الرئيسية / الآراء والمقالات / بكر ابو بكر يكتب : بورصة خلافة أبومازن!

بكر ابو بكر يكتب : بورصة خلافة أبومازن!

بكر أبوبكر

بورصة خلافة أبومازن!

بكر أبوبكر

تتناقل الصحفُ والتقارير الأجنبية وتلك الإسرائيلية الموجّهة فكرة متموّجة لا تحيد عنها، وهي فكرة ما بعد الرئيس أبومازن؟ أو ما يسمونها “الخلافة”! بمنطق التضخيم والتصعيد والتهويل، وبقصد إحداث الشروخ والندوب بالجسد وبغاية التشتيت للأذهان والقلوب، وهوالهدف الرئيس للإسرائيلي الذي يعمد دومًا لتفتيت الفلسطيني من جهة وإشغاله بقضايا مختلفة صغيرة أوكبيرة لكن بعيدًا عن تلك القضية المركزية ومهامه النضالية اليومية، وتثبيت فصله جغرافيا وسياسيًا ونفسيًا ما قد يكون نجح فيه جزئيًا في إبعاده عن هدفه الرئيس المتمثل بتناقضه مع الاحتلال الذي مازال مسيطرًا على أرض وصدر شعبنا الفلسطيني (أكثرمن 100 شهيد منذ بداية العام بالضفة، وآلاف الاعتداءات الإرهابية والعدوانات من المستوطنين وقوات الجيش الصهيوني، حتى بداية شهر 10 للعام 2022م).

إن الإسقاطات الإعلامية والتحليلات المتكاثرة تقدم هذا “المرشح”! أو تسقط ذاك في إطار قضية ما يسمونها خلافة الرئيس أبومازن لها من الجوانب الكثير، فهي تغطّي على حقيقة الحراكات الشعبية المُفضية للانتفاضة في فلسطين ضد العدوانات المتكررة للجيش الصهيوني ومليشسيات مستوطنيه الإرهابيين. وهي مادة هامة في يد الساسة الصهاينة بالانتخابات القادمة خلال أيام، وهي أيضًا تكريس صهيوني مطلوب لحالة الشلل من جهة والهجوم على الكل الفلسطيني، وتعميق حالة الافتراق الوطني الفلسطيني بين شمال وجنوب، وبين فصيل وشعب، وبين قبيلة وأخرى ما تجتهد بفعله سلطات الاحتلال وتنجح أحيانًا، وتفشل على المستوى الاستراتيجي.

لا يعني كل ذلك أن إثارة مسألة اليوم التالي ما بعد الرئيس أبومازن-أطال الله بعمره لا تهمنا، لا ليس هكذا هو الأمر، وإنما وضع القضية في إطارها السليم وطنيًا وقانونيًا دون بورصة الشخصيات! 

إن العبث الإسرائيلي-الغربي-المتساوق معه المحلّي القائم بهذه القضية هو للتضليل والتفتيت والتشتيت عن الهدف الرئيس في مقاومة العدوانات وإرهاب الاحتلال وعصابات مستعمريه، ولخفض الروح المعنوية للمقاومة الشعبية ما يجعل المقاومين يتساءلون: أننا في واد وأولئك قاطفي الثمار من الساسة في واد! وما يستتبع ذلك من خسران لمواقع النضال.

أحد الأخوة الكُتاب سطّر تحليلًا يقدم فيه (س) لخلافة أبومازن، وهو صحفي مرموق في بلد عربي فكتبت تعليقًا ردًا عليه كالتالي: ألم تتساءل يا أخ فلان، لماذا يكثُر الحديث هذه الأيام عما يسمونه “خلافة أبومازن” وتستعر بورصة الأسماء، وكأننا في دولة مستقلة؟ إن وراء الأكمة ما وراءها، ولن ننجرّ للبورصة مطلقًا. والثبات والرباط خيارُ الشعب.

عمومًا وأنا فردٌ من هذا الشعب –بالداخل أوالخارج- نعم يهمني من الذي يكون مفوضًا من أمر الشعب (في فتح أو السلطة أو المنظمة) لكن بلا بورصة تلميع أو تشنيع الأسماء. وعليه لا يهمني أن يكون (س) أو (ص) بقدر ما يهمني حسّه الوطني العميق وفعله الموزون وتمسكه بالبرنامج الوطني الجمعي، وبخيار الدولة وخيار المقاومة وخيار الثبات والرباط، لاسيما وأن رئاسة السلطة (تحت الاحتلال) ليست قمة الأماني! إلا أن كانت مرتبطة بفك نير الاحتلال ما يحتاج لقائد أسد هصور يقارعُ ولا يهاب على شاكلةِ من سبقوه من قادة الثورة الفلسطينية.

التركيز في هذه المرحلة التي يتفاعل فيها الداخلي مع الإقليمي، ومع العالمي المفتوح على متغيرات كبيرة، يجب أن يظل على تحقيق أكبر قدر من القوة الداخلية والعربية، ولا يتأتى هذا إلا بالبرنامج الوطني الشامل والجامع من جهة، وبالتوافق على حلّ كافة القضايا المبدئية والشكلية التي منها الرئاسة وضرورة الانتخابات (داخل الفصيل والسلطة والمنظمة)، والتي منها تصعيد المقاومة الشعبية، والتي منها إعادة الظهيرالعربي قويًا، فلسنا إلا جزء لا يتجزأ من نسيج هذه الأمة التي قوتنا بقوتها بمواجهة الأنواء العاصفة داخليًا وإقليميًا وعالميًا.

 https://baker2014.wordpress.com/2022/10/11/%d8%a8%d9%88%d8%b1%d8%b5%d8%a9-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b2%d9%86/

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …