عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : شَيءٌ هُناكَ، وهُنَاكَ شِّيء

د جمال ابو نحل يكتب : شَيءٌ هُناكَ، وهُنَاكَ شِّيء

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

شَيءٌ هُناكَ، وهُنَاكَ شِّيء

قد يرى بعض الكُتاب من المثقفين، والأدباء، والشعراء أنُه لا يوجد شيء هُناك يلوُح في الأُفق وتكون لهم نظرة سوداوية قاتمة، مُظلمة، وصادقة كذلك حول الوضع العام المُزرِىِ الذي تمُر به الأمُة العربية، والإسلامية، خاصةً بسبب ما تُعانيهِ اليوم من ويلات الحروب، والانقسامات الداخلية، والخارجية، ووجود انحلال الأخلاقي، وانحدار قيمي، وانحسار علمي، وتفكك اُسرى!. واتساع الهوة، والفجوة ما بين الشعوب، والحُكام؛ ونُكُوص بعضًا من: “الذين ظّل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا”!؛ على أعقابهم خائبين، مُطبقين أفعالاً من العادات الشيطانية القديمة السيئة التي كانت في زمن الجاهلية الأولى!؛ وكذلك قال البعض: ” لا شيء هناك”، لفساد بعض النخُب الحاكمة، وكذلك لتمكين السفيه الجاهل في منصب كبير بدلاً من تعيين وتمكين العالم المُعَّلِمْ!؛ ولِتغول، وتفوق الشرق، والغرب على العرب، ولِوجود أوطان عربية مغتصبة، وشَعُب مُحتلٌ ينوحُ، ويتألمُ، وشعبٌ عربيٌ أخر يترنمُ، ويتنعمُ!..   

 لقد ظَّنَ البعض مِن شدة الباس أنه “لا شيء هُناك “!؛ ولا أمل في صلاح الأمة الحالية، أو قادة بعض الشعوب العربية؛ وذلك حِينَما أبصَر وزارة صحة عربية من غير صِحة!؛ أو اهتمام حقيقي بِصحة المواطن العربي، وكذلك وزارة تربية، وتعليم عربية، من غير تربية، ولا اهتمام بالتعليم!. ورأى البعض وزارة ثقافة، بِلا ثقافة، بل سخافة، وتفاهة!؛ ورقصٌ وعرى، وتعرى، والبعض في ذلك الفساد مُتجَّلِى، وعن الحق مُتخلى، وفي ذلك السفور مُنحلٌ، ومُتَحَلى!. وتسمع عن بعضٍ من الساسة، والكُتَاب، والسُفراء، والدكاترة، وعَلمَاء الِدِّيَن، والمستشارين، والشُعراء، وبعض الوزراء الخ…؛ بعضًا منهم يحملون شهادات فخرية، هُلامية، ظلامية!؛ سواء كانت ورقية، أو كرتونية لكنها في الحقيقة شهادات، وهمية غير حقيقية، ولو جالستهم لوجدت فارغين، وثقافتهم هشة، وعلمهم فقير، وقليل، وصغير، وأما عن من منحهم تلك الشهادات من غير وجهِ حق فهو انسان ناقص حقير سَاهم في تدمير العلم، والتعليم، مما يؤدي إلى الخراب، والتدمير، بدلاً عن العمار والتعمير. وبعد كل ما سبق، صَدق ما قِيل في بعض ما سبق، ممن قال لا شيء هناك!.

 إلا أننا نُغرد الأن عكس من قال لا شيء هُناك!؛ ولا ريب في ذلك الأمر!؛ فالكل يغُني على ليلاهُ ويرى من زاوية مختلفة، عن غيرهِ، من الأدباء، والشعراء، والكُتاب، ولكن الهدفُ واحد، ومثال ذلك: من قال اتنان زائد اتنان يساوي أربعة فقد صدق، ومن قال: ثلاثة زائد، واحد يساوي أربعة فقد صدق؛ لذلك فإن التعدد في وجهات النظر لا يفسد للودِ قضية، ولذلك: يوجد شيءٌ هناك وهناك شيء، ولسوف يكون هناك شيءٌ إن شاء الله جميلٌ، ونبيل، وعظيم قادمٌ من ههُنا، أو من هُناك. ولا تناقض بين الأمرين، فما كان مُرْ فلن يبقى مُرْ، ولسوف يمُر، فإن كنت تريد أن تعيش حُر فلا تَّضُرْ، وسِّر بين الناس بِكُل يُّسَرْ، وتيسيرُ لتصير بين الناس ذو مسيرةٍ تَسُرْ كل حُرْ، وتدفع كل شر، وكُن مُيسرًا، وصاحِبْ مِسيرةٍ، وسيرة، وسريرة سارة تّسُرْ، تَنشُر السرور، ولها عبير الزهور تفوح منها روائِح من أجمل العطور؛ على الرغم من كل المشهد العربي القاتم كأنهُ السأم، ووجود المتشائم، وعديم الفهم!؛ لكن من واجبنا رغم الألم أن ننشر الأمل، وأن نبدأ العمل، ونتوشح في الفأل الحسن؛ وإن كُنا نعيش في هذا الزمن الصعب؛ الذي فيه الكثير من التعب، والمتاعب والمصاعب؛ ولكن كلما زادت الشدة، والعسر فإن الفرج، واليسر قد دنَا، واقترب؛ فبعد الصبر على العُسر العسير ، يأتيِ اليُسر، ويكون الخاتمة بالفرح للمؤمنين المتقين، ونار السعير للكافرين. وإن القادم هو السؤدد، والتمكين، والنصر للإسلامِ، والمسلمين، وأن هذهِ الأمُة ستعود مأجُورة ومنصورة غير مكسورة، وأن هذا الاسلام العظيم سوف يسود الكون كله؛ لأنهُ شريعة رب العالمين، وأنه هناك شيء، ونتوقع أن هذا الشيء يكون نهاية الظالمين المعتدين، وقد باتت قريبة وإن دول أوروبا، والغرب الكافر السافر الفاجر الظالم المُنحَل الفاسد سوف تنكَّسِر، وأن الاسلام سوف يعود يسود، ويعلو، وينتصر بدون ريب!؛ وما تلك المسألة إلا مسألة وقت فقط حينما تفيق الأمة، وتصحو من نومها، وغفلتها؛ فالمارد العربي الإسلامي العظيم بدأ يتململ اليوم وتجَلجَل، وسيعود مُجلجلاً، ويُزلزل عروش كل الغاصبين المحتلين، والمفسدين في الأرض، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وحلفاؤها جميعًا إلى زوال قريب، وهو غير بعيد!. وختامًا اعلموا أن هناك شيءٌ طيبٌ للعرب المسلمين، وليس للغرب الكافرين؛ وفي الأفق يلوح شيءٌ هُناك، فلقد بدأ الاسلام غريبًا، وسيعود الآن غريبًا فطُوبى للُغرباء، وإن النصر مع الصبر فانتظروا قريبًا شَّيءٌ هُناك يَسُركَم، ولن يضركم؛ ولكن يحتاج هذا الشيء الذي ننتظرهُ هنا، وهُناك منا جميعًا أن نعمل، ونجد، ونجتهد، وأن نعُمر الأرض، ونعمل على اصلاحها وفق المنهج الذي أرادهُ الله لنا، فالكل عليه أن يصلح ذاتهُ، وأن يبدأ بالإصلاح من نفسه، وأسرته ثم المجتمع، وأن يتزين بدماثة الأخلاق، فالأخلاق أجمل الأرزاق، وبعدها سوف يكون شيءٌ هُناك ذو جَمَالٍ جَميِل، ونبيل. 

الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي

الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

رئيس الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بفلسطين، والمُحاضِّرْ الجامعي غير المتُفرغ

عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية

dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …