الرئيسية / الآراء والمقالات / هيثم حمدان يكتب : ال… الحرية

هيثم حمدان يكتب : ال… الحرية

هيثم حمدان

ال… الحرية

الأسير هيثم حمدان

حروف أربعة إذا ما تم اسقاطها في أي من مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية تحول الإنسان بشكل تلقائي إلى حيوان ويفقد الخاصية الأساسية التي تميزه عن غيره من المخلوقات هي التميز الواعي بين الأشياء أي خاصية أو ميزة الاختيار التي خلقت مع الإنسان بعد أن اصطفى الله البشر من بين مخلوقاته وأنعم عليهم بنعمة حرية الاختيار والتميز بين الأشياء والأحداث والأمور فالحرية تعني حق الاختيار بين نعم ولا دون إجبار في سلطة كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية…إلخ

فحرية التعبير عن الرأي هي العنصر الأول في البناء والتكوين الفطري في الإنسان ومنه تنطلق باقي الحريات مثل حرية العقيدة التي أكد عليها رب العالمين في قرآنه الكريم حين منح الإنسان حق الاختيار بين الكفر والإيمان ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر” وجعل حساب الكافرين بيديه وليس للبشر الحق بمحاسبتهم إلا بحالة الاعتداء والاعتداء يكون بالمثل. لا يحاسب سبحانه وتعالى ولا يعاقب إلا الإنسان الحر بمعنى أن الإنسان الذي يفقد حريته يفقد حرية الاختيار وحينها تصبح أفعاله وسلوكه مقيدة ومجبر على ذلك إما بالإكراه السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ويصبح فاقد الأهلية عن تصرفاته وهنا تسقط عنه الحجة طبعا بعد أن يحاول التخلص من هذا الاستبداد بكل أشكاله السياسي منه والديني وعدم الاستسلام له .

الحرية في النظم الديمقراطية هي حق منحه الإنسان من خلال سن القوانين وبما أنها إنسانية فهي نسبية يمكن أن تتسع أو تتقلص ولكن الحرية في الإسلام هي الأصل لأنها منحة ربانية فطرية وبمجرد كونك إنسان فأنت تتمتع بالحرية في كل المجالات ووظيفة النظام السياسي أن يحافظ على هذه الحرية وأن ينميها ويحميها بسن القوانين التي تكفل ممارسة هذا الحق وأن لا تضع حدود لهذا الحق إلا إذا كانت الممارسة تضر بالصالح العام والصالح العام يحدده المجتمع وليس الحاكم وحاشيته وهو ما يسمى ” الدستور” الذي يشارك في صياغته كافة شرائح المجتمع لكي يصبح القاعدة والمرجع لكل القوانين.

إذا فالأصل أن الحرية هي منحة إلهية إن جاز التعبير وإن كان كذلك فمن هم البشر كي يحددوا أو يحرموا المجتمع منها، ومن أجل من أن تكون عنصرا فاعلا وتؤثر في أحداثه وتفاعلاته الداخلية والخارجية عليك أن تعبر عن رأيك دون أن تتعرض للمسائلة لأن التعبي عن الرأي والحرية بشكل عام هي مسؤولية على مستوى المجتمع وهنا يحدث تطورالدول والمجتمعات سياسيا واقتصاديا وعلى كل الصعد وتلعب المؤسسات التعليمية والأكاديمية بالإضافة إلى الإعلام دورا غاية في الأهمية للتنمية الفكرية للفرد وتغذية العقول بما ينفع الناس حيث تسقط كل الأغلال والحدود والقيود والجواجز التي تحجب العقل والفكر عن التحليق في ملكوت الله . فلا يمكن للكرامة الإنسانية أن تستقيم وتتحقق في ظل الأنظمة الاستبدادية وغياب الحرية.

 وإذا ما نظرنا إلى واقعنا اليوم نجد أنفسنا أننا ما زلنا نعيش في زمن العبودية في القرن الواحد والعشرين لذلك علينا أن ننهض من تحت الركام لاستعادة كرامتنا المسلوبة والمهانة وأنن نناضل ونقاتل من أجل ذلك فالإنسان بلا كرامة وبلا حرية لا يمكن أن نسميه إنسانا بل غير ذلك، وعلينا أن نحقق حريتنا فالحرية لا تمنح بل تنتزع انتزاعا ويكفينا أن نلعن ظروفنا وأن نغير قول الشاعر نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.

 

 

 

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …