الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : لا للتطبيع المجاني مع «إسرائيل» وأن اوان الصحوه الوطنيه

علي ابوحبله يكتب : لا للتطبيع المجاني مع «إسرائيل» وأن اوان الصحوه الوطنيه

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

لا للتطبيع المجاني مع «إسرائيل» وأن اوان الصحوه الوطنيه 

المحامي علي ابو حبلة

نتنياهو رئيس حكومة الائتلاف اليميني المتطرفه يتخذ من اتفاقيات ابراهام للتطبيع حصان طرواده ويراهن على التطبيع مع السعوديه 

والحقيقه ان نتنياهو ضرب بعرض الحائط بشروط اتفاقيات التطبيع مع الامارات والبحرين والمغرب والسودان وأصابها في مقتل وان الاتفاقيات هذه عزلت حكام هذه الدول عن شعوبها الرافضه للتطبيع في الاساس اصلا 

 قيام عضو الائتلاف مسؤول الامن القومي في حكومة نتنياهو ايتمار بن غفير باقتحام المسجد الاقصى سبب الاحراج للامارات والبحرين والمغرب والسودان حين تعهد نتنياهو لهذه الدول بعدم ضم اجزاء من الضفة الغربيه والحفاظ على وضع القدس وخاصة المسجد الاقصى ، هذا الاقتحام سبب الاحراج لهذه الدول التي سارعت لاصدار بيانات التنديد ضد عملية الاقتحام والدعوه للحفاظ على مكانة القدس والمسجد الاقصى والوضع القائم المتمثل بالوصايه الهاشميه على المقدسات في القدس ، وكانت عملية الاقتحام السبب في تاجيل زيارة نتنياهو للامارات حسب ما تداوله الاعلام العبري 

لقد ان اوان الصحوه الوطنيه بعد اتضاح الصوره الحقيقيه للكيان الصهيوني الاصولي العنصري واتضاح سياسة حكومة الائتلاف التي مخرجاتها ضم الضفة الغربيه وفرض عقوبة الاعدام وتهجير الفلسطينيين 

إن تمسك الفلسطينيين بحقوقهم الوطنيه والتاريخيه امر لا مفر منه وان نضال الشعب الفلسطيني هو لأجل تحقيق سيادته الوطنية على حدود دولة فلسطين التاريخيه في الاصل  

مستجدات الواقع الذي تحاول حكومة الائتلاف الصهيونيه اليمينيه الاصوليه المتطرفه فرضه على الدول العربية تتطلب رفض التطبيع مع (إسرائيل) و الجامعة العربية مطالبه بتفعيل المقاطعة الاقتصادية مع (إسرائيل) وعلى المطبعين المتمكسين في القضية الفلسطينية عليهم وقف التطبيع المجاني مع (إسرائيل) التي تحتل فلسطين.

الفلسطينيون بحاجة لموقف عربي داعم للموقف الفلسطيني ولدعم المطلب الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك بحاجة لموقف سياسي عربي يدعم التوجه الفلسطيني في مواجهة (إسرائيل) عبر كل المنابر وفي مقدمة هذه المنابر التقدم عبر الجمعيه العامه بطلب الى محكمة العدل الدوليه لتوصيف حالة الاحتلال القانونيه بموجب تعريف القانون الدولي للاحتلال ، وكذلك دعم التوجه الفلسطيني بالتنسيق مع الاردن الى انعقاد مجلس الامن للتنديد باجراءات حكومة اليمين المتطرفه وقيام احد اعضائها مسؤول الامن القومي باقتحام المسجد الاقصى وهي سابقه خطيره تهدف لتكريس سياسة فرض الامر الواقع للتقسيم الزماني والمكاني وهي مخالفه لكافة قرارات الشرعيه الدوليه فيما يخص القدس والاماكن المقدسه فيها وهي تعدي خطير على الوصايه الهاشميه

الموقف العربي الرسمي ربط التطبيع مع الكيان الصهيوني بانسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من حزيران واقامة الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس ، وقد أجمعت الدول العربية على هذا الموقف في مبادرة السلام العربية للعام 2002. طبعا، لكن جميع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة رفضت التعاطي مع روح ومضمون المبادرة العربية للسلام وتمادت في مواقفها الرافضة لتحقيق السلام واستمرت في مشروعها التهويدي للقدس والتوسع الاستيطاني وصولا لمخطط الضم متجاهلة في قرارها للضم قرارات الشرعية الدولية ورفض التعاطي مع المبادرة العربية للسلام.

خطورة الاستمرار في التطبيع والهرولة نحو الكيان الغاصب تحت عناوين متعددة مغامره خطرة، خاصة أن اليمين الإسرائيلي الاصولي المتطرف والاحزاب الصهيونيه الفاشيه ( لا تقيم وزنا لعملية السلام و لا ينوي التعاطي جديّا مع أي مبادرة سلام) ورئيس حكومة الائتلاف الصهيوني يوظف عمليات التطبيع ليضفي على مواقفه التاريخية الرافضة لأي انسحاب من أراضي الفلسطينيين حتى في سياق معاهدة سلام كاملة. وبطبيعة الحال ستفسر القوى اليمينية هذه المواقف على أنها تعبير عن موقف رسمي لعدد من الدول العربية، فلا يعقل للهرولة والتطبيع مع الكيان واعلان لاتفاقات معه وهو يسعى لضم اجزاء من الضفة الغربية ويهدد الامن القومي لدول عربية وفي مقدمها الأردن 

ان التغاضي عن الجرائم التي تقترفها اسرائيل ، هذه المواقف يعتبرها قادة الكيان الاسرائيلي بمثابة ضوء اخضر للاستمرار في سياسة قضم الأرض وبناء المستوطنات وتمرير مخطط الضم والتقسيم الزماني والمكاني واستباحة الدم الفلسطيني وقد تدفع هذه السياسه للتهجير وتكريس سياسة الفصل العنصري ” الابرتهايد ” 

 المتابع للجدل العام في إسرائيل يلاحظ أن أحد أهم النقاط المثارة هو الثمن الذي يمكن أن يدفعه الإسرائيليون لقاء تعنتهم ورفضهم لأي عملية سلام، والجواب عادة ما يكون أن إسرائيل لا تدفع ثمنا، وعلى العكس من ذلك تعتبر وجود اعلاميين وكتابا يروجون للتطبيع مع اسرائيل مكافأة لإسرائيل وسياستها التوسعية.

وهذا يتطلب من الدول العربيه المطبعه الغاء اتفاقيات التطبيع ووقف التنسيق مع حكومة الائتلاف الصهيوني المتطرفه برئاسة نتنياهو ، وضرورة تماهي حكام الدول المطبعه مع مواقف شعوبها قبل ان تعزلها شعوبها خاصة في ظل سياسة حكومة الاحتلال لتغيير الواقع في المسجد ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد واستباحة الدم الفلسطيني والدفع بسياسة التهجير وتكريس لسياسة الفصل العنصري الامر الذي يسبب في اثارة الشارع العربي ويدفع للحرب الدينيه 

على قادة الدول المطبعه المبادره فورا لقطع العلاقات مع اسرائيل لنقضها لتعهداتها واتفاقياتها مع هذه الدول وضرورة العوده للالتزام بشروط المبادره العربيه للسلام

المواطن العربي لا يشعر بعقدة الذنب تجاه اليهود كما هو الحال مع بعض الأوروبيين، فاليهود عاشوا مع العرب والمسلمين بسلام كما يذهب إلى ذلك الكاتب الإسرائيلي نسيم رجوان في كتاب باللغة الإنجليزية يتناول فيه مكان إسرائيل في الشرق الأوسط. 

رسالتنا لقادة الدول العربيه ، هذا التطبيع المجاني لن ينتقص من عدالة القضية الفلسطينية ولا مشروعية وشرعية المطالبه بحق تقرير المصير ، فعدالة قضية فلسطين مستمده من الشرائع السماويه وهي متاصله تاريخيا وعقائديا و لا تقررها نخب تسعى بشكل بائس للتحالف مع حكومة الائتلاف الصهيونيه الفاشيه برئاسة نتنياهو وتنكرها للحقوق الوطنيه والتاريخيه للشعب الفلسطيني وتسعى لدفع المنطقه للحرب الدينيه و لعل الأخير يدافع عنها في معاركه الدونكيشوتية.

وهذا يتطلب من كل غيور على دينه وعقيدته الايمانيه المبادره لقطع العلاقات ووقف الهروله و التطبيع الاقتصادي المجاني مع حكومة الائتلاف الصهيونيه المتطرفه الفاشيه برئاسة نتنياهو

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : واقع غزة المأساوي يزداد سوءا

واقع غزة المأساوي يزداد سوءا بقلم  :  سري  القدوة الأحد 21 نيسان / أبريل 2024. …