الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : مهسا أميني مؤامرة أم ثورة ؟

عائد زقوت يكتب : مهسا أميني مؤامرة أم ثورة ؟

عائد زقوت

مهسا أميني مؤامرة أم ثورة ؟

  عائد زقوت 

شهدت إيران تظاهرات واحتجاجات انطلقت شرارتها بسبب مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، وكعادة القيادات المتألّهة، بدلًا من أين يُحاكموا الفعل، يستغرقوا كلّ وقتهم ويبذلوا جُلّ جهدهم لمحاكمة ردّة الفعل، وكلّما زادت جذوة الاحتجاجات التي تقودها النساء والفتيات، أمعنت السّلطات في توجيه الاتهامات تارةً للمعارضة وأخرى للفَسَقة والمنحلّين، وحينما لا تُجدي نفعًا تُسارع إلى اتهام المتظاهرين بالخيانة والتآمر في إشارة لاستباحة دمائهم، وكأنّها تجد ضالّتها بذلك، وتعمل على تسخير كل طاقاتها السياسية والإعلامية، لتوجيه الاتّهام لأميركا ودولة الاحتلال بالوقوف خلف تلك الاحتجاجات، في محاولة ممجوجة لإدارة دفّة الأحداث لغير مسارها، هذه السياسة غير خاضعة للاستنتاج، إنما يلاحظ وبشكل غير مفهوم في السياسة الإيرانية، عدم جرأتها بتوجيه الاتهام لإسرائيل مباشرة وتحميلها المسؤوليّة عن الاغتيالات للقادة العسكريين، والعلماء في وسط طهران، على الرغم من اعتراف إسرائيل عن مسؤوليتها بشكل مباشر سواء بتصريحات الوزارة الأولى، أو وسائل إعلامها المنظورة والمقروءة، أليس هذا حقًّا أمر مريب؟! .

يبدو أنّ استخدام نهج تخوين المتظاهرين، وإراقة دمائهم، وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ترى فيه إيران طريقًا سهلًا، وثمنًا بخسًا مقابل الحفاظ على السلطة.

لو تفحصنا السلوك الإيراني السياسي تاريخيًا لوجدناه غير مفاجئ، ومليء بالمتناقضات، فمن موقف الشاه بهلوي من حرب يونيو 1967 ، إلى ممارسات الثورة الخمينية، التي رفعت شعار المرور إلى القدس، فادّعت أنه يمرّ من كربلاء، وحين سقطت كربلاء، خَرَج علينا من يرفع ذات الشّعار ولكنه حدّد مسارًا آخرًا للطريق، فأصبح طريقها يمر من إدلب والحسكة والقلمون، وعندما اشتعلت اليمن، أطلّ علينا آخر لِيُعيّن وُجْهًة جديدة إلى القدس، عبر اليمن، وحين هبّت عاصفة الحزم على اليمن، وجدنا أنّ طريق القدس استبدل مساره لِيمرّ من مكّة والرّياض، وأما سياساتها الداخليّة، فهي ليست بمعزل عن سياساتها الخارجية، فماذا يمكن أن ننتظر من سلطة تحتكر المناصب العليا في الدّولة كمنصب المرشد الأعلى للثورة ورئيس تشخيص مصلحة النظام؟

مثل هذه الأنظمة والحركات السياسية، وإنْ ادّعت انتمائها للإسلام، فإنّ مستقبلها محكومٌ عليه بالفشل، لأنها تحمل عوامل الفشل الذاتي، ليس فقط بسبب ممارساتها السياسيّة فحسب، ولكن لانتهاجها التربيّة الحزبيّة وفق رؤية الولّي الفقيه المنتظر أو من يعتقدون بضرورة طاعته عند المذاهب الأخرى، وحوّلت الصّراع على امتلاك السلطة إلى الصراع على من يملك الحقيقة، وحّولت المذهب من الطريق إلى الله إلى الحق نفسه، واعتبرت النصوص كائنًا مُغلقًا مستقلًّا بعالمه.

حقيقة تاريخية : تحرير المسجد الأقصى على يد صلاح الدين الأيوبي كان نتيجة لمقدمات أبرزها الجهود التي بذلها نور الدين زنكي وعماد الدين زنكي ومن ثم صلاح الدين الأيوبي بإسقاط الدولة الفاطمية الشيعية في مصر، فهل من مُدركٍ لهذا التِّرياق، فيفتح الله الأقفال، ويكشف الكروب الثقال .

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …