من أصل 120، بينهم أعضاء حزب “هناك مستقبل” بزعامة يئير لبيد، وأعضاء من حزب “المعسكر العمومي” بزعامة بيني غانتس. وعارضه 9 نواب فقط. وهذا يكشف زيف معارضة لبيد وغانتس ومن والاهم، ويؤكد ان غالبية المكونات الصهيونية في الكنيست تتبنى سياسة التطهير العرقي، وتعمل على اجتثاث بقايا السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وتعمل على تمزيق ووأد وحدة النسيج الوطني والاجتماعي والثقافي الفلسطيني. بالوقت الذي تبحث فيه تلك القوى والأحزاب الصهيونية بالابرة والتلسكوب عن أي يهودي في أي بقعة من الأرض لتأتي به لفلسطين وتمنحه الجنسية الإسرائيلية فورا، والهدف لا يقتصر على المناضل ماهر يونس، الذي يفترض ان يعانق الشمس والحرية خلال الساعات القليلة القادمة، انما هو أوسع، لانه يطال الكل الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة والقدس العاصمة.

ثانيا نقل ملكية الاف الدونمات في الضفة الفلسطينية لليهود الصهاينة، التي كانوا يملكونها قبل عام 1948، والتي تقدر مساحتها حوالي 13 الف دونم، ونحو سبعين مبنى في مدينة الخليل وفق ما أوردت صحيفة “هآرتس” اليوم الأربعاء الموافق 11 كانون 2 / يناير الحالي.

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، ان الاتفاق الائتلافي بين حزبي الليكود بزعامة نتنياهو والصهيونية الدينية بزعامة سموتيريش، ينص على تمليك المستوطنين آلاف الدونمات من الأراضي المحتلة في الضفة الفلسطينية. وفق المعطيات التي تلقتها “حركة السلام الان” ومنظمة “بمكوم” الاسرائيليتين، بالاضافة لبند ورد في الاتفاق، ينص على اصدار الحكومة تعليمات الى القيادة الوسطى في الجيش بتغيير التشريعات العسكرية، بما يسمح بنقل الممتلكات من ايدي “حارس الأملاك” الصهيوني في الإدارة المدنية الى قطعان المستعمرين، والعمل على توسيع المستعمرات والسيطرة على المباني المؤجرة للفلسطينيين. وتتركز معظم تلك الأراضي في شمال الخليل المقام عليها مستعمرة “عصيون”، وفي المنطقة الواقعة شمال القدس ، وتحديدا قرى: النبي صموئيل، حبلة، بتير، بيت فوريك، إضافة الى مزيد من الأراضي الواقعة في المنطقة المصنفة “ب”.  

وتجاهلت الحكومة الفاشية كليا أولا أملاك الفلسطينيين في القدس الغربية، وملايين الدونمات، التي استولت عليها قبل وبعد النكبة، وبعد احتلالها لما تبقى من فلسطين التاريخية في عام 1967، ثانيا يعكس قرارها اسقاط الحق الفلسطيني؛ ثالثا هدم ما تبقى من عملية السلام؛ رابعا تعميق خيار الترانسفير والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين من أراضيهم.

ثالثا تهجير سكان قرى مسافر يطا والاستيلاء على أراضيهم. وهذا ما كشفته أيضا صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الأربعاء امس، وقالت ان الجيش الإسرائيلي أعد خطة لتهجير سكان مسافر يطا الفلسطينيين، الذين يقارب عددهم ال3000 الاف مواطن من الاثني عشر قرية، وليس ال(8) قرى. ووفقا للصحيفة فإن قائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس ومعه مساعدوه من الضباط، قاموا قبل شهرين بالتحضير لتهجير سكان مسافر يطا جنوب الحليل. وزعم انهم عرضوا الخطة على الحكومة للمرة الأولى الأسبوع الماضي، أي مع تولي الحكومة الفاشية بقيادة نتنياهو، والهدف ليس توسيع منطقة التدريب العسكري لجيش الموت الإسرائيلي، انما ارتباطه بعملية التطهير العرقي الشاملة، وطرد السكان الفلسطينيين من قراهم ومدنهم واراضيهم، ولتضييق الخناق عليهم، ومحاصرتهم بكافة الوسائل والسبل لتحقيق هدف بناء “دولة إسرائيل الكاملة” على كل فلسطين التاريخية، وهو الشق الثاني الاستراتيجي من المشروع الكولونيالي الاجلائي الاحلالي الصهيوني.

ومازالت الجعبة الإسرائيلية، وبنك الأهداف تحتفظ وتختزن العشرات والمئات من الخطط والسيناريوهات لاستكمال التصفية الكلية للفلسطينيين من وطنهم الام. وهذا يتطلب من الكل الفلسطيني إعادة قراءة مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتغيير قواعد اللعبة، واستعادة روح المبادرة، وإعادة الاعتبار للاهداف والمصالح الوطنية العليا دون انتظار او مراوحة في المكان، وأول الأهداف استعادة الوحدة الوطنية، ووضع استراتيجية جديدة تستجيب للثوابت الفلسطينية، وتحول دون استمراء إسرائيل النازية خيار المحرقة ضد الفلسطينيين.

Oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …