الرئيسية / الآراء والمقالات / حسين ابو الهيجاء يكتب : سلسلة (( لن ننسى ))

حسين ابو الهيجاء يكتب : سلسلة (( لن ننسى ))

حسين ابو الهيجاء

سلسلة (( لن ننسى ))

بقلم : حسين ابو الهيجاء

___ من اوراق الجريمة الدولية __
الورقة الخامسة / الجزء الاول
” المملكة المتحدة رأس الجريمة ،
وقوات انتدابها اداة التنفيذ “

… بدأت الجريمة الدولية عملياً ، منذ الحرب العالمية الاولى ، و تحديداً في العام 1917م ، من القرن المنصرم :
آرثر جيمس بلفور ، رئيس وزراء المملكة المتحدة ( بريطانيا العظمى ) ، بين عامي 1902_ 1905 ، و وزير خارجيتها بين عامي 1916_ 1919 ، رفع توصية الى حكومة بريطانيا ، في الثاني من نوفمبر 1917 ، يتمنى فيها على حكومة بريطانيا ، ان تنظر بعين ( العطف ) الى اليهوود ، و تمكينهم من اقامة ( وطن قومي ) لهم على ( أرض فلسطين ) ، متسلحاً باكذوبة فاضحة ( بمنح ارض بلا شعب ، لشعب بلا ارض ) !!
ثم ابرقَ برسالة تطمين الى اليهوودي الصهيووني
( اللورد رووتشيلد ) ، عضو مجلس العموم البريطاني ، و عراب الفكرة الصهيوونية ، بانشاء وطن قومي لليهوود في فلسطين :
(عزيزي اللورد رووتشيلد : يسرني جداً أن أبلغكم ، بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة ، التصريح التالي ، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهوود والصهيوونية ، وقد عُرض على الوزارة وأقرته ، إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف ، إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهوودي ، في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية) !
و بعيون عطف الذئاب ،، مسح بلفور شعباً اصيلا متجذراً بجذور تاريخه العربي ، على ارضه العربية ، وذلك لتمرير مشروع استعماري تفتيتي استيطاني ، يخدم الامبريالية الغربية ،
و قد قامت دول الاستعمار باسم ” عصبة الامم ” ، بتشريع هذا الوعد ، عن طريق صك انتداب بريطانيا على فلسطين ، في 6 يوليو تموز 1921 .

_ بعد نهاية الحرب العالمية الاولى ، كان هناك دول وصاية و دول انتداب ، وكان وفق المخطط ان تكون بريطانيا دولة الانتداب على فلسطين ، وينص صك الانتداب على (( تمكين بريطانيا – للشعب الفلسطيني- من اهلية الاستقلال وادارة شؤونه بنفسه )) ، وكان ذلك مرهونا بعامل زمني محدد ، قوامهُ ان يصبح الشعب الفلسطيني قادرا على ادارة شؤونه بنفسه .
و قبيل عام 1947 ، اقرتْ دولة الانتداب ، بان الشعب الفلسطيني اصبح يتمتع باهلية الاستقلال ، و انه اصبح قادراً على ادارة شؤونه ، و عليه تقرر ضرورة رحيل قوات الانتداب عن فلسطين في تاريخ معلن ، و على ان يغادر اخر عنصر بريطاني في تاريخ محدد .. !
و هنا ، و بناءً على صك الانتداب نفسه ، يتقدم شعبنا الفلسطيني ، و معه الشعب البريطاني الحر ، من دولة الانتداب ، و مِن خلفها عصبة الامم ، بالاسئلة التالية :
1 – اذا كانت فلسطين ارض بلا شعب ، فعلى اي شعب كنتم مُنتدبون ?! .. ، و اي شعب كنتم ستُؤهِلون !!? ،
و يفضحكم في هذا ، ( صك الانتداب ) نفسه ، الذي نص صراحة ، على ان [ هدف الانتداب هو تمكين (الشعب الفلسطيني ) ، من اهلية الاستقلال ، و ادارة شؤونه بنفسه ] ،
و في هذا الصك ، إقرار بوجود شعب فلسطين ، على ارض فلسطين !
ولكن كان واضحاً ، ان دولة الانتداب ، لم تكن تعمل على تأهيل الشعب الفلسطيني ، انما عملت على تمكين اليهوود من فلسطين .
2 – ان الوعد المشؤوم ، نص على جعل فلسطين وطنا قوميا لليهوود ، و ليس ” دولةً لليهوود ” ،، ! ، بمعني ان ينال اليهوود ، المواطنة في فلسطين ، اي (الجنسية الفلسطينية ) ، و تكون فلسطين وطنا لهم ، تماماً كما هي وطناً للمسلم و المسيحي و السومري ، في ظل الدولة الفلسطينية و تحت عَلمها و جنسيتها ..
فلماذا جعلتم فلسطين ، دولة لليهوود ، و اسمها
” اسرائيل ” ?!!
لماذا تجاوزتم اهداف صك الانتداب ، و هدف الوعد المشؤوم ، و عملتم على – تحويل فلسطين من وطن يعيش به اليهوود ، الى دوله لليهوود ، يقودونها ، و ينتزعون شعبها منها – ?
3 – اليس في رسالة رئيسة حكومة الانتداب ( تيريزا ماي ) ،ِ الى رئيس حكومة الاحتلاال “نتنياهو ” ، في ذكرى النكبة ( الاستقلال ) و مرور 100 عام على وعد بلفور ، و دعوته للاحتتفال ( بهذا الحدث العظيم ، بتحقيق هدف الوعد و تمكين اليهوود و الصهيوونية من اقامة – دولة – لهم على ارض فلسطين ) ، اليس في هذا ، اعترافاً رسمياً و صريحا بالمؤامرة الاستعمارية ، التي مارستها بريطانيا تحت غطاء الانتداب ?!!
و لكن ، و على امتداد الاعوام المئة ، لا زال شعبنا يؤكد للمعسكر الاستعماري ، و على رأسه المملكة المتحدة ، ان هذه الموامرة ( الجريمة ) ، التي لا مثيل لها في التاريخ ، لن تمر ، و هي بعد الاعوام المئة ، لا زالت تتارجح ، و لم و لن تستقر ،

و يُصرُّ شعب الجبارين ، و من خلفه الشعب البريطاني ، و احرار مجلس العموم البريطاني ، و كل شعوب العالم الحر ، على اسقاط هذه المؤامرة ، و محو آثار هذه الجريمة البشعة ، و اعادة الامور الى نصابها ، ليشارك الشعب الفلسطيني بالحضارة و النهضة العالمية .

   الورقة الخامسة  /  الجزء الثاني

.. المغالطة الكبيرة و المفضوحة ، و لكن المقصودة ايضاً ، من السيد بلفور و المجتمع الدولي ، باعتبار الديانة  ” قومية ”  ، كما ورد في توصيته التي رفعها الى حكومة بريطانيا ، في 2/11/1917 ، و جاء فيها ، انه يتمنى على حكومة بريطانيا ان تنظر بعين العطف الى اليهوود ، و تمكنهم من اقامة وطن  ( قومي ) لهم على ارض فلسطين ! ،
  هذه المغالطة هي الخطأ التاريخي الاعظم ، و الذي ارتُكبتْ تحت غطائه ، ابشع جريمة في الكون ، تمثلت بسرقة وطن ، و اقتلاع شعبه منه و تشريده في الارض  .. !
 إذ أن الدين هو مُعتقد ، لا علاقة له باي شكل من الاشكال بالجغرافيا او التاريخ او البُعد القومي ، ، حيث ان القومية هي تعبير عن.  ” اللغة  في المقام الاول ” ، ثم تحت غطاء اللغة يكون في المقام الثاني ( الوحدة الاجتماعية ، على وحدة جغرافية ذات امتداد تاريخي واحد ) ، و استنادا لذلك ، نحن في الوطن العربي مثلا ، قوميتنا عربية لمسلمينا و مسيحيينا و بهوديينا ، و الايراني قوميته فارسية يمسلمه و حتى بمجوسه  ، و الهندوسي قوميته هندية ، بكل اطيافه و اديانه من البوذي حتى الملحد .. الخ ، و لا يمكن ان يكون الدين قومية باي شكل من الاشكال  !!
 لذلك نجد ان اليهوود ، هم مواطنون في الدول التي يقيمون فيها و يحملون جنسيتها ، مع حفاظهم على دينهم ، لكنهم لم يطالبوا بان تكون تلك الدول ، اوطانا قومية لهم  !
 و من جانب آخر ، فان البُعد الديني لليهوود ، لا يمنحهم حق المطالبة بارض فلسطين ، باعتبار رسلهم و انبيائهم ، و ما يزعمون من مقامات و هياكل لانبيائهم فيها ، ذلك لان كل الانبياء ، منذ ابراهيم عليه السلام ، و حتى محمد عليه السلام ، كانوا ضيوفاً على الفلسطينيين ، و عبروا ارض فلسطين عبورا ، فسليمان عليه السلام كان رحالاً ، و يعقوب و اسحق كذلك ، حتى ان بعضهم اشترى ثمن قبره في فلسطين من اهلها ( الفلسطينيبن ) ، مثل ابراهيم عليه السلام ، و مَن مكث فيها من الانبياء عليهم السلام جميعاً ، كان مكوثه مؤقتاً ، و جميعهم وطأوا فلسطين و اهلها فيها ، من يبوسيين و كنعانيين .. الخ
و كان عيسى عليه السلام ، هو النبي الوحيد ، الذي ولد في فلسطين ، و وسط الشعب الفلسطيني ، و هو :
          ” المسيح الفلسطيني ” ،  حسب مسقط رأسه  !

  خلاصة القول ، ان ما يُسمى ب ( دولة اسراائيل ) ، لم تعدُ عن كونها ،  ” مشروعاً استعمارياً غربياً بامتياز  ”  ،  تحت غطاء الدين ، و ارض الميعاد ، و الدعاية الصهيوامبرياالية ، و هي مستمرة في ذات الدعاية حتى الآن  .. !
   و لكن .. ،  و وفقاً لصك الانتداب ، الذي ” يعترف ” بالشعب الفلسطيني على ارضه ، عندما نص على :
     (( تمكين بريطانيا – للشعب الفلسطيني – ، من اهلية الاستقلال وادارة شؤونه بنفسه ))  ! ،  و استناداً  [ للحق التاريخي ]  ، و ايضاً اعتراف دولة الانتداب عام 1947، ان الشعب العربي الفلسطيني ، اصبح يتمتع باهلية الاستقلال ، و انه بات  قادراً غلى ادارة شؤونه بنفسه ، ( عِلماً انه كان صانع حضارة ، و كان  يدير مؤسساته بنفسه ، قبل الانتداب ذاته ) ، فان الشعب العربي الفلسطيني  :
1 – يطالب المجتمع الدولي ، بتصويب الخطأ التاريخي ، الذي ارتكبه ، و الجريمة البشعة التي وصمته بالعار ، و ذلك :
   ( باعلان الامم المتحدة فوراً ، قيام الدولة الفلسطينية ، على كامل التراب الوطني ، و اعادة اللاجئين و المشردين و المبعدين من شعبنا المظلوم ، و تعويضهم عن معاناتاتهم ، و سنوات الضياع و التشرد و الحرمان ، و عن عدم تمكنهم من استثمار املاكهم و التنعم بها و السكن اليها ،  و اعتبار   اليهوود مواطنون فلسطينيون ، يحملون الجنسية الفلسطينية ، و يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة ، لهم حقوقهم و عليهم واجباتهم ، مثل باقي مواطني الدولة من ” المسلمين و المسيحيين و السومريين ” ، مع ضمان حرية العبادة للجميع )
2 – ان الشعب الفلسطيني ، الذي يَعتبر ان تناقضه الاساس مع الاستعمار ( الصهيووني الاستيطاني التوسعي ) ، و من خلفه الامتين العربية و الاسلامية ،و احرار العالم ،  سيواصل كفاحه المشروع ، بكل وسائل و اشكال الكفاح ، و لن يكلّ او يتراخى ، حتى كنس الاحتلاال بكل اشكاله  ، و اعلان حالة النصر و التحرير ، و اقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة ، على كامل التراب الوطني  !!
                      و هذا وعدٌ ، و وعدنا حق
        ” و يمكرون ، و يمكر الله ، و الله خير الماكرين “

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …