الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابوحبله يكتب : تركيا وسوريا على طريق التطبيع للعلاقات بينهما بعد احد عشر عاما من انقطاعها

علي ابوحبله يكتب : تركيا وسوريا على طريق التطبيع للعلاقات بينهما بعد احد عشر عاما من انقطاعها

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

تركيا وسوريا على طريق التطبيع للعلاقات بينهما بعد احد عشر عاما من انقطاعها 

المحامي علي ابوحبله 

نجاح الديبلوماسيه الروسية بكسر الجليد بين دمشق وأنقره يعد اختراق للممانعة الامريكيه وسياستها تجاه سوريا ، فقد التقى وزيرا الدفاع التركي والسوري خلوصي أكار والعماد علي محمود عباس الأربعاء الواقع في 28/12/2022 في إطار اجتماع في موسكو مع نظيرهما الروسي سيرغي شويغو، في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين أنقرة ودمشق منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، ومؤشرات اللقاء تدلل وتؤكد على توجه جاد لتطبيع العلاقات بين البلدين رغم حجم الخلافات.

وزارة الدفاع الروسية أكدت إن “محادثات ثلاثية جرت في موسكو بين وزراء الدفاع في روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا”، تناولت خصوصا “سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين السوريين “.

وكان أكار مصحوبا برئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ما يعني أن المسائل الأمنية خاصة في شمال سوريا، التي تشهد توترا مع تصاعد التهديدات التركية بشن عملية برية ضد المسلحين الأكراد، كانت على رأس المباحثات.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع على إبداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداده للانفتاح على سوريا، قائلا إنه قد يعيد النظر في العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في تركيا في يونيو من العام المقبل.

ولمّح عدد من المسئولين الأتراك قبل ذلك إلى إمكانية إجراء حوارات مع الجانب السوري بعد فترة من القطيعة، فيما يبدو أنه خطوة لترتيب الوجود التركي شمال سوريا، بعد أن تحول نفوذ قوات سوريا الديمقراطية إلى معضلة وهاجس بالنسبة لأنقرة.

وكان دوغو برينتشاك، رئيس الحزب الوطني الحليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أعلن في نوفمبر الماضي استعداده للسفر إلى دمشق للقاء الرئيس السوري في طار محاولات التقارب، حيث أكدت العديد من المصادر حينها أن برينتشاك إلى جانب الروس سيمثلون حلقة الوصل بين دمشق وأنقرة في مرحلة محددة لتهيئة الظروف لمصالحة محتملة.

وأشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الشهر الماضي إلى احتمالات تحقيق انفتاح في العلاقات مع سوريا المجاورة، بعد القطيعة والتوترات ضمن سياق المصالحات التي انخرطت فيها تركيا منذ العام الماضي مع خصوم إقليميين، بينهم الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل.

والشهر الماضي أكد الكرملين على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف أن عقد لقاء بين أردوغان والأسد في موسكو ممكن من الناحية النظرية، رغم عدم وجود اتفاق حول الأمر حاليا.، ويرى مراقبون أن أي مصالحة بين أنقرة ودمشق تتطلب أساسا حل معضلة الميليشيات السورية المسلحة الموالية لتركيا وإعادة توحيد الدولة السورية تحت سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أمر ترفضه الفصائل المسلحة في إدلب والمناطق المحيطة بها.، وفي المقابل تبحث أنقرة عن التخلص من عبء مكافحة الفصائل الكردية – السورية، حيث ترفض تركيا بشكل قطعي وجود سلطة كردية مستقلة على حدودها تحفز النزعة الانفصالية.

ماذا يعني اللقاء؟ الذي يشكل فاتحه لطي صفحة الماضي وفتح صفحه جديده من العلاقات والانفتاح على دمشق ، الباحث والصحفي التركي، يوسف إريم، والمختص بتحليل السياسات الخارجية لتركيا، اعتبر أن اللقاء “خطوة مهمة نحو معالجة العديد من القضايا العالقة منذ فترة طويلة، والتي تتطلب نهجا متعدد الأطراف”.

ومع الحرب في أوكرانيا، أصبح الوضع في سوريا أقل أهمية بالنسبة لمعظم المجتمع الدولي طوال عام 2022، ويمكن أن “يكون هذا الاجتماع نقطة انطلاق وإعطاء دفعة جديدة، نحو حل مشاكل مثل أزمة اللاجئين والإرهاب، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا”، وفق الباحث.

بدوره يشير المحلل السياسي المقرب من الخارجية الروسية، رامي الشاعر، إلى أن “لقاء موسكو تم التحضير له خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بتعليمات من إردوغان وبوتين ومن خلال وساطة روسية وبتجاوب من الرئيس بشار الأسد”. وخلال هذه الفترة “جرت اتصالات مكثفة أمنية وعسكرية ودبلوماسية شاركت فيها إيران”.

ويقول الشاعر لوسائل إعلام كان الهدف من هذه الاتصالات تعزيز نظام التهدئة أولا، والخطوات التي يجب أن تتخذ لمساعدة سوريا في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، بالإضافة إلى إيجاد السبل لحل أزمة اللاجئين، وتطويق الجماعات المسلحة غير المسيطر عليها، التي لم تشملها إجراءات التسوية”.

أما المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، يضيف أن “كل ما حصل هو نتيجة اللقاءات التركية – السورية التي حصلت مؤخرا، سواء على المستوى الأمني أو السياسي برعاية روسية”. ويعتقد في حديثه لوسائل الاعلام أن ما حدث “هو تتويج لهذه اللقاءات. الشيء الذي يجمع أنقرة ودمشق هو محاربة حزب العمال الكردستاني ومنع كانتون انفصالي في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد”.

وحتى الآن ما يزال مشهد العلاقة الحاصل بين دمشق وأنقره منحصرا ضمن خطوط عريضة، بعيدا عن التفاصيل، والتي لطالما تحدث عنها مسئولون سوريون ، من بينهم وزير الخارجيه السوري فيصل المقداد، مطالبا في وقت سابق أن “تنسحب القوات التركية حتى ولو من ميليمتر واحد من سوريا”.

كل المؤشرات تؤكد أن الملف السوري سيتقدم على نظيره الأوكراني، ولو مؤقتا في الأيام القليلة المقبلة، وخاصة الجانب المتعلق بترتيب لقاء قمة في أسرع وقت ممكن بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب اردوغان للتوصل إلى اتفاق مصالحة أمني وعسكري وسياسي، يحقق معظم المطالب السورية في إطار ضمانات روسية إيرانية.

الانتخابات التركية، التشريعية والرئاسية باتت ورقة “ مهمه ” في يد الرئيس السوري بشار الأسد، حيث بات الجميع حلفاء واعداء يمارس ضغوطا، مصحوبة بإغراءات، لكسبه الى جانبهم، فالمعارضة التركية المدعومة أمريكيا تريده الى جانبها، والوقوف في خندقها في الانتخابات القادمة لإسقاط حزب العدالة والتنمية ورئيسه اردوغان وبتوجيه أمريكا، وتعد بإبعاد جميع اللاجئين من تركيا، واحترام السيادة السورية ووحدة أراضيها بالانسحاب الكامل، ودفع تعويضات وإعادة الاعمار، اما الحليفان الرئيسان لسورية أي الروسي والإيراني يريدون بقاء اردوغان في السلطة، ودعمه للفوز في الانتخابات بكل الطرق والوسائل لإيمانهما المطلق بوقوف المعارضة التركية في الخندق الأمريكي وبقوة في حال فوزها.

الرئيس اردوغان يراهن على الدعم الإيراني الروسي لإقناع الرئيس الأسد بلقائه في أقرب وقت ممكن وإبعاده عن المعارضة، والتوصل الى اتفاق معه يعيد مليون لاجئ سوري على الأقل الى مدنهم وقراهم، قبل الانتخابات كدفعة أولى، والتحالف معه لسحق قوات سورية الديمقراطية الكردية، التي يراها ذراعا عسكريا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، وعدم الدخول في أي تحالف معها.

اللقاءات التركية السورية بالرعاية الروسية الايرانيه هل ستنجح بتذليل كافة العقبات وتمهد الطريق أمام قمة تجمع بين الرئيس السوري بشار واردغان وتقديم طوق النجاة للرئيس اردوغان

بانتظار مخرجات زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الى دمشق في أي لحظة وهي بلا شك حاسمه لحسم العديد من الملفات التي سيبحثها الجانبان وستكون نتائجها حاسمه ، ورغم وجود الكثير من التناقضات بين أنقره ودمشق ، إلا أن ما يجمعهما “محاربة المجموعات الإرهابية”، والتي يربطونها بـ”وحدات حماية الشعب”، بينما يشتركان في قاسم واحد هو موسكو حليفة سوريا وإيران ، وتربطهما مصالح مشتركه بمسارات سياسية واقتصادية إقليمية وعالمية مع أنقرة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري

الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء 23 نيسان / أبريل …