الرئيسية / الآراء والمقالات / خالد غنام يكتب : قراءة نقدية لكتاب دور الأمم المتحدة تجاه الأقليات (الفلسطينيون داخل الخط الأخضر)

خالد غنام يكتب : قراءة نقدية لكتاب دور الأمم المتحدة تجاه الأقليات (الفلسطينيون داخل الخط الأخضر)


خالد غنامقراءة نقدية لكتاب 

دور الأمم المتحدة تجاه الأقليات (الفلسطينيون داخل الخط الأخضر) تأليف ابراهيم معمَّر 

اصدار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- قطر / ٢٠١٩

نقد بقلم خالد غنام- استراليا 

قرأت بكل فخر كتاب الباحث الفلسطيني ابراهيم معمّر وهو حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة القاهرة وكانت أطروحة الدكتوراة: دور الأمم المتحدة تجاه الأقليات. وهو كاتب قانوني وناشط هام في الدفاع عن حقوق اللاجئين وحقوق الشعب الفلسطيني وله باع طويل بالعمل الأكاديمي المتخصص بإبراز الهوية الوطنية الفلسطينية وكشف المؤامرات الاسرائيلية: 

جاء كتابه على نهج البحث العلمي القانوني المتخصص، لذا خصص القسم الأول لشرح مفاهيم ومصطلحات علمية تخص الفهم القانوني للأقلية وأهمية شرح هذه القضية يأتي لأنها مرتبطة بحلول عصبة الأمم للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الناتجة عن إعادة تشكل حدود الدول الأوروبية الحديثة؛ حيث أن الحدود السياسية لم تراعي الحدود العرقية والطائفية بين الدول، مما أدى لتشكل معضلات سياسية في مفهوم المواطنة والولاء السياسي في وسط وشرق اوروبا. 

ورغم أن هذا الفصل كان هامًا إلا ان تركيزه على تشكل المصطلح في أوروبا دون أن يبين أن هناك تعدي طائفي إحلالي لليونانيين في بولندا، وكذلك التهجير القسري مثل تهجير ستالين للأوكرانيين والفنلنديين وغيرهم من القوميات وطمس لغاتها ومعتقداتهم الثقافية والاجتماعية. كما أن الفصل افترض أن مفهوم السكان الأصليين يعتبر جزء من المفهوم الشامل للأقليات، على الرغم من اعتراضات الكثير من السكان الأصليين على هذا الربط؛ لأن مفهوم السكان الأصليين الأوروبي يمنح الأقلية حق الاستقلال السياسي أو على الأقل الحكم الذاتي الإداري. إلا أن مفهوم السكان المحليين في استراليا ونيوزلندا وكندا يمنح السكان الأصليين فرصة أكبر للحفاظ على موروثهم الثقافي والديني ويدعم تمسكهم بلغتهم، ويعطيهم الفرصة في التمثيل السياسي وإبراز هويتهم ووجهة نظرهم السياسية حتى لو كانت تتعارض مع دستور البلاد؛ حيث أن اليوم الوطني لاستراليا يقابله يوم الحزن وبداية الاستعمار عند السكان الأصليين الأبروجنيز . 

إن مسعى الحركة الصهيونية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، يركز على إلغاء صفة السكان الأصليين عن الشعب الفلسطيني، بالمقابل يطرحوا أن اليهود هم السكان الأصليين حسب النص التوراتي. وبالواقع أن الحقائق التاريخية تثبت أن الفلسطينيين هو الشعب الأصلي في الأرض المقدسة، وقد تم إقرار ذلك بالأمم المتحدة، وأن الفهم الصحيح للنص التوراتي يثبت أن فلسطين التوراتية كانت منطقة متعددة ثقافات وكان يسكنها خليط بشري من قبائل سامية وحامية ويافثية. 

وقد شرح دكتور ابراهيم معمّر أهمية الاستفادة من الانتماء العرقي، حيث يرفض الإسرائيليون استخدام لمصطلح الأقلية العربية في إسرائيل، حيث أن الأقليات القومية ضمن القانون الدولي لها حقوق سياسية هامة، لذا تصنف إسرائيل الأقليات على أنهم أقليات دينية أو بدو رحل، مما يفقدهم حق التمثيل السياسي، كما أن إسرائيل تعمل على منع تمركز الفلسطينيون في مدن أو بلدات محددة حتى لا يتم قبول طلبهم بالحكم الذاتي أو الاستقلال الإداري، وترفض بالتالي مطالبهم القومية بحق استعادة الأرض التي تم مصادرتها من قبل العصابات الصهيونية. 

عرض الدكتور ابراهيم معمّر في القسم الثاني العديد من الأمثلة على الانتهاكات الإسرائيلية حقوق الانسان ومنها حقوق الأقليات وكذلك حقوق السكان 

العرب الفلسطينيين، لعل أهمها مصادرة الأراضي ومنع إعطاء تراخيص بناء، وكذلك قوانين تقييد الحركة التي تمنع القيادات السياسية من زيارة بلاد عربية أو حتى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس إلا بتصاريح اسرائيلية خاصة. وعرج على قضايا التمييز العنصري في إسرائيل حيث أن تعليم اللغة والثقافة العربية والاسلامية لا يشرف عليها العرب بل أنها تابعة للأجهزة الامنية. كما أن القانون الإسرائيلي لا يحاسب من يتنمر أو يشتم العرب والفلسطينيين بل أن شتم الفلسطينيين تتم في الكنيست ومؤسسات الدولة، وأن هناك تمييز في تقديم المنح المالية للبلديات العربية ويتم منع تمويلها اذا ما احيت ذكرى النكبة على سبيل المثال. والعديد من الأمثلة الهامة. 

الكتاب مميز ودسم إلا أنه حقوقي تكثر فيه الشروحات القانونية وله نكهة علمية محايدة إلا أنها بالنهاية تصب في خدمة الهدف الحقيقي وهو إظهار الحقيقة الفلسطينية على أنها حقيقة علمية قانونية وأن المطالب الفلسطينية تتوافق مع نصوص القانون الدولي لحقوق الانسان وحقوق الأقليات وحقوق السكان الأصليين

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين

تفاقم الصراع وحرب الإبادة وجرائم المستوطنين بقلم  :  سري  القدوة الاثنين 15 نيسان / أبريل …