الرئيسية / الآراء والمقالات / حسين ابو الهيجاء يكتب : الحرب العالمية في اوكرانيا

حسين ابو الهيجاء يكتب : الحرب العالمية في اوكرانيا

حسين ابو الهيجاء

شهر الحسم __ حسين ابو الهيجاء
                    الحرب العالمية في اوكرانيا
الجزء الاول :
     * سياسات فاشلة –    * اهداف بايدن –   * اهداف بوتن
الجزء الثاني  :
     * اين نحن الآن  –      * النتائج  – نوفمبر شهر الحسم
            ___
الجزء الاول :
                   * سياسات فاشلة :
  منذ بداية اشتعال العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا ، قال رئيس الحزب الجمهوري  دونالد ترامب ( الرئيس الامريكي السابق ) ، في اشهر و اهم تصريح له ، حول ما أُطلِق عليه وقتها ( بالازمة الاوكرانية )  :
_  [ إن الرئيس جو بايدن ، هو الذي تسبب في هذا الصراع ، و هو الذي فكّر بعكس اتجاه الطبيعة ، و ادار ، و يدير الازمة ، باجراءات فاشلة و غير مدروسة ، ستؤدي الى نتائج سلبية على اوروبا و العالم ، و كارثية على امريكا..  ] !
  و استطرد قائلاً  :  لو كنتُ انا في البيت الابيض ، لما قامت هذه الحرب نهائياً ” !!
     / و انا اتفق مع ما قاله ترامب بالكامل ..
                 * اهداف بايدن. :
  حيث كان تخطيط بايدن ( المعاكس للطبيعة وِفق ترامب ) ، يهدف الى توريط موسكو بحرب استنزاف في اوكرانيا ، على غرار استنزاف روسيا في افغاستان ، و استنزاف امريكا في فيتنام ، ، !  على ان يقوم الناتو ، و الاتحاد الاوروبي ، بتقديم كل اشكال الدعم اللوجستي لكييف من جهة ، و فرض عقوبات اقتصادية ، و حصار تجاري  و مالي دولي ضد روسيا ، و سحب الاستثمارات منها ، من جهة اخرى ، و بالتالي ضرب الاقتصاد الروسي ، و الاطاحة باحلام موسكو بالتحول الى دولة عظمى !
  كما كان يخطط بايدن لمزيد من اخضاع دول اوروبا لنفوذه ، خاصة تلك المنافِسة تجارياً لامريكا ، عن طريق استنزافها اقتصاديا ، من خلال وقف تعاملاتها التجارية و المالية مع موسكو ، و تدعيمها لاوكرانيا في  “حرب الوكالة ”  ضد روسيا الاتحادية ، و بالتالي تحقيق احلام بايدن ، بالوصول الى ما يشبه مشروع مارشال 2 ، مع دول اوروبا المنهارة اقتصادياً  !

  و من اسوأ سياسات و اجراءات بايدن الفاشلة ، كانت تصريحاته الغير مدروسة ، و التي تفتقر الى العقلانية و الدبلوماسية ، و عدم تقدير قوة و تأثير بعض الدول  ، مما ساهم في استعداء تلك الدول للادارة الامريكية و سياساتها ، مثل مخاطبتة  للرئيس الصيني تشي ، عندما قال :
  ( إن لم تتخذ موقفاً معادياً لروسيا ، و  تنضم الى دول المقاطعة ، و تؤيد العقوبات المفروضة على روسيا ، فانت عدوٌ لامريكا ، و سنعرف كيف نتصرف معك ) . !
فما كان من الرئيس الصيني إلاّ ان اجابه مُهدداً بدبلوماسية و حزم ، قائلاً :
” نحن دولة نقوم بتنمية قدراتنا العسكرية بمنتهى السرية ، و لكن قوتنا و قدراتنا لا تظهر إلاّ عندما يتهدد امننا القومي ” !!

   و من ذلك ايضاً الطلب الامريكي من الهند ، المساهَمة بالعقوبات ضد روسيا ، حتى لو كان ذلك يضر بالمصالح الهندية ، و هو الامر الذي سيضرب الصناعات الهندية في حال تجاوب الهند مع مطلب بايدن ، متناسيا السيد بايدن ،  ” ان الهند تحصل على الغاز و النفط من روسيا باسعار تفضيلية ، مما يساهم برفع القدرة الانتاجية و التنافسية لها ، و يسمح لها ايضاً ، ببيع النفط الروسي في السوق العالمي ، مستفيدة بذلك من فرق السعر .. ! ،  و متناسيا السيد بايدن ايضاً ، ان المصالح لا بد لها ان تتصالح  ” .. !
   ومن ذلك ايضاً ، الموقف الامريكي من دول الخليج ، و النظام العربي بشكل عام ، سواء بتقارب امريكا مع ايران حول برنامجها النووي ، او الطلب من الدول المنتجة للنفط تخفيض الاسعار ، و تعويض اوروبا عن الغاز الروسي ، غير آبهٍ بالمصالح العربية ، انما الهدف مصلحة امريكا فقط ، اضافة الى الكثير من سياسات الحصار و التهديد الامريكي ضد الدول العربية .. الخ
  و بايدن في هذه السياسة الرعناء ، و الفوقية ، المأخوذة بعنجهية القوة ، ساهم في دفع تلك الدول باتجاه التقارب مع روسيا ، ما يعني حصوله على نتائج سلبية ، و تأكيدا لمقولة ترامب ( ادارة الازمة بعكس اتجاه الطبيعة ) !!

               * اهداف بوتين  :
   كان واضحاْ منذ البداية ، ان ارهاصات  حرب اوكرانيا ، بدأت منذ سنوات طويلة ، على طريقة الحرب الباردة ، و النظم الاستخبارية و اللوجستية ، و تجلت تلك الارهاصات عام 2014 ، و عام 2015 ، عندما استعادت روسيا الاتحادية شبة جزيرة القرم بالقوة العسكرية ، و عندما تدخلت المخابرات الامريكية و البريطانية ، بالانقلاب على الحكومة الاوكرانية المعتدلة ، و غيرها من الصراعات في الظلام ، كان اخطرها طلب زيلينسكي  انضمام اوكرانيا الى حلف النيتو ، و هو الامر المخالف لوثيقة استقلال اوكرانيا ، والذي يشكل التهديد الاخطر على الامن القومي الروسي ..

غير ان موسكو كانت تراقب الوضع و تعد الخطط للحسم ، و تضع البدائل لكل الاحتمالات ، بانتظار لحظة الانطلاق ، مع علمها ان امريكا تستدرجها الى تلك المواجهة  .. !
و من خلال تصريح نائب رئيس لجنة الامن القومي الروسي ، في مجلس الدوما ، الذي قال  :
( خطتنا تقضي مسح اسم اوكرانيا عن الخريطة ، خلال عام واحد ) ،  نفهم رسالة موسكو و اهدافها :
1- ضم اوكرانيا الى الاتحاد الروسي ، و دفع الناتو بعيدا عن حدود روسيا الاتحادية .
2- استعادة هيبة روسيا الاتحادية ، و تأديب اي دولة تسوّل لها نفسها المساس بالامن القومي الروسي ، او الاضرار بمصالح روسيا الاتحادية ، او مجرد تفكير  اي دولة حدودية ، بالانضمام الى اي حلف عسكري معادٍ لروسيا
3- تفكيك التحالف الاوروبي الامريكي ، ( كما سنرى في الجزء الثاني من المقال ) ، و تفكيك حلف النيتو ، و القضاء على الماسونية العالمية  و اذرعها و ادواتها .
4- فرض روسيا الاتحادية كدولة عظمى ، و كاحد اهم اقطاب النظام العالمي الجديد  
5- اعلان النظام العالمي متعدد الاقطاب ، على انقاض النظام العالمي احادي القطب ، و ما يترتب على ذلك من منظمة اممية جديدة ، بميثاق جديد يتناسب مع القيَم الجديدة ، و قانون دولي جديد يخدم القضايا العادلة و يرفض المظلومية و الاستغلال و الاستبداد ، و نظام مالي عالمي يحارب الاحتكار و تبعية العملات ،  و هيئات اممية اكثر عدالة و انسانية   !

// غداً ، الجزء الثاني :
       * اين نحن الآن !؟     * النتائج / نوفمبر شهر الحسم !

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …