فتحي البلعاوي
الرئيسية / شؤون فلسطينية / من ارشيف المناضل الوطني أبو الوطنية فتحي البلعاوي .. و امتطى صهوة المجد و التاريخ .

من ارشيف المناضل الوطني أبو الوطنية فتحي البلعاوي .. و امتطى صهوة المجد و التاريخ .

فتحي البلعاوي

من ارشيف المناضل الوطني ابو الوطنية  فتحي البلعاوي 

.. و امتطى صهوة المجد و التاريخ ..   

                                      

بقلم فتحي البلعاوي 

من ” نافذة العرب ” – جريدة ” العرب ” القطرية 

29/:9/1989 

و هكذا ألقت بي عصا التسيار إلى طنجة في المغرب العربي الشقيق و شاهدت عناق البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي 

.. نعم هنا جاء المسلمون المجاهدون الفاتحون من المشرق العربي .

نعم من هنا أيضا كان العربي المسلم يركب جواده أو جمله و يسير عبر المشرق العربي إلى الأراضي المقدسة و لم تكن ثمة حدود أو سدود أو قيود و لم تكن جوازات سفر أو وثائق للسفر .. كان جواز السفر الحقيقي هو قول الشاعر :

                     و أينما ذكر إسم الله في بلد 

                                                                  عددت ارجاءه من لب أوطاني 

نعم كان الوطن العربي الاسلامي وطنا واحدا و حاكما واحدا و لواء أوعلما واحدا و المسلمون في كل بقاع الأرض جميعهم اخوة لا فرق بين مسلم و مسلم آخر إلا بالتقوى و العمل الصالح .

ترى لو عشنا لحظات في أحلام اليقظة و رأينا العالم العربي في مشرقه و مغربه و قد أصبح بلدا واحدا له موقع استراتيجي عالمي هام . فيه من كنوز الأراضي و البر و البحر خيرات تعم العالم أجمع . فيه كل الطاقات و منه انبعثت أرقى الحضارات .. و من الاندلس المسلمة بالذات ظهر نور العلم و الفكر و أضاء أوروبا التي كانت تعيش في ظلام الجهل و الفقر و الشقاء .

ترى كيف كانت تكون حالنا ؟؟!!

ترى هل من حقي أن استمر في أحلام اليقظة و أتناسى الواقع المرير أنا الفلسطيني المشرد الذي لا أستطيع أن أرى فلسطين أو أدخل بلدا عربيا الا بتأشيرة و التأشيرة قصتها طويلة ..

 سامحني أيها القاريء العزيز اذا أجنحت بي العواطف فأنا مريض بحمى الذكريات و صدقني أنني أشرب عصير الألم من عطش التاريخ .

و هأنذا أستيقظ من أحلام اليقظة لاجد نفسي مع شريكة حياتي في فاس . و فاس أيها القاريء العزيز هي أول مدينة اسلامية بنيت في المغرب الاقصى بناها المولى إدريس الثاني ابن إدريس الأول الذي هو أحد أحفاد الامام علي كرم الله وجهه . و أسس أول دولة إسلامية في المغرب الأقصى و هي دولة الادراسة .

و فاس و هي عاصمة أفريقيا الثقافية تضم جامعة القرويين التي بنتها فاطمة الفهرية سنة 245 هجرية و تعتبر من أقدم الجامعات في العالم الإسلامي .. و لها أربعة عشر بابا . 

و على بعد خمسة عشر كيلو مترا من شمال فاس تقع قرية صغيرة جميلة إسمها (سيدي حرازم) و هذه القرية الجميلة لها قصة تاريخية حقيقية تؤكد معنى الترابط الاسلامي .

فهذا قائد من قادة الفتح الإسلامي الذين قدموا مع عقبة بن نافع .. انه القائد الفلسطيني (علي بن حرزهم) من مدينة الخليل في قلب فلسطين فك الله أسرها.

 استشهد في شمال مدينة فاس و كان شيخا جليلا له طريقة صوفية خاصة . 

فدفن هناك و أقيم على ضريحه مقام بدأت القبائل المغربية بعد إعتناقها للإسلام بزيارته و اكتشفت (حمة) للمياه المعدنية قرب مقامه فاستغلت صناعيا و ملأوا بها الزجاجات و أصبحت اشهر مياه معدنية في المغرب العربي كله .

 و توجد في مدينة الخليل الآن عائلة (الرازم) و الثابت ان التحريف حدث في الاسم و ان على بن حرزهم هو من أصول هذه العائلة و قد بنيت هذه القرية قرب مقامه و سميت بداية بلدة سيدي حرزهم نسبة للقائد العام . و دخلها التحريف لتصبح (سيدي حرازم) ..

 و هي كما قلنا مشهورة بمياهها المعدنية التي يستشفى بها معظم الناس هناك من أمراض الكلى و الحصى و الرمال و قد سمعت شخصيا الكثير من هذه الأحداث حين كنت نزيل في فندق سيدي حرازم أو ( حرزهم ) و أكد لي أكثر من شخص أنهم شفوا و أنزلوا الحصى مفتتا بفضل تناول هذه المياه الساخنة المعدنية و الاستحمام بها . 

رواية هذا القائد الخليلي الفلسطيني علي بن حرزهم رواها الجنرال عبدالسلام بن عيسى المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الآن رواها لوفد فلسطين في مؤتمر القمة الافريقي الذي عقد في الرباط في أوائل السبعينات و كان الوفد برئاسة الاخ ( أبو السعيد) و ذكرها لي الأخ العزيز واصف منصور المستشار بسفارة فلسطين في الرباط.

أيها القائد الخليلي الفلسطيني الذى امتطى صهوة المجد و التاريخ .

 ان الخليل تنادي .. وإن القدس تنادي .. أين الأحفاد ؟ أين أحفادك المغاربة ؟ الشجعان؟؟ و أين أحفاد الأحفاد.. في كل صقع وواد و أين ؟؟ واين !! و اين !! و بعد …….

فقد قال لي صبيحة هذا اليوم استاذ جامعي مغربي : هل سمعت آخر الأنباء أيها الأخ الفلسطيني الضيف العزيز ؟؟ قلت بكل اسف لأ

فقال : لقد تعهد السيد الرئيس حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية نعم تعهد لوزير الدفاع الصهيوني اسحق رابين أن يقنع السيد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين لزيارة القدس و اجراء مباحثات سلام مع إسرائيل فماذا تقول ؟؟؟؟

فاجبت بابتسامة هادئة نصف منتمرة . إن الرئيس عرفات تعود أن يردد أنه على إستعداد أن يفعل كل شيء من أجل فلسطين و شعب فلسطين و يردد : من أجل شعبي ظلام السجن يلتحف .

و لكني من نافذة ( العرب ) الغراء في الخليج العربي و أنا في أقصى المحيط الأطلسي أقول للأخ الرئيس عرفات القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية بكل التقدير و الصدق و الأمانة .

يا سيادة الرئيس . لقد كثر مستشاروك .. و قل ناصحوك فتشبث ببندقيتك و الله معك .. 

هذا و الله من وراء القصد ……

من نافذة العرب / المملكة المغربية ( مدينة فاس )

بتاريخ 1989/09/21

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

حسام زملط

الخارجية تنفي إعفاء سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة من مهامه

الخارجية تنفي إعفاء سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة من مهامه رام الله / الصباح / …