الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد جبر الريفي يكتب : الصراع العربي الصهيوني لن ينتهي بالاعتراف والتطبيع

محمد جبر الريفي يكتب : الصراع العربي الصهيوني لن ينتهي بالاعتراف والتطبيع

محمد جبر الريفي

الصراع العربي الصهيوني لن ينتهي بالاعتراف والتطبيع

بقلم: محمد جبر الريفي

لن ينتهي الصراع العربي الصهيوني مهما تخلت بعض الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية بالاعتراف والتطبيع وهي القضية الوطنية لما تحمله من أبعاد إنسانية لأن الشعب الفلسطيني صاحب القضية الأول لم ينه الصراع لأنه لم يحصل على حقوقه الوطنية الكاملة على مدار أكثر من سبعة عقود نشبت خلالها حروب دامية بين الدول العربية المجاورة لفلسطين والكيان الذي أعلن عن قيامه عام 48 وسقط فيها آلاف من الجيوش العربية والمتطوعين العرب، فالانظمة السياسية العربية على اختلاف توجهاتها وحرصا على مصالحها القطرية الضيقة التي أوجدتها حالة التجزئة السياسية الممنهجة لا تملك وحدها وضع حد لنهاية هذا الصراع المصيري الذي يتوقف على حسمه تغيير وجه المنطقة بكاملها، أما بالتحرر والاستقلال الوطني الكامل بهزيمة مخطط المشروع الامبريالي الصهيوني وأما باستمرار علاقات التبعية بكل أشكالها مع النظام الرأسمالي العالمي الامبريالي حيث السيطرة الغربية والإسرائيلية على دول المنطقة ووضع فيتو على مشروع نهضتها ووحدة اقطارها القومية وتقدمها الحضاري.

ظاهرة التخلي عن القضية الفلسطينية لن يكتب لها النجاح لأن الكيان الصهيوني في حقيقة جوهره كيان عدواني توسعي يسعى لتوسيع رقعة سيطرته على الأرض العربية المجاورة، ليتحول إلى دولة مركز إقليمية ليقوم بأداء دوره الوظيفي الذي وجد لأجل تحقيقه، وهو الأمر الذي يجعل من الصراع العربي الصهيوني صراعا بين الشعوب التي تتمسك بارضها وتقاتل من أجلها وبين هذا الكيان العدواني الغاص، ولذلك فإن مستقبل الصراع سيستمر وسيتصاعد بين فترة وأخرى وستشهد المنطقة حروب قادمة كما تلوح بها الآن دولة الكيان بعد تطرف نظامها السياسي بفوز اليمين الصهيوني العنصري والديني الفاشي في انتخابات الكنيست الإسرائيلي الأخيرة.
لذلك يمكن القول إن وضع نهاية لهذا الصراع ليس بيد الأنظمة السياسية لأنها أصبحت أنظمة مصالح بلا مبادىء، وإن الذي يقرر في النهاية الحرب والسلم في هذا الصراع هي الشعوب العربية التي يقدم أبنائها كل يوم في مواقف عديدة رفضهم للتطبيع، كما يجري الآن في مونديال قطر حيث رفض المتفرجين العرب إجراء مقابلات مع المراسلين الإسرائيلين.. وهو المظهر الذي يؤكد على أن الصراع العربي الصهيوني لن ينتهي بين الأمة العربية والكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية سوف تبقى في الحاضنة الشعبية العربية بعد تخلي الحاضنة الرسمية عنها،   لتصبح بكل مكوناتها الرئيسية كقضيتي القدس واللاجئين هي معادلة الصراع مع الصهيونية وحلفائها، فالنزعة الإقليمية العربية الضيقة لن تقوى على أبعاد هذه القضية عن القاطرة العربية لأن النزوع القومي والديني أقوى بكثير من النزوع الاقليمي.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : لا ادلة على أكاذيب إسرائيل

نبض الحياة لا ادلة على أكاذيب إسرائيل عمر حلمي الغول دولة إسرائيل اللقيطة قامت على …