الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
عيد ميلاد سعيد ابني ياسر
يكبر اخي ياسر بقلبه الغني بمحبتنا
بقلم اخته منى الشقباوي ،***
يكبر ياسر عاما ولكنه عام مختلف عن كل ما سبقه من اعوام
يكبر ياسر عاما لكنه هذه المرة بعيدا عن اعيننا،
يكبر ياسر عاما في الغربة،
الغربة التي كلما فكرت في امرها حزنت كثيرا على كم التضحيات التي يجب ان نقوم بها من اجل حياة افضل في بعض الاحيان ، على كمية الاسى التي يعانيها الفلسطيني تحديدا من اجل ان يحقق احلاما كانت ممكنة لو لم يكن وطنه محتل
على الحزن الذي علينا ان نقدمه لاقرب الناس الينا من
اجل ان نكون.
هذه الغربة الموحشة التي تنهش مشاعرك شيئا فشيئا ، تبعدك عن اقرب الناس اليك فتحولك الى آلة تبحث عن زيادة علمها ومالها متناسية مشاعرها .
اليوم يكبر ياسر ، ذلك الطفل الذي انتظرناه طويلا
ياسر الذي كان المنتظر لامي وابي
انتظراه طويلا فجاء ، قلب الموازين ، كان طفل شقي ، خفيف الظل قد تحدثه كطفل مشاغب يبحث عن حنان امه، لكنه في لحظة من اللحظات يبهرك بفلسفته والارسطو الصغير الموجود بداخله ، له قلب غني يتظاهر بالبساطة امام اصحابه الاقل منه شأنا كي لا يشعرهم بوحدتهم في هذا العالم الموحش، حاول رسم طريقه بعيدا عن طريقة العائلة المتوارثة في العلم ، احب كرة القدم كثيرا فابعدناه عنها ظنا منا ان الافضل له اتمام دراسته، ظل متشبثا بحلمه وها هو اليوم قطع البحار والمحيطات من اجله من اجل حلم طفولته الذي لم يفارقه يوما .
اخي الصغير ذو القلب الاجمل اخي ذو القلب الذهبي ياسر ذو القلب الآسر والابتسامة الآسرة
اتذكر كل لحظاتنا سويا ، لحظات قوتنا وضعفنا، لحظات تبادلنا الهموم والاحلام والخيبات
اراك اليوم تذهب بعيدا تذهب لتحقق حلمك يعتصر فؤادي من الالم واللوعة والاشتياق لكن لا استطيع سوى احتضانك بدعائي و تمتماتي
في عيد ميلادك اليوم المسافة بيننا بعيدة لكنك اقرب للقلب من اكثر اي وقت مضى.
كل عام وانت الحالم المنجز المحقق الرائع .
كل عام وانت سند لي حتى في غربتك .
كل عام ونحن نحلم ونكبر ونحمل احلامنا حتى تصبح حقيقة
***
ماجستير حقوق جامعة بن عكنون.
