الرئيسية / الآراء والمقالات / عمر حلمي الغول يكتب : القمم تنتصر لفلسطين

عمر حلمي الغول يكتب : القمم تنتصر لفلسطين

عمر حلمي الغول

القمم تنتصر لفلسطين

عمر حلمي الغول

كانت مشاركة دولة فلسطين ممثلة بشخص الرئيس أبو مازن والوفد المرافق في القمة العربية الصينية يوم الجمعة الماضي الموافق التاسع من كانون 1 / ديسمبر الحالي محل تقدير وتثمين من الاشقاء العرب والأصدقاء الصينيين. لا سيما وان الرئيسين الفلسطيني والصيني التقيا ثنائيا، وتناولا القضايا المشتركة، وتم التوقيع الفلسطيني على مبادرة “الحزام والطريق” بهدف تعزيز التبادل التجاري، وتعزيز التعاون في مجالات الحياة المختلفة. فضلا عن تقدير القيادة الفلسطينية لجهود الرئيس شي جين بينغ في دعم كفاح الشعب الفلسطيني على كافة الصعد والمستويات، وتثمين مبادراته الإيجابية لتحقيق السلام، ودفع عربة التسوية السياسية للامام عبر التبني الجاد والحازم لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وتأكيد القيادة الصينية عن توسيع وزيادة الدعم للشعب الفلسطيني، ورفع وتحسين مستوى المعيشة في أوساط السكان الفلسطينيين، اضف الى ابداء الاستعداد لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لتتمكن من تأدية مهامها الإنسانية في خدمة احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في اقطار اللجوء.  

كما ان القمة شكلت منبرا مهما لرئيس منظمة التحرير أولا في طرح رؤيته الوطنية، غير الجديدة بالمعنى الكلي للكلمة، لكنها سلطت الضوء على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وما نجم عنها من صعود للفاشيين الجدد، أمثال سموتيرش وبن غفير، والاثار المترتبة عليها في التصفية الكلية لعملية السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وغياب كلي لاي شريك إسرائيلي، بالتلازم مع تأبيد الاستيطان الاستعماري، وانعكاس ذلك على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. خاصة وان آلة الموت والإرهاب الصهيوني المنظم امست في حالة انفلات وحشي نازي يستهدف الانسان طفلا او امرأة او عجوزا او بيتا او مدرسة او مسجدا او كنيسة او مزرعة، وكل مظهر من مظاهر الحياة الادمية في فلسطين، مع تعاظم التنافس بين مختلف القوى الصهيونية في الحكم وخارجة على تعميق عملية التطهير العرقي العنصرية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني؛ وثانيا في دعوة الاشقاء والأصدقاء الصينيين على إيلاء المسألة الفلسطينية الأولوية في اهتماماتهم السياسية والقانونية والديبلوماسية والاقتصادية المالية والثقافية الإعلامية.

وكان لكلمة عباس الأثر الهام في توجيه بوصلة البيان الختامي للقمة العربية الصينية، الذي صدر ذات اليوم، حيث اتفق المؤتمرون على وضع القضية الفلسطينية في اعلى أولويات الاهتمام، وتميزت الفقرة الثانية من البيان المتعلقة بقضية فلسطين، أولا بالشمول والتأكيد على مركزية القضية عالميا، وضرورة حلها لانهاء الظلم التاريخي الواقع على رأس الشعب الفلسطيني على مدار العقود الثمانية الماضية، وثانيا الاهتمام بكل نقطة ومسألة ذات صلة بالقضية والحل السياسي والمسائل الاجتماعية والمعيشية، ثالثا بمطالبة إسرائيل بالتوقف عن سياساتها الأحادية المتغولة على حياة ومصالح الشعب العربي الفلسطيني العليا، والكف عن عمليات الاستيطان الاستعماري، وبطلان ممارساتها وانتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفتح افق امام خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، رابعا رفض اية تغيير في القدس العاصمة الفلسطينية، او على مكانتها التاريخية والدينية والثقافية، خامسا دعوة العالم لعقد مؤتمر للسلام برعاية دولية موسعة وبصلاحيات مؤثرة وكبيرة للتمكن من صناعة السلام، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، التي فاق عددها الالف قرار حتى الان، سادسا الدعوة لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وجميع النقاط تتركز في الاتي: أولا إزالة وانهاء الاستعمار الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة؛ ثانيا افساح المجال لاستقلال الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؛ ثالثا بطلان ورفض الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية الأحادية الرامية الى تغيير الوضع القائم في القدس العاصمة الأبدية لفلسطين؛ رابعا التأكيد على ضرورة الحفاظ على المكانة التاريخية والقانونية للقدس الشرقية، وعلى أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية تلك المقدسات وهويتها العربية؛ خامسا التأكيد على دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”، وضرورة دعمها لتمكينها من الوفاء بولايتها الأممية، وعلى ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة باللاجئين، وخاصة القرار الدولي 194؛ سادسا حماية المدنيين الفلسطينيين، والدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام بصلاحيات ورعاية دولية واسعة ومؤثرة.

ومن نافل القول، إعادة التأكيد على الأهمية التاريخية للقمة العربية الصينية، وهي القمة الأولى بين الطرفين العربي والصيني. وعن أهمية وحساسية اللحظة التاريخية التي عقدت فيها القمم الثلاثة. وبالتالي عن الارتدادات الإيجابية على القضية الفلسطينية، اذا ما اخذت مخرجاتها (القمم) طريقها للترجمة والتطبيق.

النتيجة الملموسة كانت فلسطين في قلب القمم والحدث النوعي والاستراتيجي، وخاصة القمة العربية الصينية، وهي التي جمعت القادة العرب وممثلوهم مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في العاصمة السعودية الرياض. ويبقى على جهات الاختصاص المتابعة لحصد النتائج وثمار القمم سياسيا وديبلوماسيا وقانونيا واقتصاديا وماليا وثقافيا وتربويا وصحيا.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …